السعودية ...... حكاية البقرة الحلوب
بقلم / أحمد الحباسى - بانوراما الشرق الاوسط:
منذ أشهر تلقى الناشط السعودي رائف بدوى الدفعة الأولى من حكم الجلد الذي فرضه حكم المافيا السعودي بتهمة ملفقة و هي الإساءة للإسلام ، بطبيعة الحال ، السيد رائف البدوي لم يسيء بأي شكل من الأشكال للإسلام ، هذا ما يعلمه كل المتابعين ، غاية ما تم أنه انتقد ” الهيئة” …نعم الهيئة إياها ، الهيئة إياها نعم … لم ينتقد الإسلام بل انتقد الهيئة و بما أن هيئة “الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر” هي الإسلام فقد جاز الخلط و تم الجلد ، هكذا بكل بساطة ، هكذا يحدث يوميا في مملكة العجائب و مملكة حكم الهيئة و حكم المافيا و حكم العملاء و الخونة ، الرجل لم يأت المنكر كما نظن من أول وهلة ، و لم يكتب عن الآيات الشيطانية و لم يكن سلمان رشدي آخر …فقط ، الرجل له رأى و كان يظن أنه من حقه كانسان متعلم أن يصدح بالرأي و انه من حقه أن يتكلم ، لكن الكلام عن الهيئة مرادف للإساءة للإسلام في مملكة الكهنوت ، فالهيئة في مرتبة الرسل و أعلى مرتبة كما نرى .
ما يفعله التكفيريون في سوريا لا يسيء للإسلام ، معاذ الله ، هذا ما يؤكده يوسف القرضاوى و ما تؤكده هيئة …… و ما تصر عليه بعض الآفات الشيطانية من العلماء المنافقين في مملكة الفساد و الإنكار ، هذا العطش التكفيري السعودي المتواصل للدماء و انتهاك الأعراض و تدمير التاريخ و اقتراف الجرائم ضد الإنسانية لا يسيء للإسلام ، لكن مجرد التلفظ بانتقاد ضد هيئة الأمر بالفساد و إيتاء المنكر هو ضلال يستحق القتل و التعذيب و لم لا التكفير و إقامة الحد ، و لان ما يحدث في اليمن من انتهاك للإسلام لا يهم هيئة المكر و الفساد السعودية فقد صمت الجميع عن مجزرة عاصفة الحزم حتى يتم القضاء على شعب بكامله بحجة حزينة واهية في تصرف همجي بربري يخالف الإسلام بل أنه جاء خصيصا لمحاربته و محاربة فاعليه، لكن أبا لهب حاكم السعودية ما زالت طائراته تحمل الحطب و تزرع الموت و الحريق في الجسم اليمنى المريض بكل علل الدنيا .
منذ أيام ، وصف المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب سليل العائلة الثرية المعروفة ترامب ، السعودية بالبقرة الحلوب ، التي تدر الذهب و الدولار للخزانة الأمريكية مقابل الحماية التي تقدمها القوات الأمريكية لعائلة المافيا الحاكمة في السعودية داخليا و خارجيا ، معتبرا في نفس السياق و بكامل الصراحة أن آل سعود يشكلون البقرة الحلوب لبلاده و متى جف ضرع هذه البقرة “المالية” و لم يعد يعطى الدولارات و الذهب عند ذلك سيتم ذبحها أو نطلب من بعض العملاء ذبحها أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها و هذه حقيقة يعرفها نظام المافيا السعودي ، الأهم فيما جاء على لسان الرجل مخاطبا حكم المافيا السعودي ما يلي : لا تعتقدوا أن مجموعات الوهابية التي خلقتموها في بلدان العالم و طلبتم منها صراحة نشـر الظلام و الوحشية و ذبح الإنسان و تدمير الحياة ستقف إلى جانبكم و تحميكم فهؤلاء لا مكان لهم في هذه الأرض إلا في حضنكم و تحت ظل حكمكم لهذا سيأتون إليكم من كل مكان و سينقلبون عليكم و يومها يقومون بأكلكم ،و في الأخير لولانا لما وجدتم و لولانا ما بقيتم .
سيخرج علينا بعد ساعات بعض كتاب الإتاوة و المال النفطي بحملات استنكار يعلم الجميع أنها لن تصل إلى أحد في الإدارة الأمريكية و هي مجرد حملات علاقات عامة معدة للاستهلاك الداخلي ، لكن دعنا من هذه الطحالب و الأعشاب الطفيلية المريضة لنتذكر خطب الرئيس السوري بشار الأسد و سماحة السيد حسن نصر الله ، في علاقة بهذا النظام المريض الذي تحميه المخابرات و القواعد العسكرية الأمريكية ، ألم يتحدث الرجلان بنفس التوصيف الدقيق في علاقة بالجماعات التكفيرية الإرهابية ، بأصلها ، بفصلها ، و بالطرف السعودي الذي يقف على تمويلها و تدريبها و تسليحها عسكريا و “عقائديا” لتنقل الخراب إلى الدول العربية منبهين أن السحر سينقلب يوما ما على الساحر حين لا ينفع الندم و أن النار عندما لا تجد من تأكل سترتد على النظام الذي صنعها و بعثها للوجود ، ألم يتحدث الرجلان بنفس الصوت أن الذي يتغطى بالأمريكان عريان ، و أن الأمريكان لا يشبعون من شرب الحليب و من عاداتهم قتل البقرة التي يجف ضرعها كما يقتلون الحصان المسن ، لذلك كانت الرسالة الأمريكية هذه المرة واضحة ، و على نفسها جنت البقرة الحلوب .
ارسال التعليق