العالم التفت لمأساة اليمن بعد جريمة قتل خاشقجي
رأت صحيفة نيويورك تايمز أن الهدنة التي وُقّعت بين الحوثيين والتحالف السعودي لوقف القتال، هشّة وتحتاج لدعم دولي أكبر حتى يمكن لها أن تصمد أكثر وأن العالم التفت لمأساة الشعب اليمني بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي. وقالت الصحيفة الأمريكية إن الهدنة التي وُقّعت في السويد؛ لوقف القتال بين الحوثيين والتحالف السعودي تستدعي المزيد من التضافر في الجهود الدولية من أجل دعم هذا الاتفاق. ويذكر أن وقف إطلاق النار المدعوم دولياً الذي بدأ في ميناء الحديدة، شهد تجدَّداً للاشتباكات في منتصف الليل بعد ساعات من سريانه، ما يشير إلى أن هذه الهدنة “الهشّة” يمكن أن تنهار في أي لحظة.
وكان الهدف من الهدنة التي وُقعت في السويد هو ضمان وصول الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى الحديدة، التي تمثّل نحو 70% من مجمل المساعدات التي تدخل اليمن، وأحيا الاتفاق آمال اليمنيين برؤية نهاية للحرب التي أدّت إلى تشريد ومقتل الآلاف، بالإضافة إلى تهديد حياة الملايين بسبب الجوع.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة فإن 16 مليون يمني يعيشون نقصاً في الغذاء، بينهم 5 ملايين شخص يعيشون في ظروف ما تحت المجاعة، وإن هناك 63 ألف يمني ماتوا من الجوع، وقد ارتفعت هذه الأرقام بنسبة 42% منذ إجراء المسح الأخير، في مارس 2017، حيث يُتخوّف من حدوث مجاعة على نطاق واسع في اليمن.
وعن الأسباب التي أدّت إلى التفات العالم لمأساة اليمن، تقول الصحيفة، إن الصور الواردة من هناك، ومنها صورة أمل، التي هي عبارة عن طفلة يظهر هيكلها العظمي بوضوح بسبب الجوع، وغيرها الكثير من الصور الواردة من هناك، أثارت اهتمام الرأي العام الدولي، الذي كان حتى فترة قريبة لا ينظر إلا إلى صراعات أخرى مثل العراق وسوريا. ليست الصور الواردة من اليمن للأطفال الذين تحوّلوا لهياكل عظمية وحدها ما أثار الرأي العام الدولي، وإنما نتاج السياسة الدولية، بحسب “نيويورك تايمز”.
وتابعت الصحيفة: “لقد التفت العالم لليمن عقب جريمة مقتل الصحفي المخضرم جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول، في الثاني من أكتوبر الماضي، على يد بلطجية محمد بن سلمان، وأكد تقييم لوكالة المخابرات الأمريكية مسؤولية ابن سلمان عن تلك الجريمة”. فبالنسبة إلى بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، كان تصويتهم على قرار وقف الدعم الأمريكي للسعودية في حربها باليمن هو للتعبير عن غضبهم من ابن سلمان المتهم بقتل خاشقجي.
وقالت الصحيفة: لقد نص اتفاق الهدنة، الذي وُقع الأسبوع الماضي في السويد، على أن تسحب القوات المتحاربة عناصرها من حدود المدينة في غضون 21 يوماً، تحت إشراف لجنة تقودها الأمم المتحدة. ويقول مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، إن من سيرأس اللجنة باتريك كاميرت، الجنرال الهولندي المتقاعد الذي سبق له أن قاد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكونجو الديمقراطية، وعلى طول الحدود بين إثيوبيا وإريتريا. ومن أجل تماسك الهدنة يأمل غريفيث الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار يدعم جهود السلام الأخيرة، وعلى نطاق أوسع فإنه يأمل في بناء خطّ تصاعدي من الاهتمام الدولي باليمن، خاصة بعد الخطوة الكبيرة التي أقدم عليها الكونجرس الأمريكي؛ بإصداره قراراً يدعو لإنهاء الدعم الأمريكي للسعودية في حربها باليمن.
وتشير الصحيفة إلى أنه من المرجّح أن يكون للقرار الذي حظي بدعم الحزبين تأثير رمزي وليس ملموساً، على الأقل حتى اجتماع المجلس الجديد، مطلع الشهر المقبل، ورغم ذلك فإن التصويت أرسل رسالة قوية للرئيس دونالد ترامب، بأن سياسته في اليمن ستخضع لتدقيق مكثف الآن. وتختم الصحيفة بالقول إن هناك مخاوف حقيقية من تجدّد القتال في اليمن، خاصة أن الهدنة هشّة، ومن ثم فإنه في حال تجدّد القتال في اليمن فسيكون هذه المرة “أكثر شراسة وفتكاً”.
ارسال التعليق