الشعب اليمني بين فضائع العدوان....وتواطئ المجتمع الدولي مع آل سعود
مع استمرار العدوان السعودي على الشعب اليمني، تزداد معاناة هذا الشعب وتتفاقم مآسيه، لان هذا العدوان المتواصل منذ أكثر من 20شهراً، لم يوفر شيئاً، من المجازر ومن الحصار والحرمان، ومن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، حيث اعترف آل سعود مؤخراً بعد توثيقات المنظمات الدولية باستخدامه الأسلحة العنقودية، اعترف باستخدام هذه الأسلحة، ومن تخريب وتدمير للبنية التحتية من جسور ومدارس ومؤسسات ووزارات، ومرافق عامة، ومن معالم سياحية وأثرية، ومن استهداف للأسواق المكتظة بالناس، وللأعراس والمآتم، ومن تدمير للمزارع، وقصف للحيوانات، و.و...لم يبق النظام السعودي في اليمن من شيء إلا واستهدفه بالقصف الجوي، ذلك فضلاً عن منعه الدواء والغذاء وقصفه للمستشفيات والمشافي لدرجة أن الكثير من هذه المرافق قد توقفت عن العمل تماماً واصبحت مهجورة!!
ومع مرور هذه المدة بدأت بعض المنظمات الإنسانية وبعض المصادر الخبرية تقدم تقارير عن المعوقين بهذه الحرب، وعن الأطفال الذين ماتوا بسبب الحرمان، ولو من باب رفع العتب وحتى لا تتهم هذه المنظمات بالتواطئ مع النظام السعودي، واليكم بعض مما نشرته هذه المنظمات عن مآسي الشعب اليمني لتتكشف لكم بعض جوانب هذه المآسي، ولتعرفوا حجم الأجرام والفظاعات التي يقترفها آل سعود بحق هذا الشعب المسكين في عدوانهم المتواصل بغير حق...ذلك كما يلي:
1- نشر موقع دوتيشه فيله يوم الأحد 12/12/2016 تقريراً عن حرب اليمن جراء العدوان من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، ومعاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، قال فيه أن أعداد هؤلاء تضاهي عدد سكان دول خليجية..." وأشار التقرير إلى أن " الحرب العاصفة على اليمن تكاد تكون بمثابة يوم القيامة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لأن هذه الفئة من السكان همشت تماماً وحرمت من كل سبل المساعدة، فيما تفوق أعدادهم سكان بعض الدول الخليجية" ويؤكد التقرير أن " أعداد هولاء في تزايد مستمر، على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية لهم من قبل وبعد نشوب الحرب القائمة هناك منذ قرابة سنتين". وبيّن التقرير أن " الحرب الدائرة حالياً في اليمن خلفت نحو 92 ألف معاق، وان الحروب والصراعات التي شهدها هذا البلد في السنوات الماضية تسببت في ارتفاع عدد المعاقين، واستناداً إلى ما وصفها بتقديرات متواضعة، إلى ما يزيد عن 3ملايين و700ألف معاق عن الحركة ". ونقل التقرير عن رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين عثمان محمد الصلوي قوله إن : "قصف الطيران وزراعة الألغام وخصوصاً في تعز جنوب اليمن تخلف يومياً عشرات المعاقين. وان أكثر من 350مركزاً ومنظمة ومعهد خاص معنية بتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمعاقين توقفت في اليمن بعد نشوب الحرب وانقطاع المساعدات عنها ". ولفت الصولي على سبيل المثال إلى أن حادثتي قصف جبل عطان بالقنبلة الفراغية من قبل الطائرات السعودية في 20نيسان 2015، وقصف الصالة الكبرى بصنعاء في 10 تشرين الأول الماضي تسبيتا لوحدهما فقط باصابة أكثر من 1000شخص بالإعاقة، منهم40شخصاً عرضت بعض أطرافهم للبتر". التقرير يشرح معاناة هؤلاء المعاقين ومآسيهم وتكاثر أعداهم بشكل يومي نتيجة القصف الجوي ونتيجة تواصل العدوان السعودي، بشكل يدمي القلوب ويهز الضمير ولكن هؤلاء المعتدين، آل سعود ومن يقف وراءهم من الاميركان والصهاينة، لا ضمير لهم، ولا وجدان، إنهم قتلة ومجرمون.
