قالوا وقلنا
العفو الدولية.. النظام السعودي استبدادي وداعم للإرهاب
بقلم: عبد العزيز المكي
التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية, 2017 ـ 2018 جاء فاضحاً لآل سعود وسياساتهم الداخلية والخارجية, كاشفاً إن هذه السياسات استبدادية على صعيد الداخل, وداعمة للإرهاب على صعيد الخارج, ومما جاء في هذا التقرير.. "أن سجل آل سعود غني بانتهاكات ضد الإنسانية حيث وثقت المنظمة سلسلة من الجرائم من التمييز القانوني والاجتماعي الذي تتعرض له المرأة , مروراً بتوجه رأس النظام نحو مزيد من التسلط والقهر للمواطنين, إلى القيود المصادرة للحرية, كحرية التعبير التي تجلت بوضوح بحملة اعتقالات طالت ناشطين ومعارضين لسياسة النظام السعودي التعسفية والقمعية" مشيرة إلى "فرض النظام خلال العام الماضي, قيوداً مشددة على حرية التعبير والاحتجاج السلمي" لافتةً, أي العفو الدولية, إلى "اعتقال العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان ومنتقدي ممارسات آل سعود الوحشية حيث حكم على بعضهم بالإعدام والبعض الآخر بالسجن لمدد طويلة إثر محاكمات جائرة, مع استمرار تعرض المحتجزين للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة الذي أصبح عرفاً متبعاً لدى آلة الإجرام السعودي".
كما انتقد تقرير منظمة العفو الدولية "السياسة التعسفية التي تعتمدها في محاربة كل من يقف ضد ممارساتها اللا إنسانية وتحديداً من يحاول انتقاد الأساليب التي تنتهجها من تمييز عنصري ومذهبي وتنكيل وبطش, محيلة كل النشطاء السلميين والمعارضين لعقوبتي السجن والإعدام" ولفتت المنظمة إلى أنه "يمنع في مملكة آل سعود وجود أي منظمات لحقوق الإنسان وذلك في محاولة من سلطات آل سعود لإخفاء جرائمهم الوحشية ضد الإنسانية".
كما انتقد تقرير منظمة العفو الدولية "السياسة التعسفية التي تعتمدها في محاربة كل من يقف ضد ممارساتها اللا إنسانية وتحديداً من يحاول انتقاد الأساليب التي تنتهجها من تمييز عنصري ومذهبي وتنكيل وبطش, محيلة كل النشطاء السلميين والمعارضين لعقوبتي السجن والإعدام" ولفتت المنظمة إلى أنه "يمنع في مملكة آل سعود وجود أي منظمات لحقوق الإنسان وذلك في محاولة من سلطات آل سعود لإخفاء جرائمهم الوحشية ضد الإنسانية".
وأشار تقرير المنظمة إلى السياسات الخارجية السعودية الداعمة للإرهاب, وندد بالانتهاكات العدوانية على اليمن, وبارتكاب آل سعود المجازر بحق اليمنيين وبشكل متكرر منذ بدء الحرب وحتى اليوم. ولفت التقرير إلى ما خلص إليه, مقرر الأمم المتحدة, المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب في أيار الماضي, إلى أن قانون مكافحة الإرهاب في المملكة, لا يتماشى مع المعايير الدولية. الخ..
على ما تضمنه تقرير منظمة العفو الدولية من معلومات دقيقة, هو تأكيد المؤكد حول سياسات النظام السعودي الداخلية والخارجية التعسفية والإرهابية, هو أيضاً توثيق لما كنا نقوله عن هذا النظام وما زلنا نقوله ونؤكده حول طبيعة وحقيقة هذا النظام وهويته وسياساته التي تتحمل المسؤولية في تدمير دول وتحطيم شعوبها, فهو أي النظام السعودي:
1ـ راعي الإرهاب الأول, في المنطقة والعالم, فقطعان الإرهابيين والقتلة نشئوا وترعرعوا في رحم الفكر الأيديولوجي لهذا النظام وفي رحم مؤسسته الدينية المنتشرة في المملكة وفي مدن وعواصم العالم الإسلامي, والعالم أيضاً, ولقد تواترت, كما بان معروفاً, الشهادات والأدلة, من مؤسسات أمريكية وغربية, صحفية وأمنية, ومن سياسيين الكونجرس وفي مجلس العموم البريطاني, وفي الحكومة الألمانية وفي الحكومة الفرنسية, وأيضاً في المخابرات الألمانية.. كل هذه المؤسسات, وكل السياسيين الذين تعرضوا لهذه القضية