السعودية تطالب «إسرائيل» بالتكتم على ملف تطور العلاقات
كشفت مصادر عربيّة رفيعة المستوى عن اتصالات سريّة جديدة أجريت بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين في وزارة الخارجية السعودية، لمناقشة تطوّر العلاقات الثنائية بين البلدين التي شهدت قفزة نوعيّة غير متوقعة في عهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأكدت المصادر، أن الاتصالات المباشرة بين الجانبين (الإسرائيلي-السعودي) قد أصبحت شبه أسبوعية وفي إطار الدبلوماسية المتطوّرة، وأن العلاقات قد تطورت إلى حد عقد لقاءات في عواصم عربية وأجنبية عبر وسطاء عرب أو من واشنطن.
وذكرت المصادر أن المسؤولين في الرياض يريدون أن يبقى ملف “تطوّر علاقاتها مع إسرائيل” طي الكتمان وحبيس الأدراج السريّة في الوقت الراهن على الأقل، حتى تنضج العلاقات لمرحلة يمكن الإعلان عنها بشكل رسمي، وبعد تهيئة الشارع السعودي والعربي والإسلامي لهذه الخُطوة.
قبل أيام قليلة جرت اتصالات بين مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية السعودية، ومسؤولين آخرين إسرائيليين مقرّبين من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تركزت على موضوع نقل تطوّر العلاقات بين الرياض وتل أبيب من السرية إلى العلن.
وتابعت حديثها: “الرياض أبدت غضبها من بعض وسائل الإعلام العبرية وعلى رأسها صحيفة “هآرتس” والقناة العبرية 13، اللتان ركزتا خلال الأيام الماضية بشكل ملحوظ وكبير على العلاقات واللقاءات والاتصالات السرية التي تجري بين السعودية ودولة الاحتلال وحاولت كشفها للعلن”.
وأوضحت أن الرياض أبلغت “إسرائيل” أن نشر تلك المعلومات في الوقت الراهن “يسبّب الضرر لها، ويهيج الشارعين العربي والإسلامي ضدها، ويغضب الفلسطينيين” في ظل تعثر محادثات السلام وما تتعرّض له القضية الفلسطينية من تصعيد إسرائيلي.
وأشارت إلى أن السعودية طالبت “إسرائيل” بشكل رسمي أن تحاول التحكم في وسائل إعلامها وتصريحات مسؤوليها في الفترة الراهنة، والحفاظ على سرية أي لقاءات أو معلومات تتعلق بالملف السعودي - الإسرائيلي، وعدم استخدامه كورقة تأثير في الانتخابات الداخلية لتقوية جبهة نتنياهو على حساب مرشحين آخرين.
وختمت المصادر حديثها بأن المسؤولين الإسرائيليين قد تفهموا وجهة النظر السعودية، وقدموا وعوداً بالحفاظ على سرية أي لقاءات أو اتصالات تجري معها، وذلك حرصاً منهم على تطوّرها في هذا “العصر الذهبي”.
وكشف تحقيق موسّع للقناة الـ13 العبرية، نشر عن تاريخ تطور العلاقات السرية بين “ إسرائيل” والسعودية، وخلص التحقيق إلى أن النظام السعودي والكيان الإسرائيلي يتعاملان على أساس أنهما في مركب واحد في مواجهة الشعوب العربية والمقاومة المدعومة من إيران، وأن عليهما التكاتف من أجل صدّ الأخطار المحدقة بهما.
وقد شهدت العلاقات بين السعودية و”إسرائيل” تقدماً ملحوظاً منذ تولي ابن سلمان ولاية العهد عام 2017، وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” كشفت، في ديسمبر الماضي، أنه وجَّه كُتاباً وصحفيين لتهيئة الرأي العام لعلاقة سلام وتطبيع كامل مع دولة الاحتلال.
ارسال التعليق