2- في 12 ديسمبر 2016نشرت منظمة "اليونسيف" التي تُعنى بأمر الطفولة ومعاناتها في اليمن تقريرا قالت فيه إنه في كل عشر دقائق يموت طفل يمني على الأقل بأمراض يمكن الوقاية منها، وأوضح بيان المنظمة أن حوالي2/2مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العناية العاجلة، مشيراً إلى أن حوالي462000 ألف طفل منهم يعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبيرة تصل الى 200%مقارنة بعام2014.وأضاف البيان " يعاني 7و1مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد والمتوسط، وان سوء التغذية المزمن في اليمن لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل. ونقل البيان عن الدكتورة ميرتيشل ريلانو، القائمة بأعمال ممثل اليونسيف في اليمن قولها إن "معدلات سوء التغذية في اليمن هي الأعلى والأكثر تصاعداً من أي وقت مضى، وصحة أطفال البلد الأفقر في الشرق الأوسط لم تشهد مطلقاً مثل هذه الأرقام الكارثية التي نشهدها اليوم". وأضافت ريلانو " يموت في اليمن على الأقل طفل واحد كل عشر دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي، لافتة إلى أن الأوبئة مثل الكوليرا والحصبة انتشرت في هذه البلاد، وانه نظراً لتوفر عدد قليل من المرافق الصحية العاملة زاد تفشي هذه الأمراض ليشكل عبئاً كبيراً على الأطفال ".
3- أعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جامي مكغولدريك يوم الجمعة الموافق 17/2/2016، أن الكارثة الإنسانية تتفاقم في هذا البلد في وقت تسبب فيه العدوان السعودي في تخريب الاقتصاد، وفي وقف توزيع الإمدادات الغذائية، ما يدفع البلاد إلى شفا المجاعة. وقال مكفولدريك وهو أرفع مسؤول إغاثة دولي في اليمن خلال مقابلة مع وكالة رويترز أن " الأطفال يموتون في مختلف أنحاء البلد"،وذلك بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة أن الحرب التي تشنها السعودية على اليمن منذ ما يقرب من عامين حرمت أكثر من 14مليون نسمة هم نصف عدد السكان من (الأمن الغذائي)، وان سبعة ملايين منهم يتضورون جوعاً. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فأن 8/18مليون في حاجة إلى نوع من الإغاثة الإنسانية لكن المنظمة الدولية تكابد لإيصال المساعدات، إما بسبب الحرب، وأما لنقص التمويل، وسيفاقم وقف شحنات القمح من المشكلة.
وقال مكغولدريك مضيفاً " نعلم إننا في أوائل العام المقبل سنواجه مشكلات كبيرة "، واصفاً الاقتصاد بأنه مهترئي، متابعاً : أن نحو نصف عدد محافظات اليمن ال22توصف رسمياً بالفعل بأنها تعاني وضعاً غذائياً طارئاً يمثل أربع درجات على مقياس مكون من خمس درجات، تعني درجته الخامسة وجود مجاعة، قائلاً: " أعرف أن هناك تطورات مقلقة، وأن التدهور الذي شهدناه، لا يعطينا إلا مؤشراً على أن الأمور ستكون أسوأ بكثير ".
4- في12/12/2016 إتهم موقع (تي تي يو) الفرنسي التحالف السعودي باستخدام استراتيجية قصف ممنهج لمصادر تغذية المياه الصالحة للشرب ضمن حربه على اليمن.وقال الموقع في تقرير بعنوان " اليمن:حرب المياة "، انه خلال شهر إبريل من العام المنصرم نددت هيئة الأمم المتحدة ومنظمة أوكسفام بالعديد من الغارات التي نفذتها مقاتلات التحالف العربي ضد أهداف غير عسكرية، وبالأخص ضد المصادر الاحتياطية لتغذية مياه الشرب ومخازن معدات الحفر والتنقيب ".
