الرياض تلعب بالنار بتقربها من موسكو
رأى موقع “أويل برايس” أن ثمة لعبة جيوسياسية خطيرة تضع السعودية نفسها فيها، فهل تعي حجم اللعبة وخطورتها حينما تتقرّب من روسيا العدو اللدود للولايات المتحدة؟ ففي وقت تحاول فيه الحفاظ على العلاقات القديمة مع واشنطن، تحاول عقد صلات جديدة تقوم على أساس التعاون في سوق النفط، وتحديداً مع موسكو.
وفي مقال للمحلل في شؤون النفط تيم دايس، تحت عنوان “لعبة السعودية الجيوسياسية الخطيرة”، قال فيه، إن آخر وجه لهذا كان ما صدر عن شركة “أرامكو” السعودية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا، بأنها ترغب بامتلاك مصادر للغاز في الولايات المتحدة، وهي مستعدّة لإنفاق “مليارات الدولارات” هناك، في محاولة منها لتصبح لاعباً مهماً في مجال الغاز العالمي.
وأشار الموقع إلى أن شركة “أرامكو” السعودية تنوّع استثماراتها في عدد من الدول، من خلال الاستثمار في مجال تكرير النفط والغاز الخام، بما في ذلك ملكيتها لمجمع موتيفا في تكساس، الذي يعدّ أكبر مجمع لتكرير النفط في الولايات المتحدة.
وقال الموقع: إن “شركة (أرامكو) عبرت عن رغبتها في أن تصبح لاعباً في سوق الغاز المسال وتصدير الوقود، إلا أن تحقيق هذا الطموح يحتاج إلى تحضير بنية تحتيّة قبل أن تحصل على الثمار”.
ورغم أن العلاقات الأمريكية السعودية تعود إلى إدارة فرانكلين رزوفلت في أثناء الحرب العالمية الثانية وما بعدها، حيث أسهمت الخبرات الأمريكية في صناعة النفط وإدارته والممارسات الجيدة والتمويل الذي أسهم في تطوير صناعة النفط السعودية، وأوصلها إلى المستوى الذي وصلت إليه الآن، رغم ذلك تقوم الرياض الآن بتوطيد العلاقات مع العدو اللدود للولايات المتحدة، أي روسيا”.
وأشار الموقع إلى أن “العلاقات المتنامية مع روسيا هي نتاج ضرورة تتعلق بسوق النفط، واتفق الطرفان على خفض إنتاج النفط عام 2016؛ لتخفيف مستويات النفط في السوق العالمية بمستوى انحدر للأسفل، وترك أثره على سعر النفط، الذي أدّى لأن يتدهور سعر برميل برنت الخام من 100 دولار في منتصف عام 2014، إلى 30 دولاراً للبرميل بحلول عام 2016، وهو ما أدّى إلى ولادة ما صار يعرف بأوبك مجموعة منتجي النفط بقيادة روسيا والسعودية”.
وأضاف الكاتب تيم دايس: “منذ أول اتفاق لخفض النفط عام 2016، فإن البلدين اتفقا العام الماضي، ومرة أخرى، على تخفيض إنتاج النفط في وجه تراجع في الطلب العالمي على النفط؛ وذلك بسبب الحرب التجارية الحالية بين الولايات المتحدة والصين، والضعف الظاهر في الاقتصادات الصاعدة، وزيادة مستويات إنتاج النفط من الدول الثلاث الكبيرة، وهي الولايات المتحدة وروسيا والسعودية”.
وأشار الموقع إلى أن المشكلة تكمن، أنه في الوقت الذي تواصل فيه الرياض وموسكو زيادة ترابطهما في مجال الغاز والنفط، سواء في مجال الاستثمار في القطاعات النفطيّة لكل منهما، أم في مجال التحكم في أسعار النفط العالمي، فإن الطرفين سيقومان ببناء تحالف جيوسياسي يضم كما هو الحال في الشرق الأوسط الملتهب أمريكا وروسيا على خط التناقض، مثلما هو الوضع في الحرب الأهليّة السورية”.
وختم الكاتب مقاله: “قد تمرّ سنوات قبل أن يتطوّر، إلا أنه سيأتي وقت تجد فيه السعودية نفسها بأنه أمام خيارين لا ثالث لهما وهو إما الوقوف إلى جانب المصالح الأمريكية، أو إلى جانب الهيمنة والطموحات الروسية المتنامية في الشرق الأوسط، وهو قرار لا يريد أي زعيم سعودي اتخاذه، وسيقع على عاتق ولي العهد محمد بن سلمان، وهو قرار يمكن أن يحدّد مسار أسعار النفط والغاز العالميّة، وحالة الاستقرار في الشرق الأوسط”.
ارسال التعليق