السديس يلمع أصنامه لو أن القرآن أثر في قارئة السديس !!
في تصريحات شكلت صدمة لأتباعه، وأثارث استغرابهم مما ذهب إليه قارئ القرآن السعودي الشيخ عبد الرحمن السديس رئيس شؤون الحرمين الشريفين، إذ قال: "إن السعودية وأمريكا هما قطبا هذا العالم بالتأثير، ويقودانه إلى الأمن". على حد أقواله وادعاءاته.. وأضاف السديس في مقابلة مع قناة الإخبارية السعودية يوم 17/9/2017 " أن الجانبين بزعامة الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقودان العالم والإنسانية إلى مرافئ الأمن والسلام والاستقرار والرخاء".
كلام السديس جاء أثناء مشاركته في مؤتمر منظمة العالم الإسلامي المنعقد في نيويورك برعاية سلمان ونجله محمد بن سلمان ورابطة العالم الإسلامي. واعتبر الشيخ السديس، أن المؤتمر أكد على أهمية التواصل الحضاري بين العالم الإسلامي وغيره، ولاسيما بين السعودية وأمريكا في مثل هذه الظروف التي تحتاج البشرية إليها جمعاء في مكافحة الإرهاب والتطرف والطائفية على حد قوله وزعمه.
كما قلنا تصريحات السديس أصابت عدداً من أتباعه بالصدمة، حيث كتبت الباحثة دعاء عبد الحميد الطنطاوي معلقة على كلام السديس: " الشيخ السديس الرجل الذي فقد عقله. أرى أنه لا تجوز الصلاة خلفه.. والله أعلم ".
وقالت الكاتبة وفاء نبيل: يعني مش حرام كل شوية كده ننصدم في حد، ده أنا أكتر صوت بحب أسمع منه القرآن هو الشيخ السديس، سبحان الله".
لنترك الجدل الذي أثارته هذه التصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي رصدته بعض المواقع والصحف العربية، ونذهب إلى تحليل دوافع هذه التصريحات فعلماء السلاطين عودونا أنهم بين الحين والآخر يطلون علينا بتصريحات أو فتاوى تزيد من بصيرة مَنْ مازال مغرور بهم وتكشف المزيد من الحقائق عن دورهم ووظیفتهم فی عالمنا الإسلامي، وحجم الدمار والتخريب الفكري والإنساني والاجتماعي والعمراني الذي ألحقوه بالأمة الإسلامية ومقدساتها وهويتها وعقيدتها الإسلامية. فإن السديس لا يختلف عن غيره من أمثال بن عثيمين وبن باز، والكلباني، وآل الشيخ وغيرهم كثير من هؤلاء أئمة الضلالة وجنود إبليس في الأرض المقدسة. فهم دائماً يشكلون الرافعة الدينية لسياسات أل سعود ولإسباغ مسحة دينية على عمالتهم وخيانتهم للأمة ولمقدساتها، فالسديس يقرأ القرآن ويبكي أحياناً تظاهراً بالتفاعل مع آياته ومفاهيمه لخداع الناس والضحك على عقولهم، أما انه يريد تسويق وظيفته الأساسية المشار أليها أي تسويق سياسات آل سعود..فمما يريده السديس من هذه التصريحات، أو بعبارة أدق مما يريد تسويقه على المغفلين من اتباعه وكل المعجبين به وبآل سعود ما يلي :-
1- تلميع الوجه القبيح لأمريكا، ولرئيسها الأحمق!! فالسديس يستغل موقعه كرجل دين، وكقارئ للقرآن الكريم في محاولته إضفاء مسحة مقبولة يغطي بها عورات وعدوانية ترامب، واللافت، بل المثير حقاً، أن السديس لا يكترث ولا يعير أية أهمية للموقع الذي يمثله " كعالم دين، وكمسؤول عن شؤون الحرمين الشريفين " لأنه بهذا المديح لترامب ولملك السعودية سلمان وجه إهانة كبيرة لهذا الموقع، ولشخصه نفسه، لأن الكل حتى الأطفال يعرفون أن ترامب رجل عدواني واحمق، حتى أطفال أميركا يصرحون بهذه الحقيقة، فهل السديس يستطيع بهذا الثناء والإطراء على ترامب بتصويره " رجل خير ورخاء وسعادة للبشر "!! حجب حقيقة عداء هذا الرجل للإسلام، فهذا الشخص صرح في حملته الانتخابية مراراً وتكراراً انه سيحارب الإسلام، ومازال يتوعد ما يسميه الإرهاب الإسلامي، وما أن فاز في الانتخابات حتى وقع على مراسيم منع المسلمين من خمس دول إسلامية أو ستة من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وخلق بهذه المراسيم الجائرة أجواءً عدوانية ضد المسلمين ليس في أمريكا وحسب بل في كل العالم الغربي! وبات المسلم يعاني في الدول الاوروبية وأمريكا وحتى في أفريقيا وفي أستراليا من المضايقات، ومن نظرات الاحتقار والازدراء من قبل مجتمعات هذه الدول بسبب هذه التحريض الهائل الذي أثاره ترامب في تصريحاته ومراسيمه وخطواته على صعيد سياساته وممارساته الحمقاء. ولا ندري، كيف أن السديس يعتبر ترامب رجل يقود العالم نحو الخير، وهو الذي اعتبر حليفته السعودية نفسها بقرة حلوب، متى ما جف حليبها تؤخذ إلى المقصلة وتُذبح !! بل ألزم النظام السعودي بدفع الأموال الطائلة لأميركا لقاء الحماية من السقوط. وكيف أن السديس يعتبر ترامب رجل يقود نحو الرخاء، وهو يمارس القتل والعدوان عبر قواته العسكرية بحق مسلمي أفغانستان، ومسلمي اليمن، ويقف إلى جانب حاكمة بورما (ميانمار) التي فتكت بالأقلية المسلمة. ولا نذهب بعيداً، ترامب مازال يصر على توريط السعودية في اليمن، وفي سوريا، وفي معاداة إيران، بل وورطها في إثارة الأزمة مع قطر.و.و. وهو الذي فرض عليها دفع 2ترليون دولار، 480 مليار منها دُفعت نقداً على شكل هبات وصفقات أسلحة وغيرهما كثير.
2- السديس ومَنْ على شاكلة السديس يريدون بهذا التمليع لوجه ترامب القبيح ومحاولة تغطية وإخفاء تجاعيد الأجرام والعدوانية فيه تبرير انخراط الملك سلمان وابنه مع هذا القاتل وتبرير تحالفهما معه، لإسكات الأصوات المعارضة، من أبناء الشعب الجزيري ، ومن أبناء الأمة برمتها خارج البلاد، إذ أن هناك شريحة كبيرة من هذه الأمة تطالب بعدم دعم سياسات هذه الرئيس الأحمق والعدواني للأمة الإسلامية ولمقدساتها !! إذن السديس يحاول إسباغ مسحة دينية على انخراط سلمان وابنه مع ترامب في معاداة الأمة والحرب على مقدساتها، وبالتالي محاولته خداع الرأي العام بذلك، بإخفاء حقيقة السياسات السعودية، التي باتت تشكل خطراً ليس على الأمة الإسلامية ومقدساتها وحسب، وإنما على السعودية نفسها باعتراف الأوساط الأمريكية والغربية ، كما سنرى بعد قليل. رسالة السديس، لا تستهدف تسويغ انخراط سلمان وابنه في المشاريع الأمريكية مباشرة فحسب بل هي دعوة لبقية الدول الإسلامية للاصطفاف مع السعودية والانخراط معها في هذه المشاريع، مادام " ترامب داعية خير وقائد رخاء "!! بحسب اعتقاد السديس.
3- محاولة السديس إخفاء حقيقة مرة باتت تؤرق أكثرية العلماء والمثقفين في السعودية وخارجها، وهي أن الملك سلمان وابنه محمد مجبرين على الانخراط في سياسات ترامب مع دفع الجزية، لأن هذا الأخير قالها صراحة أن آل سعود لابد أن يقوموا بالواجب الذي يجب عليهم لقاء الحماية، من دفع الأموال وتبني سياسات ترامب مع دفع الجزية، لأن هذا الأخير قالها صراحة أن آل سعود لابد أن يقوموا بالواجب الذي يملى عليهم لقاء الحماية، من دفع الأموال وتبني السياسات التي تريدها أمريكا، وهذا ما قاله صراحة، وكرره في قمته الأخيرة في الرياض، حيث قال لآل سعود ولحكام دول الخليج وحكام الدول الإسلاميةعليكم ان تحاربوا الارهاب الاسلامي بأنفسكم، أي تقوموا بما نلزمكم به نحن الأميركان...فالسديس يريد تصوير هذا الانخراط السعودي، على انه يصب في مصلحة السعودية والمنطقة والعالم، في حين أن سلمان وابنه، فاقدون للإرادة والاختيار وهم أدوات، يقودون البلاد وشعبها بهذا الانخراط في مشاريع ترامب العدوانية، إلى الهلاك المحقق، والى الدمار، ذلك فضلاً عن دمار المنطقة و الدول العربية والإسلامية بشكل خاص.
اما مايخص سلمان وابنه المراهق محمد، اللذين عرضهما وقدمها السديس لنا "دعاة خير" يقودون المملكة والعالم للرخاء والاستقرار وسعادة الإنسانية، فذلك نفاق واضح من هذا الشيخ، والذي يتحدث ويزيف الحقائق دون خوف ووجل من التحذير الآلهي المتكرر في القرآن الكريم الذي يرتله على الناس !! لنترك الحديث عما فعله سلمان ومن سبقه بالشعب السوري، ونترك ما فعله هو وابنه بالشعب اليمني المظلوم، لنترك ما أقترفه من مجازر بين الحين والآخر بحق أبناء هذا الشعب، ونترك الحصار والقصف الذي دمر الشجر والبشر والحجر، ونترك الكوارث الإنسانية التي تسبب بها هذا النظام ونترك ما فعلوه في العراق، وما فعله بن سلمان في العوامية لدرجة أن حلفاء السعودية أنفسهم من البريطانيين اعترفوا أن هذا الشاب المراهق يستخدم الأرض المحروقة في مواجهة ناس عزل بالدبابات والمدافع الثقيلة والمجنزرات وفرق القناصة، والتفاصيل معروفة لدى القاصي والداني...ساترك للسديس كل هذه المآسي التي قاد إليها التآمر السعودي بالتعاون مع الأمريكي والصهيوني وأشير إلى شهادتين، ليس مني أنا الذي أكره آل سعود وأمقتهم لأني أعرف تاريخ عمالتهم وتآمرهم على المسلمين ومقدساتهم باسم الدين وباسم المقدسات، وإنما من حلفاء خلص لآل سعود، هم البريطانيون، والكاتب السعودي الذي دافع عن آل سعود ونصب نفسه بوقاً لهم يسوق لهم مؤامراتهم، ويضلل الرأي العام في المملكة وخارجها بإخفاء حقيقة هؤلاء القتلة، الدموية، وحقيقة عمالتهم للاميركان وحلفهم مع الصهاينة منذ قيام كيانهم وحتى اليوم.
الشهادة الأولى لصحيفة الغاردين البريطانية في 19/أيلول/2017، حيث خصصت افتتاحيتها للحديث عن وضع السعودية، في إشارة تحذير لآل سعود حرصاً منها ومن المؤسسات السياسية البريطانية لتنبيههم، أي آل سعود، لاتخاذ الحيطة والحذر...الصحيفة على أي حال، خصصت الافتتاحية عن الوضع في المملكة تحت عنوان " الأمير الشاب في صعود ومملكته في فوضى " وتقول الصحيفة متسائلة هل هو إصلاحي عاقد العزم على جذب المملكة التي تصفها الصحيفة بأنها نظام قمعي يوقع شيكات رعاية اجتماعية باهظة، إلى القرن الحادي والعشرين؟ أم هل هو أمير صغير بلا خبرة قد يؤدي صعوده إلى السلطة إلى زعزعة المنطقة؟ وتقول الصحيفة أن الأمير الشاب هو أيضاً " المخطط للمستنقع الدامي للحرب في اليمن وللموقف المتشدد في الأزمة الأخيرة في الخليج مع قطر المجاورة " وتضيف الصحيفة ان والده يبلغة من العمر 81 عاما وهو معتل صحيا ويتوكأ على عصا أثناء السير.وباختيار الأمير الشاب، السابع بين أبنائه، ليصبح ولي العهد الأصغر سناً في تاريخ المملكة، اتخذ الملك قراراً واضحاً بالقطيعة مع الماضي.