ما تقدم مجرد أمثلة ونماذج تقارير نقلتها واعدتها منظمات إنسانية دولية أو مواقع خبرية غريبة حول ما يتعرض له الشعب اليمني من مأساة ومعاناة وتدمير نفسي ومادي وعلى بقية الأصعدة، بسبب هذا العدوان، الذي يفاقم هذه المأساة ويزيدها مأساوية بشكل يومي، ما يشير ذلك إلى ما يلي.
أولاً :تمادي النظام السعودي وحلفائه في عدوانهم على الشعب اليمني، فلم يضعوا سقفاً لهذا العدوان، إنما يستخدمون كل شيء من قتل وتدمير وحصار وتجويع، وحرمان من الأدوية وتهديم المستشفيات والمشافي الصحية، وكل شيء، إنما المهم تركيع الشعب اليمني بأي ثمن كان.ومن الجدير الإشارة هنا إلى أن النظام السعودي لم يلتزم بالحدود وبالقيم التي حددتها المواثيق الدولية في الحروب، ولا تبلك التي حددها الإسلام في مثل تلك الحالات، فالإسلام حرم على المسلمين استخدام مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مطلقاً، وحرم قتل الأسير أو الطفل أو المرأة، وهكذا، هناك منظومة قيم أكد عليها الشارع الإسلامي في أوقات الحرب، وأكد على الالتزام بها مهما كانت الظروف، وأيضاً المواثيق الدولية وضعت مجموعة قوانين أوصت بالالتزام بها وقت الحروب، من مثل عدم استهداف المناطق المدنية، وعدم استخدام الأسلحة المحرمة دولياً وهكذا، ولكن النظام السعودي وحلفائه لم يلتزموا بكل هذه الدساتير، وأطلقوا العنان لآلتهم الحربية تسحق الأخضر واليابس في هذه البلاد الفقيرة، واستخدموا كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً،ومنها القنابل العنقودية التي تزود النظام السعودي بها الحكومة البريطانية، حيث ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن الحكومة البريطانية تلقت نتائج تحقيق تؤكد استخدام قنابل عنقودية بريطانية الصنع من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية خلال الحرب باليمن، واللافت اعتراف آل سعود على لسان المتحدث باسم العدوان أحمد عسيري، باستخدام هذه القنابل، وذلك رداً على تقرير لمنظمة العفو الدولية حول انتهاكات قامت بها السعودية في اليمن منها استخدام قنابل عنقودية.وبرر عسيري في تصريحات يوم19/12/2016هذا الاستخدام، بأن السعودية ودول التحالف غير منضمة لاتفاقية منع استخدام الأسلحة العنقودية، وفي موضع آخرقال عسيري أن السعودية ستتوقف عن استخدام أحد أنواع القنابل العنقودية بريطانية الصنع نوع (BL700)!! بحسب زعمه. وبخلاصة أن النظام السعودي استنسخ ما كان يفعله الصهاينة في حروبهم مع الشعب الفلسطيني ومع لبنان ومع الجيوش العربية حيث يستخدمون كل شيء بما فيها المحرمات من أجل إلحاق الهزيمة بالطرف الآخر، بل أن نظام آل سعود زاد على ما يفعله الصهاينة وبيّض وجوههم بتجاوزه كل المحرمات في هذا العدوان على الشعب اليمني وبانتهاكه كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية، وحتى الإسلامية كما اشرنا قبل قليل.
