الدقائق السبع حوّلن المملكة لدولة فاشلة ورؤيتها الى اضغاث
تناولت صحيفة “الجارديان” أحداث عام 2018، مُشددة على أن المملكة العربية السعودية شهدت حالة من الضّعف في هذه السنة. وقال الكاتب مارتن شولوف إنّ الحرب في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي زادا من الضغوط على المملكة، ولا يوجد ما يُشير إلى أنّ الضغط سيخفّ عنها في عام 2019.
وقال الكاتب: “كان عام 2018 هو زمن ولي العهد محمد بن سلمان، ولكن العام المقبل سيكون أي شيء ولكن ليس وقته. وبدأ العام واعداً لوارث العهد السعودي، حيث أقنع مُواطني بلاده بحزمة الإصلاحات وحصل على دعم من الخارج لأجندته المحاربة في المنطقة وعلاقة صداقة حميمة مع جارد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب والذي جعل المملكة العربية السعودية مركز القوة في الشرق الأوسط. إلا أن زخم النجاح انهار في سبع دقائق، وهو الوقت الذي احتاجه قتل الصحفي في قنصلية بلاده في إسطنبول. وأدّت الجريمة الشنيعة، للنظر في كل ملمح من أجندة محمد بن سلمان، وتم تحدّي كل عناصرها من الحلفاء والمُتشكّكين الذين دعموا ولي العهد في البداية”.
ومع اقتراب نهاية العام، قرّر الكونجرس الأمريكي رفع الدعم الأمريكي عن الحرب في اليمن بقيادة التحالف الذي تقوده السعودية، واتّهم أعضاء مجلس الشيوخ ولي العهد بجريمة جمال خاشقجي، وهو منظور سيلاحقه في خطواته نحو العرش الذي بدا وكأنه في مُتناول اليد.
كما أن حصار قطر الذي يعد من مشاريع ولي العهد يبدو أنه بعيد عن النجاح، بالإضافة للنزاع مع كندا وكذا الإصلاحات الاقتصادية والثقافية في المملكة العربية السعودية والتي كان يعتقد أنها بداية علاقة بين المواطن والدولة. وتبدو الحرب في اليمن، تحديداً، مثيرة للقلق خاصة أن محمد بن سلمان شنّها بذريعة ردع إيران ومنعها من بناء قوة على بوابة بلاده الجنوبية. فقد استنزفت الحرب خزينة المملكة وحوّلت اليمن ذلك البلد الفقير إلى بلد أشباح يواجه الملايين فيه مخاطر المجاعة.
ولو صمد وقف إطلاق النار في الحديدة فسيتعرض ابن سلمان للضغوط من أجل تحقيق التسوية الدائمة.
وحذّرت الولايات المتحدة جيران سوريا من التبادل التجاري، وهو أمر غير عادي من رئيس ظلّ تركيزه على المنطقة ضيقاً باستثناء دعم ابن سلمان وإسرائيل، ومحاربة بقايا داعش على الحدود السورية - العراقية. ولكن قرار ترامب سحب القوات من سوريا والذي كان سبباً في استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس أنهى وبشكل عملي التحالف مع أكراد سوريا الذين اعتمدت عليهم الولايات المتحدة في مُحاربة الجماعات المُتشدّدة.
ولم يكن التحالف مقبولاً من أنقرة التي خشيت من التعاون بين أكراد سوريا والأكراد في جنوب تركيا. ومن المتوقّع أن تشنّ تركيا هجوماً لدفع الأكراد عن حدود تركيا في شرقي الفرات. وعلى الجانب الآخر تحاول روسيا، الحليف الرئيسيّ لنظام الأسد تصوير سوريا على أنها مستقرّة ومفتوحة للاستثمارات، ولا يوجد ما يشجّع على تدفق أموال الإعمار في ظلّ غياب التسوية السياسية.
ولا أحد من اللاجئين والمشرّدين يريد العودة، ولن يتغير هذا الوضع في عام 2019 حسب المُنظمات المدافعة عن اللاجئين التابعة للأمم المُتحدة.
ارسال التعليق