السعودية تدرس إجراء مباحثات مباشرة مع الحوثيين
شددت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية على أن السعودية تبحث عن حل سياسي لإنهاء الحرب في اليمن التي ورطت نفسها بها، وكذلك تسببت بخلافات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن، وقد تضررت سمعة السعودية بشكل كبير بسبب العدد الضخم للضحايا المدنيين الذين سقطوا بسبب الضربات الجوية السعودية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الرياض تدرس مقترحات لإجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين، لكن ليس واضحاً ما إذا كانت المبادرة الجديدة ستحقق أي نتيجة.
وكشفت الصحيفة، أن الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار في اليمن بين الرياض وجماعة الحوثي الشيعية، قد تلاشت، وذلك بحسب أشخاص على اطلاع على المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة، ما يشكل ضربة للجهود في منع الحرب الممتدّة لأربع سنوات، من التطوّر إلى نزاع إقليمي أوسع مع طهران.
وذكرت الصحيفة أن الدبلوماسيين وجدوا صعوبة في التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مع تصاعد حدة النزاعات بين إيران وخصومها، وأشارت إلى أن جماعة الحوثي نفذت خلال الأسابيع الأخيرة، سلسلة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة التي تتهم الرياض وواشنطن طهران بالوقوف ورائها، وهو ما تنفيه الأخيرة.
وأضافت الصحيفة إن الضربات الحوثيّة بما فيها الهجوم الصاروخي الذي استهدف عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية الشرعية التي تدعمها السعودية، وأدّى إلى مقتل 40 شخصاً، أثر على محاولات الوصول لهدنة باليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود الدبلوماسية لإنهاء ما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لقيت دعماً الشهر الماضي، حينما بدأت الإمارات في سحب قواتها من اليمن، وإعلانها الانتقال نحو التركيز على محادثات السلام، ما أدّى لإعادة تقييم اللاعبين الكبار في الصراع.
ونقلت عن مسؤول سعودي بارز قوله “المملكة لا تريد أن تظل منجرة طويلاً في هذه الحرب”، غير أنه استدرك: “لكن في ظل كل التوترات مع إيران، فإن السعودية لا تريد أن تظهر بصورة الجهة الضعيفة أو أنها متضرّرة”.
والشهر الماضي، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، خلال جلسة مجلس الأمن بخصوص اليمن إنه لمس في لقاءاته بالأطراف اليمنيّة المسؤولة “رغبة في التوصّل إلى حل”. غير أنه حذّر في المقابل من “نشوب حرب واسعة في المنطقة”.
ويساهم المأزق الدبلوماسي في توترات إقليمية أوسع في واشنطن وطهران، حذّر القادة الأمريكيون طهران من أنها قد تحمّل طهران مسؤولية مباشرة عن حلفائها في المنطقة، بما في ذلك قوات الحوثيين في اليمن ومقاتلي “حزب الله في سوريا والميليشيات الشيعية في العراق. وقال غريفيث لمجلس الأمن: “مع استمرار الحرب، هناك مزيد من التوتر، وسيكون من الأصعب التوفيق بين هذه التوترات وحلها”.
وخلقت الحرب في اليمن ما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم. الملايين من اليمنيين تحت خطر المجاعة. لقد قتلت الكوليرا الآلاف. وقتل أكثر من 90 ألف شخص في اليمن منذ عام 2015، بما في ذلك أكثر من 11000 مدني. وكانت الضربات الجوية التي شنّها التحالف السعودي مسؤول عن ثلثي عدد القتلى المدنيين.
ارسال التعليق