وثانياً : يؤكد هذا الإجرام وهذا التمادي فيه، إرهابية النظام السعودي، وانه المصدر الأساسي لهذا الإرهاب، وهذا ما يعزز كل التقارير الغربية وتقارير المنظمات الدولية، التي تنشرها وسائل الإعلام الغربية بين الحين والآخر حول أن النظام السعودي هو الحاضنة الفكرية للإرهابيين من الدواعش والنصرة، وبوكو حرام والقاعدة...وهلًّم جّرا، وهو الممول والمشرف على المدارس التي تدرس الفكر الوهابي في العالم، ففي باكستان وحدها أسس النظام السعودي 24ألف مدرسة تخرج كلها أرتال من الوهابيين الذباحين والقتلة، وبالتالي، أن ما يقوم به النظام السعودي نفسه من جرائم وما تقوم به قطعانه الوهابية المنتشرة في كل أنحاء العالم، يشكل تهديداً جدياً للاستقرار والأمن العالميين ما يتطلب ذلك وقفة عالمية فعليه وجادة للتصدي لهذا النظام ولمدارسه الوهابية، وعلى كل الأصعدة، وبغير ذلك فأنه سيواصل تماديه في ارتكاب الجرائم البشعة بحق شعوب العالم سيما الشعب اليمني المحروم، وسيواصل انتهاك حقوق الإنسان وكل القوانين والأعراف الدولية، وكل الأديان والقيم الإنسانية.
وثالثاً : تواطئ المجتمع الدولي، وتعاطيه، بازدواجية المعايير،فمن المؤكد أن ما يقوم به النظام السعودي في اليمن من جرائم ومن فظاعات دموية وحرمان وحصار وتدمير باعتراف الأوساط الدولية والإعلامية الغريبة ليفوق بالآف المرات ما حصل في حلب ، لكن هذا المجتمع الدولي أقام الدنيا ولم يقعدها حتى خروج آخر إرهابي في حلب بل أن فرنسا دعت مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة للنظر فيما قالوا انها مجازر بحق المدنيين في حلب، بينما نلاحظ هذا المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً إزاء ما يقوم به النظام السعودي من فظاعات حقيقية على ارض اليمن، وموثقة بالصوت والصورة والوقائع الميدانية، ما يؤكد ذلك أن هذه الأوساط الدولية التي يطلق عليها اسم المجتمع الدولي متواطئة مع النظام السعودي، وتتعامل بمعايير كثيرة فهي توظف مسألة الدفاع عن حقوق الإنسان في إطار أهدافها ومصالحها المشبوهة وتلوذ بالسكوت عن انتهاكات هذه الحقوق إذا كان ذلك يصب في مصالحها وأهدافها المشبوهة.
رابعاً: نكشف هذه المأساة التي تنقل مشاهدها وتعرضها بعض وسائل الإعلام الغربية والمنظمات الإنسانية، بل وتؤكد مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا في جريمة النظام السعودي الكبرى والأكثر بشاعة ودموية من خلال تزويد النظام السعودي باسلحة الدمار الشامل خلافاً للقوانين والمواثيق الدولية وخلافاً لكل الأعراف والقيم الإنسانية، ذلك فضلاً عن دورها أي هذه الدول في تحديد الأهداف المدنية، التي تقصفها الطائرات السعودية.
على أن اللافت والمثير والمذهل أيضا، أن الشعب اليمني ورغم معاناته الآنفة التي استعرضنا جانبا من مشاهدها ، إلا انه مازال صابراً وصامداً ويتحدى العدوان بثباته وتحديه‘ وبالحاقة الضربات الماحقة لجنود ومرتزقة آل سعود في الجبهات الداخلية والخارجية.هذا الثبات وهذا الصمود فوت على آل سعود وداعميهم الاميركان والبريطانيين والصهاينة،فرصة إلحاق الهزيمة النفسية باليمنيين وإيصالهم إلى اليأس، وبالتالي حملهم على الاستسلام ورفع الراية البيضاء، إنما على العكس تماماً، كلما تفاقمت محنتهم ومآسيهم، كلما ازدادوا، أي اليمنيين صلابة واصراراً على الثأر من آل سعود ومرتزقتهم، وكلما ارتفعت أعداد معاقيهم، كلما ازدادوا تصميماً على إلحاق الهزيمة بالعدوان وبأدواته، وذلك ما يفسر ما تتعرض له السعودية من فشل ومن خسائر وهزائم متلاحقة على الجبهات.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق