العدوان السعودي الاماراتي على اليمن: انتهاكات بالجملة.. أين المجتمع الدولي؟!
كثير ما ترافق الحروب والعمليات العسكرية انتهاكات لحقوق الانسان واعتداءات على حقوق البشر في شتى المجالات من دون القدرة على رصدها بشكل دقيق ونهائي، نتيجة الصعوبات والعوائق على الارض وعدم قدرة وسائل الاعلام على الوصول الى كل مكان ما نتيجة الاعمال الحربية الدائرة او بسبب وجود قوات معادية هناك او عدم القدرة على الدخول الى مناطق بأكملها، لكن اليوم مع وجود التطور التكنولوجي الكبير في شتى المجالات لا سيما قطاع الاتصالات وشبكة الانترت ووسائل التواصل الاجتماعي بات من السهولة بمكان رصد نسب اعلى من الانتهاكات التي تقع وتوثيقها بشكل سريع وفضح مرتكبيها امام الرأي العام وإبراز مظلومية من تقع عليهم هذه الجرائم.
والحرب التي تقودها السعودية اليوم على اليمن خير شاهد على ما نقول، ففيها ترتكب انتهاكات فاضحة وجسيمة لحقوق الانسان وللقوانين الدولية الراعية لها، كما يسجل اعتداءات يومية على الطفولة وحقوق الطفل اليمني الذي يفقد المقومات الاساسية للحياة في كثير من المناطق جراء ممارسات قوى العدوان السعودي الاميركي والحصار المطبق المفروض على اليمن ما ساهم بانتشار واسع لسوء التغذية وضعف العناية الطبية لا سيما للاطفال، الامر الذي ينذر بكارثة ومجاعة واسعة النطاق ناهيك عن انتشار الاوبئة المعدية وفي طليعتها الكوليرا مما لا يقوى جسم الطفل على مكافحته والصمود بوجهه.
جرائم موثقة.. ونداءات الامم المتحدة
وقوى العدوان السعودي ارتكبت منذ بداية الحرب على اليمن وحتى اليوم الكثير من الجرائم التي صنفت على انها جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة وجرائم حرب والادلة عليها موثقة بالصوت والصورة دون مجال لانكارها او للتنصل من المسؤولية عنها وفقا لقوانين الحرب التي يجب ان تطبق في زمن الحرب والاعمال القتالية الدائرة والمفروضة على اليمن من قبل السعودية والامارات ومن خلفهما الولايات المتحدة الاميركية والعدو الاسرائيلي.
وارتكابات العدوان السعودي استهدفت كل ما يمكن استهدافه في اليمن من مرافق حكومية واملاك عامة وخاصة ومرافق تعليمية من مدارس وجامعات ومعاهد ومرافق صحية من مستشفيات ومستوصفات، ناهيك عن الطرقات والجسور والبنى التحتية الضرورية في أي دولة وكأن الهدف القضاء على معالم الدولة المدنية والحضارية في اليمن او إعادة البلاد الى العصور الغابرة وتدميرها بشكل يصعب عليها العودة بالمدى المنظور والتخلص من تبعات الدمار والحرب على مختلف المستويات العمرانية والبشرية.
ومؤخرا وجهت الامم المتحدة عبر منسقها للشؤون الانسانية في اليمن جيمي مكغولدريك نداءا للتبرع بهدف جمع 2.96 مليار دولار في 2018 لتقديم مساعدة عاجلة الى أكثر من 13 مليون شخص في اليمن الذي يتعرض لعدوان سعودي اميركي جائر منذ ما يقارب الثلاث سنوات ويواجه بسبب ذلك ازمة انسانية خطيرة، واشارت الامم المتحدة الى ان "خطر حصول مجاعة في تزايد اذ يعاني 8.4 ملايين شخص من الجوع في مقابل 6.8 ملايين في 2017"، وتشمل هذا الارقام اكثر من نصف محافظات البلاد من بينها 72 منطقة من اصل 95 هي الاكثر تعرضا لخطر المجاعة.
وبحسب الارقام الصادرة عن "منظمة الصحة العالمية" فقد أدى العدوان السعودي الاميركي الى قتل اكثر من 9200 يمني، بينما اصيب اكثر من 52 الف شخص اخر بجروح.
انتهاكات بحق التاريخ والجغرافيا.. ونهب سقطرى
والحرب السعودية الاميركية الجائرة على اليمن كما لم توفر الارض والجغرافيا لم توفر ايضا التاريخ والآثار بما فيها من قيمة حضارية لا تقوم بمال، فالعديد من المواقع الاثرية اليمنية تم قصفها بشكل متعمد وهمجي بما لا يقبل معه الحديث عن أخطاء ارتكبت في هذا الموقع او ذاك، وكأن آل سعود يريدون ازالة كل الدلائل التي تشير على تقدم غيرهم وتطورهم منذ سنوات خلت، ولا يريد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رؤية الحضارة والتاريخ في ارض اليمن لانه لا يريد الاقتناع ان اليمني انسان منذ مئات السنين أسس حضارة بأكملها لا تقف عند حدود المال السعودي، كما لا يريد اليوم الاقتناع ان اليمني هذا هو الذي يصنع الصواريخ والاسلحة ويقوم بردعه وردع العدوان الظالم وليس من احد أجنبي يقوم بذلك عنه، انما هو لديه من القدرات الفكرية ما يمكنه من القيام بذلك كما فعل في الماضي عندما اسس حضارات وحضارات بينما ال سعود كانوا يعيشون التخلف بكل مجالات حياتهم.
وبالاضافة الى تدمير التراث والآثار تم نهب الكثير من المعالم الاثرية اليمينة التي هربت وبيعت في الاسواق السوداء من قبل عصابات ومرتزقة اما يرتبطون بالسعودية والامارات واميركا واما تحت اعينهم وبمعرفتهم فقط لافقاد اليمن ثروته الاثرية الغنية والشاهدة على التاريخ والحضارة في تلك البلاد، حتى ان البعض يتحدث ان السعودية والامارات يسرقون آثار اليمن وينسونها لكياناتهم بدون ادنى احترام لعقول العالم ولتاريخ الامم.
ومن الامثلة الصارخة على انتهاك القوانين ما يجري في جزيرة سقطرى من نهب مفضوح ومكشوف ووثقته الكاميرات وساهمت بنشره وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت المختلفة، بما يؤكد الغايات المشبوهة لقيادة الامارات بأنها كما بن سلمان تريد تدمير كل ثروات اليمن التي وهبها الله اياها، دون اي مبرر او غاية عسكرية او حربية تفرضها الحرب على رغم من انها حرب لا اساس قانوني لها ولا مبرر يجيزها على الاطلاق، فرغم عدوانية السعودية والامارات نجد انهم يردون القضاء على التنوع البيولوجي المميز الموجود في جزيرة سقطرى، ما يؤكد ان من يقود الحرب على اليمن هو عدو للبشر والحجر والشجر.
فالامارات التي تقتل اليمنيين وتسرق آثارهم لا تتردد في سرقة ونهب ونقل النباتات والزهور والأشجار والطيور والأحجار النادرة من سقطرى، فهل يدرك محمد بن زايد ان بعض الطيور والنباتات لا يمكن رشوتها كي تعيش في الامارات وطقسها وتربتها؟ هل يدرك بن زايد ان الله خلق شروطا وظروفا معينة لهذه الكائنات الحية لتعيش في هذه الجزيرة وليس في غيرها ولا يمكن بالمال الاسود تغيير واقع اراده الله للمخلوقات؟
والاجدر بالسعودية والامارات صناعة الحضارة والتاريخ المشرق بدل سرقته من الآخرين ونسبه لانفسهم، وبدل سرقة البيئة الطبيعية الموجودة في اليمن السعي لتحسين اوطانهم والرضى بما يوجد لديهم من ثروات وعدم سرقة ثروات الآخرين.
كل ذلك يدعو لتحريك الرأي العام الدولي والاقليمي ورفع الصوت ضد كل الانتهاكات التي ترتكب، وان ما يجري من قبل السعوديين والاماراتيين في اليمن ما عاد مقبولا على الاطلاق ويجب التدخل الدولي من قبل المنظمات والدول التي تتغنى بحقوق الانسان وبحقوق الحيوان والنباتات لايقاف المعتدين وعلى رأسهم بن سلمان وبن زايد عند حدودهم.
ارسال التعليق