السعودية تدعم رفض إسرائيل حل الدولتين
أكد خبير أمريكي أن السعودية تخلت عن دعم الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة وأنها اصطفت إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة لمواجهة إيران ضاربة عرض الحائط بالفلسطينيين وطموحاتهم بذريعة تعنت قياداتهم؟ وقال الكاتب بيتر هويسي -مدير دراسات الردع الإستراتيجي في معهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوي التابع لرابطة القوات الجوية في مقال تحليلي نشرته مجلة «ذي هيل» الأمريكية، أنه يبدو أن إسرائيل لديها ثمة شريك جديد يتبنى التوجهات نفسها، موضحة أن ولي العهد السعودي سبق أن صرح بأنه يجب على الفلسطينيين أن يقبلوا بالمفاوضات وبما عرض عليهم مرات عديدة بشأن دولة خاصة بهم أو أن يلزموا الصمت.
وترى المجلة أن إعلان ولي العهد السعودي يجعل موقف السعودية أقرب إلى موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا السياق، وهو المتمثل في أن تعنت السلطة الفلسطينية لم يعد يؤثر في تحريك سياسة الشرق الأوسط، وسط تقارير تشير إلى أن كلا من واشنطن والرياض لم تعودا توافقان على أنه ينبغي لإسرائيل تقديم تنازلات كشرط لجعل عملية السلام تمضي قدماً في المنطقة. ويضيف الكاتب أن أهمية هذا الشريك السعودي تتمثل في عدم استمراره في الاعتقاد بأن الدولة الفلسطينية تشكل جوهر عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي انضمام السعودية بدل ذلك إلى إسرائيل ومصر والولايات المتحدة في اعتبارها أن «الفوضى» الإيرانية هي التي تشكل مركز التحدي في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق ببرامج طهران النووية والصاروخية. ويقول إن هذا الموقف الأمريكي الجديد يختلف عن مواقف الإدارات الأمريكية السابقة، التي جادلت بأنه إذا أعادت إسرائيل للفلسطينيين الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن معظم «الإرهاب» الذي يشل الشرق الأوسط سينتهي. كما يساعد ولي العهد السعودي الولايات المتحدة بشكل غير مباشر في تحدٍ أمني آخر يتمثل في كوريا الشمالية؛ فمن خلال العمل على إنهاء أو تعديل الاتفاقية النووية الإيرانية بشكل كبير، فإنه يتم تسليم رسالة قوية إلى بيونج يانج وإلى طهران في اللحظة نفسها. إلى ذلك قالت مصادر أمريكية في القاهرة، إن قراراً بإرجاء خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإحلال السلام في الشرق الأوسط، والمعروفة باسم «صفقة القرن»، لأجل غير مسمى، تم اتخاذه في البيت الأبيض أخيراً، بسبب تعقيدات لدى عدة أطراف إقليمية. وأضافت المصادر، أن «أول الأطراف التي تقف عقبة أمام الخطة الأمريكية هو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نفسه، الذي يرفض تقديم أي تنازلات أو التعاطي مع ملاحظات وضعها الأصدقاء العرب، لتجاوز مسألة غضب الشارع العربي». ولفتت إلى أن نتنياهو يتمسك بعدم منح الفلسطينيين أي وجود مشروع في القدس، ولو على سبيل الإقامة فقط، بالإضافة إلى إصراره على عدم الانسحاب من مناطق في الضفة الغربية ومحيط القدس، تدخل ضمن نطاق التصورات الأوّليّة للخطة الأمريكية. وكشفت المصادر أن تصوراً طرحته أطراف عربية وصفتها «بالحليفة لإسرائيل»، يقضي بعقد هدنة طويلة المدى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، كبديل عن «صفقة القرن» في ظل تعقُّد المشهد، وصلابة موقف الشارع العربي. وشددت المصادر على أنه «مهما كانت مواقف بعض الأنظمة العربية الداعمة للخطة الأمريكية قوية، إلا أن الشارع العربي ما زال صاحب الموقف الأقوى فيما يخص القضية الفلسطينية». وقالت المصادر إن العلاقات «المتينة» في الوقت الراهن التي تربط إسرائيل بعدد من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والسعودية، وإن كانت الأخيرة بشكل غير معلن، لا تكفي وحدها لتمرير خطة ترامب للسلام، في ظل الإصرار الإسرائيلي على عدم تقديم أي تنازل، ورفض الشارع العربي للتطبيع مع إسرائيل من دون التوصل لحل للقضية الفلسطينية يحافظ على المقدسات.
ارسال التعليق