الرياض تخطط لخرق اتفاقات يمنية عمانية في المهرة
تواصل السعودية ممارساتها الرامية إلى إحكام السيطرة على المنافذ البرية والبحرية والجوية في اليمن، وخنق الشعب المجاور لها مُستغلة بذلك وجود الحكومة الشرعية في أراضيها والحرب التي تقودها ضد الحوثيين. ومنذُ أواخر العام الـ 2017 أسقط الوجود السعودي في المهرة القناع الذي ارتدته الرياض حين أعلنت أهدافها الظاهرية التدخل العسكري في اليمن وانطلاق عاصفة الحزم بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية في مارس 2015م، إذ تفنّد الممارسات العملية على أرض الواقع ما أُعلن في السابق.. ولم يكن وجود السعوديين في المهرة منعاً للتهريب فقط كما اعتقد البعض بداية الأمر، خاصة بعد ما كشفته بعض الممارسات الميدانية للرياض عن نوايا خبيثة تتنافى تماماً مع ما أُعلن رسمياً، ما تسبّب في تأجيج مشاعر الاحتقان والغضب لدى سكان المحافظة.
ومن هنا كانت الاعتصامات والاحتجاجات التي عمّت مختلف المناطق. ما يزيد من التوتر المتزايد في المهرة هو المخاوف من أن المملكة العربية السعودية قد تغلق المعابر الحدودية الوحيدة مع عُمان - والتي تعمل حالياً كنقاط الخروج الوحيدة لليمنيين الجرحى للحصول على العلاج الطبي في مستشفى السلطان قابوس في صلالة. (حيث لا توجد مستشفيات في المهرة). ومنذُ ما قبل توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين سلطنة عُمان والجمهورية اليمنية حافظت السلطنة على الاتفاق ومدّت يد الخير والمُساعدة للمُحافظات المُجاورة لها وعاملت أبناء المهرة وسقطرى معاملة مواطنيها. ولكن السعودية منذُ إرسال قواتها إلى المهرة تتعمّد إثارة التوتر في المنطقة وبالأخص في منفذ “شحن وصرفيت” الحدوديتان مع عُمان من خلال استحداثات عسكرية ومُحاصرة المحافظة البعيدة عن الحرب.
وتنص الاتفاقيات الموقّعة بين الجمهورية وسلطنة عُمان والموثقة دولياً، على عدم القبول بالاستحداثات العسكرية بين البلدين الشقيقين إلا كما جاءت في بنود الاتفاقيات بينهما. ويرى مُراقبون أن استغلال السعودية لحالة الحرب التي تقودها في اليمن لا يُجيز لها انتهاك تلك الاتفاقيات.
واندلعت اشتباكات في منفذ “صرفيت” بمنطقة “حوف” في محافظة المهرة اليمنية، بعد أن أقدم جنود سعوديون على تشييد مبانٍ جديدة في المنفذ الحدودي مع سلطنة عُمان.
وذكرت مصادر محلية أن مواطنين من “حوف” تبادلوا إطلاق النار قبل يومين مع الجنود السعوديين، في محاولة لمنعهم من البناء. وقال قيادي في لجنة اعتصام أبناء “حوف” إنهم سيعاودون الاعتصام أمام منفذ “صرفيت” بعد العيد، نظراً لعدم التزام القوات السعودية وميليشياتها بما تم الاتفاق عليه بشأن الانسحاب من منفذ “صرفيت” و”محمية حوف” الطبيعية. وكانت اللجنة دعت، الشهر الماضي، إلى اعتصام مفتوح أمام بوابة منفذ صرفيت البري، احتجاجاً على استمرار انتهاك السيادة الوطنية وحفاظاً على المكتسبات والإرث الطبيعي لمحميتهم الطبيعية. وأكدت لجنة الاعتصام رفضها لوجود أي مسلحين من ميليشيات أو قوات أجنبية في صرفيت وعسكرة الحياة في المديرية.
وبحسب خبراء ومراقبين أكدوا في تصريحات منفصلة لـ “المهرة بوست” أن من حق أبناء المهرة رفض كافة أشكال الممارسات غير المسؤولة التي تقوم بها السعودية، وتتضح أهدافها بصورة جلية سعيها المحموم لخنق أبناء اليمن وجعلهم تحت رحمتها من خلال السيطرة على المنافذ البرية والبحرية والمطارات.
ارسال التعليق