السعودية تمول إسرائيل سرًّا لمواجهة إيران (مترجم)
أصبح مستوى التعاون المكثف بين إسرائيل والسعودية لاستهداف إيران واضحًا، وذلك على مدى الأشهر الماضية، حيث اللقاءات السرية بين كبار الشخصيات الإسرائيلية والسعودية لتنسيق الحملات بشأن إيران وسوريا.
كتب شالوم يروشالمي، في صحيفة معاريف، أن التعاون بين السعودية وإسرائيل لا يقتصر فقط على جهود الاستخبارات، فالسعودية تمول إسرائيل ماديًّا في الحملة ضد إيران، وتهدف الرياض إلى تدمير قواعد الصواريخ التابعة للحرس الثوري، واغتيال العلماء النوويين، وإنشاء سلسلة من الأسلحة السيبرانية الحاسوبية مثل ستوكسنيت أند فلام، كما يمكن أن ينطوي ذلك على فئة كاملة من الأسلحة الإلكترونية والتقليدية التي يمكن استخدامها في هجوم واسع النطاق على إيران.
وقد يتضمن ذلك عشرات الناقلات الفائقة التي يمكن أن توفر الوقود اللازم للطائرات الإسرائيلية لإرسالها إلى إيران وعودتها، كل هذا مكلف وغالٍ جدًّا.
سافر رئيس الموساد الإسرائيلي إلى السعودية للتنسيق مع نظرائه، واتفقوا على سلسلة اغتيالات تشمل أكبر الخبراء النوويين الإيرانيين، وسيكون ذلك تكلفته مليار دولار، ولكن يقول السعوديون إن هذا الثمن رخيص جدًّا مقارنة بالأضرار التي ستلحق بالبرنامج النووي الإيراني.
تحدث بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن أهمية السلام وفوائد الازدهار التي ستننج من التعاون مع الدول العربية، وكان يقصد هنا بالتأكيد السعودية التي تمول نفقات الحملة الضخمة التي يقوم بها ضد إيران.
خصص جورج دبليو بوش، الرئيس الأمريكي الأسبق، 400 مليون دولار، في عام 2007 لمثل هذا التخريب الموجه ضد إيران، وكان مدعومًا بالجهود الإسرائيلية، وكانت السعودية أيضًا الممول الحاسم للجهود الإسرائيلية ضد إيران.
يبدو أنه إذا قرر نتنياهو شن ضربات ضد طهران، فستكون الدولة السعودية المسلمة من أول الدول الداعمة لقراره.
هناك سؤال يطرح نفسه، وهو: كيف تمكنت صحيفة معاريف من نشر هذه المعلومات وسط الرقابة المشددة على الصحافة الإسرائيلية؟ وهناك إجابة واحدة، وهي أن المخابرات الإسرائيلية والمسؤوليين الإسرائيليين يريدون أن يعرف العالم الجهد السعودي الإسرائيلي في مواجهة إيران.
لن تعتمد إسرائيل على الولايات المتحدة فقط إذا قررت شن الحرب على إيران، الآن تقف خلفها السعودية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تلعب فيها المصادر الأجنبية دورًا رئيسيًّا في دعم الجهود الإسرائيلية الحرجة لتطوير أنظمة الأسلحة المتغيرة، في أوائل الستينيات، قام إبراهيم فينبرج، وهو ثري يهودي أمريكي، ببناء مبنى من جامعة برانديز، وبتنسيق جهود كبيرة لجمع الأموال نيابة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون، ونتيجة لذلك، لعب اليهود الأمريكيون دورًا أساسيًّا في دفع ثمن الأسلحة النووية الإسرائيلية الأولى.
هذا الخبر لن يغير من حسابات التفاضل والتكامل الإسرائيلية وحشدها للأسلحة، للقيام بهذه المهمة على الوجه الصحيح، ولكن هذا سيستغرق وقتًا، ولن تذهب إسرائيل إلى الحرب غدًشا، وهي الطريقة التي يلعب بها نتنياهو لعبته الجديدة.
بقلم : ريهام التهامي
ارسال التعليق