الفكر السياسي
السعودية تنتهج سياسة الأرض المحروقة ضد اليمنيين 130 طفلاً يموتون يومياً
اتهم تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، المملكة العربية السعودية بتجويع اليمنيّين وانتهاج سياسة (بربرية) لحصارهم، مُشيرة أن 130 طفلاً يموتون يومياً بسبب هذه المُمارسات الوحشية المُتعمدة لإذلال الشعب اليمنيّ. وأشار التقرير إلى أن خُطّة المُساعدات السعودية الجديدة، ستخنق الواردات القادمة لليمنيين من الخارج والتي يعتمدون عليها بشدّة، ولن تزيدها كما تدعي الرياض وحلفاؤها.
وذكر أن السعودية قسّمت اليمن من حيث المساعدات، وأشار إلى أن عمليات الإغاثة ستشمل فقط الموانئ التي يتحكم فيها ما يسمى بالتحالف العربي، ويُستثنى من ذلك الموانئ الواقعة في قبضة الحوثيين، مثل الحديدة والصليف اللذين يستقبلان 80 % من واردات اليمن.
اتهام أممي للسعودية والإمارات باتباع سياسة التجويع
تابع التقرير أن السعودية تريد تقليص الشحنات التي يستقبلها الميناءان المهمان الحديدة والصليف في وقت يموت فيه 130 طفلاً يمنياً كل يوم، بسبب سوء التغذية، وأمراض يمكن الوقاية منها، والتي أحدثها محدودية الواردات بسبب الحصار السعودي المفروض على اليمن. واعتبر التقرير أن خطة السعودية لليمن ما هي إلا منهجية لسياسة التجويع التي يتهم خبراء الأمم المتحدة التحالف السعودي بممارستها، والتفريق بين المناطق التي يسيطر عليها حلفاء السعودية، وتلك التي يسيطر عليها الحوثيون. وذكر التقرير أن هذه «الوسائل البربرية» هي ذاتها التي استخدمها البريطانيون المحتلون أثناء حرب البوير في جنوب إفريقيا، حيث تعرضت مناطق البوير إلى سياسات الأرض المحروقة عبر حرق المزارع، وتدمير الماشية، ثم إن بريطانيا أحيت تلك الوسائل مرة أخرى في حروبها الاستعمارية في ماليزيا وكينيا واليمن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
الرياض تستخدم سياسة الأرض المحروقة في اليمن
يعتقد التقرير أن إستراتيجية الأرض المحروقة التي تتبعها السعودية في اليمن من الصعب تسويقها هذه الأيام، إذ يبدو السّعوديون مُتيقنين من ذلك، وهو سبب توظيفهم واستعانتهم بشركات علاقات عامة لبيع خُطتهم المزعومة، والترويج لها في الغرب على أنها خطة إنسانية. وكانت منظمة إيرين للتحقيقات الاستقصائية قد فضحت المخطط الدعائي السعودي لخطّة اليمن، وأثبتت أن البيانات الصحفية لا يكتبها التحالف السعودي ولا مسؤولو الإغاثة السعوديون، بل وكالات دعائية بريطانية وأمريكية. ولفت تقرير الموقع البريطاني إلى أن ردّ الأمم المتحد -التي تعاني نقصاً شديداً في التمويل- اتّسم بالهدوء خوفاً من منع السعودية والإمارات التمويل عن برامجها.
نزوح 85 ألف يمني بسبب حصار ميناء الحديدة
يقول التقرير لم تنخدع المنظمات بالخطة السعودية، وأصدرت تلك المنظمات - ومن بينها: أوكسفام»، وأنقذوا الأطفال - بيانات قالت فيها إنها ما زالت قلقة من فرض السعودية حصاراً على موانئ اليمن في البحر الأحمر، الأمر الذي أدّى إلى تضخم في أسعار السلع الأساسية في أنحاء اليمن. وأكّدت بيانات تلك المنظمات الإنسانية أن الأسر اليمنية، ونتيجة للحصار، باتت تصاب بأمراض يمكن الوقاية منها لعدم قدرتها على دفع تكاليف الغذاء والماء النظيف. وشدّدت المنظمات على أن ميناء الحديدة الذي يخضع لسيطرة الحوثيين يستقبل غالبية الواردات اليمنية، ولا يمكن استبداله، ودعت إلى فتح هذا الميناء المهم أمام المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية. ولفت التقرير إلى أن شهر فبراير شهد بداية تجدد الاشتباكات بين التحالف السعودي والحوثيين للسيطرة على ميناء الحديدة ذي الأهمية الإستراتيجية، الأمر الذي أدّى إلى نزوح 85 ألف يمنيّ.
ارسال التعليق