وتضيف الصحيفة، انه إذا كانت الشهور القليلة الأولى مؤشراً على أمر ما، فأن النذر للمستقبل لا تبشر بالخير..وتقول الصحيفة، انه في الأسبوع الماضي شنت السلطات السعودية حملة على المعارضين، استهدفت فيها رجال الدين والمنتقدين لسياسات النظام السعودي والخصوم السياسيين. وعن الشأن الداخلي فقد وصفت الغارديان، الوضع في السعودية بأنه في حالة من الفوضى، وترى الصحيفة أن الانخفاض الكبير في أسعار النفط أدى إلى عجز كبير في الميزانية السعودية، وقد حاول ولي العهد بن سلمان- تعويض العجز عن طريق برنامج متشدد للخصخصة وخفض الدعم، ولكن هذه الإجراءات هددت العقد الاجتماعي بين الأسرة المالكة ورعاياها، والذين تقل أعمار أغلبيتهم عن 35عاما.
الشهادة الثانية للكاتب السعودي جمال خاشقجي، وجاء في مقال كتبه لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، وانتشر باللغة العربية في 19 أيلول 2017، وجاء فيه " لم تكن السعودية دوماً قمعية بهذا الشكل ولكن الوضع فيها الآن لم يعد يحتمل.. عندما أتكلم عن الخوف والترويع والاعتقالات والاهانات التي تُمارس بحق المفكرين والزعماء الدينيين الذين يجرؤون على البوح بما في صدورهم، ثم أقول لك إنني من المملكة العربية السعودية فهل يفاجئك ذلك؟ ".
طيلة العقود الماضية يبرر ويسوق سياساتهم الظالمة والجائرة على أنها سياسات تهدف "إلى الخير"..((كل ما أراه الآن هو موجه من الاعتقالات، ففي الأسبوع الماضي ألقت السلطات القبض على ما يقرب من ثلاثين شخصاً تمهيداً لاعتلاء ولي العهد على العرش..بعض هؤلاء الذين القي القبض عليهم هم من أعز أصدقائي ومن الواضح ان المقصود من هذه الحملة هو التشهير بالمفكرين والزعماء الدينيين الذين يجرؤون على التعبير عن آراء تخالف تلك التي تتبناها القيادة في بلادي ". ثم يقول خاشقجي متندراً على الخدمة التي قدمها لآل سعود، وكيفية انقلابهم حتى على من خدمهم، فكيف حال الشعب وحال الإنسان العادي الذي يعيش تحت نير ظلمهم..فيقول "..نعم هكذا وبتلك السرعة، يمكن أن تفقد الحظوة لدى أولى الأمر في المملكة العربية السعودية، انه لأمر صادم، فلم تكن ممارسة معتادة مع الذين يطبلون لآل سعود من مثل خاشقجي، هذا هو واقع آل سعود قام ملكهم على جماجم أبناء الجزيرة، بشهادة التاريخ، فتاريخهم منذ نشوئهم وتشكيلهم كيانهم الإرهابي بمساعدة أسيادهم الانجليز، يشهد على إجرامهم وقتلهم مئات الآلاف من أبناء الجزيرة والمنطقة ومازالوا.. خاشقجي يستغرب كيف قدم كل هذه الخدمة والتملق لآل سعود ويُرمى في سلة المهملات.. قائلاً " حصل في عام 2003 ثم تكرر و فصلت من وظيفتين كرئيس تحرير لصحيفة الوطن (التقدمية) عملت في تلك الأثناء مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل الذي كان يشغل منصب سفير السعودية لدى بريطانيا ثم لدى الولايات المتحدة. وقد يبدو غريباً ومن غير المألوف أن تتعرض للفصل من قبل حكومة تستمر في خدمتها من بعد في الخارج. إلا أن هذه هي فعلاً المفارقة السعودية العجيبة ".
ويمضي خاشقجي متحدثاً بالتفصيل عن الواقع المزري للسعودية وللشعب الجزيري في ظل قيادة المخرف سلمان وابنه المراهق محمد، ويختم مقالته بالقول" .. أود أن تعرفوا أن المملكة العربية السعودية لم تكن دوماً كما هي عليه الآن، وإننا معشر السعوديين نستحق أفضل من ذلك".فماذا يقول السديس قارئ القرآن بعد هذه الشهادات من أصحاب النظام، أليس له أن يتوب من هذا النفاق!؟.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق