السعودية على وشك خسارة تحالفها مع واشنطن للأبد
أكد الكاتب والباحث الأمريكي بروس ريدل أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أصبح شخصية استقطابية تدمّر اسم السعودية وأنه سافر في أنحاء مختلفة في محاولة لإعادة استنهاض سمعته الملطّخة، وقد حقق بعض النجاح مع الطغاة، وقال: إن الشراكة السعودية الأمريكية التي يبلغ عمرها 75 عاماً تتعرّض لضغوط كبيرة، وتخاطر بفقدان دعمها التقليدي من الحزبين. وقال: إن ولي العهد السعودي حظي باستقبال حافل فقط من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، وحتى حاميه الأول “دونالد ترامب”، اختار ألا يلتقيه في اجتماع ثنائي مُباشر.
وقال ريدل: إن البيت الأبيض يُصر على أن القيادة السعودية هي الحليف الأمريكي الأساسي في المنطقة، وأن دورها حيوي لمبيعات الأسلحة والنفط الرخيص واحتواء إيران ، لكن الإدارة الأمريكية أصبحت مُحاصرة مع تسرّب أنباء جديدة حول الاتصالات بين قتلة الصحفي “جمال خاشقجي” ومكتب ولي العهد في الرياض في يوم الجريمة، وهو ما يزيد من قوة الأدلة على تواطؤ الأمير ولي العهد في عملية قتل “خاشقجي” التي جلبت المزيد من الاهتمام للحرب الكارثية التي يشنها السعوديون في اليمن، وهي أسوأ كارثة إنسانية في العالم. وأكد الباحث الأمريكي أن سلوك السعودية أصبح الآن تحت رقابة قاسية في الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق منذ الحظر النفطي الذي فرضته المملكة عام 1973. وقال إنه على عكس توترات 1973، التي تعلقت بالسياسة تجاه (إسرائيل)، فإن الضغوط الحالية تدور حول شخص ولي العهد السعودي نفسه أكثر من الاختلافات حول السياسة.
وأضاف أن تهور ووحشية سلوك ولي العهد يستمر في تحويل الداعمين التقليديين للمملكة في الإعلام والكونجرس ليصبحوا خصوماً لها، ومن الصعب أن نرى كيف يمكن لهذا الوضع أن يتغير، ومن المرجّح أن أي خطأ آخر من جانب “ابن سلمان” سوف يكون مدمّراً لمستقبله السياسي. وقال إنه في الوقت الذي ينتقد فيه أعضاء الحزبين في واشنطن السلوك السعودي، فإن الديمقراطيين متحدون أكثر في مواقفهم من الجمهوريين، فقد صوّت كل عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ لصالح إجراء في الأسبوع الماضي من شأنه إنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، بينما ينقسم الجمهوريون بين المنتقدين وبين الموالين للرئيس.
وأوضح ريدل أنه إذا ما تعمّق هذا الانقسام الحزبي فسيكون له عواقب سلبية على العلاقة مع السعودية، وصحيح أن السعودية لم تكن ذات شعبية يوماً في الولايات المتحدة، لكن رموز الحزبين كانوا يُدركون أهمية العلاقات القوية مع الرياض، ويبدو أن هذا الوضع ربما يتغير حال صعد “ابن سلمان” إلى العرش. وأضاف أن العائلة المالكة السعودية تراقب بعناية كل لقاء دبلوماسي بين ولي العهد والقادة الأجانب ترقباً لعلامات تدل على أن قضية قتل “خاشقجي” يتم تجاهلها ولكن الأهم من ذلك هو تقدير الرأي العام في الولايات المتحدة الذي سيحدّد ما إذا كان المعقل الأول للأمن القومي السعودي على مدى ثلاثة أرباع قرن يتم خسارته. وقال: يبدو أن المملكة بحاجة ماسّة إلى سفير مؤهل ودؤوب في واشنطن اليوم، لكن لسوء الحظ، فإن “خالد بن سلمان” سام مثل أخيه.
ارسال التعليق