السعودية فشلت بتحليل توجهاتنا تجاه سياساتها المزعجة
قال سفير الولايات المتحدة السابق في البحرين “آدم إيريلي”، عندما تعود جلسات الكونجرس للانعقاد هذا الشهر، فإن العلاقة ما بين الولايات المتحدة والسعودية ستكون على رأس جدول أعماله. وأضاف في مقال نشرته وكالة “يو بي أي” الأمريكية، أن كلاً من مجلسي النواب والشيوخ سيعقدان جلسات استماع ومناقشة لتشريعات حول الحرب في اليمن، ومقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، والتعاون النووي مع السعودية، ومجموعة من القضايا الأخري. وذكر أن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ستنظر في ترشيح الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للجنرال “جون آبي زيد”، كسفير لواشنطن في الرياض، مشيراً إلى أنه على الرغم من الغضب الأخلاقي، إلا أن تعيين سفير في الرياض يعد بمثابة أمر طال انتظاره. وتابع أن المنصب ظل شاغراً من يناير 2017، منذ مغادرة “جوزيف ويستفال”، ممثل الرئيس “باراك أوباما”، ومنذ ذلك الحين، كانت علاقتنا الثنائية مع السعودية، تدار من قبل ثلاثة أشخاص( وزير الخارجية ووزير الدفاع، والمستشار الرئاسي وصهر “ترامب”، “جاريد كوشنر”) وأدى ذلك إلى نتائج متباينة بالتأكيد. ووفق “إيريلي”، فإن السعودية ستستمر في لعب دور كبير في المستقبل الاقتصادي والأمني للمنطقة. ولفت إلي أن الكثير من مسؤولية التأثير في الوضع الراهن ستقع على عاتق رجلنا في الرياض، فوظيفة السفير هي إدارة العلاقات الثنائية بطريقة تؤدي إلي تقدم المصالح الأمريكية، وهذا شيء لا يمكن القيام به عن بعد.
وقال إن الحفاظ على استقرار المملكة والدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز الأمن الإقليمي والتجارة وحماية المواطنين الأمريكيين، يتطلب العمل على الأرض، أو في هذه الحالة، دبلوماسياً قادراً ومخولاً بصلاحيات تمكنه من قول الحقيقة إلى السلطة سواء في واشنطن أو الرياض، مؤكداً أن “آبي زيد” هو المرشح المناسب لأمريكا في الوقت المناسب. وذكر أن “آبي زيد” سيحتاج في تلك الفترة إلى جميع مهاراته كقائد عسكري ودبلوماسي عندما يتولى منصب السفير في السعودية؛ فالعلاقات الأمريكية- السعودية، أكثر اضطراباً الآن أكثر مما كانت عليه في أي وقت منذ أحداث 11 سبتمبر.
وشدد السفير الأمريكي السابق أنه يتعين على قادة السعودية أن يفهموا ويستوعبوا ويستجيبوا استجابة مجدية إلى عمق القلق في الولايات المتحدة إزاء سياسيات الرياض الأكثر إزعاجاً. وأردف: “يتطلب الحصول على نعم من السعودية مشاركة مستمرة ودبلوماسية، وليس الإنذارات النهائية، وهذا هو المكان الذي يمكن لآبي زيد أن يثبت دوره كسفير”. واستشهد بما كتبه “دينس روس” - أحد الدبلوماسيين المخضرمين الذين عملوا في الشرق الأوسط - مؤخراً بصحيفة “واشنطن بوست”: “ لقد حان الوقت الآن للذهاب إلى الملك وولي العهد ونقول لهم: لا مزيد من المفاجآت”. وأضاف أن الأمر لا يقتصر على اختيار “ترامب” للسفير، من الوصول إلى الملك وولي العهد عند الحاجة، ولكننا نريد أيضاً إنشاء قناة لمناقشة السياسة العامة رفيعة المستوى، فكل ثلاثة أشهر يتوجب على وزراء الخارجية والدفاع أن يجتمعوا بولي العهد ووزير خارجية المملكة وأعضاء البلاط الملكي لمناقشة القضايا والمصالح المشتركة.
وأكد أن القيادة السعودية فشلت بصورة متعاقبة في قراءة الولايات المتحدة بشكل صحيح، وقد يعتقدون بأنهم يمتلكون ترامب وعائلته في “جيبهم”، لكن ذلك سيكون خطأ فادحاً”. وختم أنه من خلال المشورة الصريحة ولكن المحترمة مع أصدقائنا السعوديين، فلدى “آبي زيد” فرصة للنجاح فيما فشلنا فيه حتى الآن، وهو إحداث تغيير إيجابي في السلوك السعودي مع الحفاظ على الأسهم الأمريكية في المنطقة.
ارسال التعليق