السعودية تعلق فشلها وهزائمها في اليمن على هادي
اتهم قائد القوات المشتركة في اليمن، الأمير السعودي “فهد بن تركي”، كلاً من “عبدربه منصور هادي”، ونائبه “علي محسن صالح” بالتسبّب في عدم إحراز قوات التحالف تقدماً يُذكر في الحرب خلال الأشهر الأخيرة، وبالتالي إطالة أمد الحرب، وهو الأمر الذي بدأ يضغط على الرياض دولياً. التفاصيل كشفها موقع “اليمن.نت”، نقلاً عن مصادر سعودية ويمنية، معتبراً أن الأمير “فهد بن تركي”، “يحاول التهرّب من فشله ومسؤوليته كقائد للقوات المشتركة (المكونة من قوات خاصة من دول التحالف العربي وقوات يمنية) في اليمن”. ونقل الموقع اليمني عن مصادر قولها إن اجتماعاً استضافته الرياض، الأسبوع الماضي، جمع قادة عسكريين وموظفين حكوميين من السعودية واليمن، وحضره الأمير “خالد بن سلمان”، نائب وزير الدفاع، الذي يمسك بملف اليمن حالياً، حول سبب إطالة الحرب، وعدم مقدرة القوات السعودية واليمنية الموجودة على الحدود حماية الحدود السعودية، واستمرار قوة الحوثيين في التصاعد.
وقال اثنان من الدبلوماسيين اليمنيين إن الأمير “فهد” اتهم “عبدربه منصور هادي” و”علي محسن صالح” بعرقلة قيادته للتحالف. بدوره، رد قائد عسكري يمني على اتهامات “ابن تركي”، بقوله: “إن الأخير يمتلك صلاحيات كاملة بموجب قرار من عبدربه لإدارة الحرب ضد الحوثيين”، متهماً مجموعة من الضباط السعوديين واليمنيين بفساد في السلاح والذخيرة وسرقة الدعم المُقدم للجبهات، بحسب المصادر ذاتها. وثار جدل على خلفية رد القائد العسكري اليمني، الذي رفضت المصادر الكشف عن هويته لأسباب عسكرية، كما قالوا. ولم يرد “فهد بن تركي” على الاتهامات، كما أن الأمير “خالد” لم يرد أيضاً على الضباط اليمنيين.
وأثار الضباط اليمنيون، خلال الاجتماع، مسألة مماطلة الأمير “فهد” دعم قوات هادي في الجوف وصنعاء ومأرب بالأسلحة والذخيرة والغطاء الجوي، رغم طلب “هادي” منه ذلك، على حد قولهم. وتساءل الاجتماع حول فشل الدبلوماسيتين اليمنية والسعودية في احتواء السخط العالمي تجاه الحرب وتأخر الحسم.
واتفق الجميع على تبني خطط “مركز الملك سلمان للإغاثة” لبيان صورة جيدة عن السعودية. ونقل الموقع عن دبلوماسي سعودي حضر الاجتماع قوله إنه “من المفترض أخذ الاتهامات الموجهة لعبد ربه وعلي مُحسن الأحمر على محمل الجد، مشيراً إلى أن على الجانب اليمني تقديم ملفات فساد أي قيادات سعودية، ومُحاسبتها إن كان هناك تقصير”.
وقال واحد من الدبلوماسيين اليمنيين: إن الأمير “فهد بن تركي” يتدخل حتى في أوامر تعيين المناطق العسكرية وقيادة هيئة الأركان؛ لذلك فهو من يقود المعركة، متسائلاً عن سبب اتهام “هادي”، مع أن القيادة المشتركة هي من تدير هذه الحرب، متهماً الأمير “فهد” بالفشل، وإلقاء اللوم على اليمنيين. وألمح دبلوماسيان يمنيان، حضرا الاجتماع أيضاً، إلى وجود قلق يمني مما وصفه بمفاوضات سرية بين السعوديين والحوثيين، دون علم الحكومة اليمنية، قد تكون أفضت إلى توقف الحوثيين عن إطلاق الصواريخ الباليستية على السعودية مؤخراً، وكانت ثمرتها إعادة فتح مطار نجران، جنوبي المملكة.
وتم تعيين الأمير “فهد بن تركي” لقيادة القوات المشتركة مطلع عام 2018م، بعد إقالته من قيادة القوات البرية السعودية. ولفت واحد من الدبلوماسيين إلى لقاء جمع “فهد” بعبدربه هادي في يناير الماضي، بشأن المعارك، وسبب الجمود لجبهات القتال، ورفض الأمير تركي دعم المقاومة والجيش في الجوف وصنعاء ومأرب بالأسلحة والذخيرة وغطاء الطيران، لكن الأمير تركي أكد للرئيس أن الخطط العسكرية تمشي بشكل جيد وفق ما خططه قيادة القوات المشتركة، وأن تلك الجبهات ستتحرك، وسيتم دعمها في القريب العاجل. ووفقاً للموقع، فقد كانت “المقاومة الشعبية” في البيضاء قد شكت العام الماضي من استخدام قائد عسكري سعودي للدعم في المحافظة، وتقديمه لمقرّبين وشيوخ قبائل، ولم يجد طريقه لجبهات القتال.وقبل أيام، شن وزير الداخلية في الحكومة اليمنية المعترف بها هجوما، هو الأعنف، على التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، وهو الأول الذي يطال دور الأخيرة بالبلاد.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، أحمد الميسري، من مقر الحكومة في مدينة عدن (جنوبا)، إن الشرعية اليمنية كانت تريد منهم (التحالف) الزحف على الحوثيين شمالاً وليس الزحف شرقاً (في إشارة إلى سيطرة قوات سعودية على المهرة الحدودية مع سلطنة عمان).
ارسال التعليق