أقروا صراحة وبالدليل القاطع أن النظام السعودي ليس مصدر ومغذي وراعي للإرهاب الذي يضرب العالم والمنطقة فحسب, بل هو المسؤول بشكل مباشر عن تدشين وتسليح الإرهاب وإرساله إلى سوريا والعراق ولبنان وليبيا وإلى العواصم الأوربية ليضرب في هذه المواطن وليقتل الأبرياء تفجيراً وذبحاً ودهساً وليخرب الأوطان والعمران, وليشوه الدين الإسلامي, بإعطاء صورة بشعة عن الإسلام, هو بعيد كل البعد عنها, خدمة لأمريكا, ولإسرائيل, كما اعترف الصهاينة بذلك صراحة, ومن أنهم نجحوا عبر النظام السعودي وقطعانه التكفيرية تدمير البلدان العربية القوية, والتي تشكل تهديداً للكيان الصهيوني مثل سوريا والعراق, ونجحوا في تحويل الصراع نحو المسلمين ضد بعضهم البعض بدلاً من أن يوحّد هؤلاء جهدهم ضد هذا الكيان ... وهكذا ... وأخيراً وليس آخر, أدلى رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق, وهي من الداعمين إلى جانب النظام السعودي للإرهاب في سوريا والعراق وليبيا ... أدلى بشهادتين لوسائل إعلام غربية, منها قناة (البي بي سي), البريطانية, قال فيها: "إن السعودية وقطر دعمتا الإرهاب في العراق وسوريا, مشيراً إلى أن قطر كانت تقود هذا الجهد الإرهابي, ثم تنحت عن القيادة للنظام السعودي, ومؤكداً أرقاماً مذهلة من الأموال تم إنفاقها من الأموال السعودية والقطرية والإماراتية والبحرينية على الإرهاب, وذكر إن أكثر من 137 مليار دولار أنفقت على دعم الإرهابيين في سوريا وعن عمليات نقلهم إلى سوريا عبر تركيا, وتدريبهم وتسليحهم وإرسالهم إلى سوريا, وذكر أيضاً أن السعودية منحت رياض حجاب رئيس الوزراء السوري الأسبق ووزير الزراعة أيضاً عشرة ملايين دولار لينشق عن القيادة السورية وهو ما تم بالفعل بالإضافة إلى الملايين التي أعطيت إلى ضباط سوريين وسياسيين من أجل تشجيعهم على الانسلاخ عن الحكومة السورية. وهناك الكثير من الشهادات والأدلة في هذا السياق التي تؤكد بما لا يقبل الجدل والشك, إرهابية النظام السعودي, ودعمه للإرهاب, وتحمله المسؤولية المباشرة عن ما تشهده المنطقة من ويلات ودمار هذا الإرهاب الوهابي المجرم.
2ـ رغم أن هذا النظام يدعي زوراً وبهتاناً أنه "يتصدى لإيران دفاعاً عن السنة" ويرفع اللافتة الطائفية بوجه إيران, إلا أنه يقمع المعارضة السنية في المملكة, ويقمعها بعنف ودموية, يعتقل رموزها وينكل بهم في زنزانات التعذيب والتدمير النفسي, ويحكم على البعض بالإعدام, من قبل محاكمة صورية جائرة لا تعترف بأبسط الحقوق والقوانين التي تقرها المواثيق والشرعات الدولية والسماوية للمتهم ... وهناك الكثير مما يفوق ما تضمنه تقرير منظمة العفو الدولية من ممارسات التعسف والتنكيل بحق أبناء الشعب في هذه المملكة, فحتى الذي يغرد على تويتر بكلمة ضد النظام يعتقل ويسجن ويحاكم وقد يعدم, بل طال تعسف النظام وقمعه حتى طبقة الأمراء أنفسهم من عائلة آل سعود والقضية باتت معروفة ...
أما ما يخص الأهالي في منطقة الإحساء والقطيف فحدث ولا حرج فبالإضافة إلى التحريض الطائفي ضدهم وإلى حرمانهم واضطهادهم فإن النظام يحاصر مدينة العوامية منذ أكثر من عشرة أشهر, ومارس حملة عسكرية ضدهم وضد بعض بلدات العوامية, وقصف بالدبابات والمدافع الثقيلة مساكنهم السكنية وقتل العشرات بل المئات من العوائل المدنية, من النساء والأطفال ومن العمال والكسبة بدم بارد, وهدم وخرب أحياء تاريخية تراثية بحجة تجديدها, وطارد النشطاء واعتقلهم واعدم الكثير منهم, وما زال يمارس كل أنواع القهر والاستبداد والاضطهاد ضدهم..
3ـ لم يكتف النظام السعودي بدعم الإرهاب ورعايته ونشره بين ربوع المنطقة والعالم, ليخرب ويدمر ويقتل ويذبح وينكل بالمسلمين وحسب, وإنما نزل بكل ثقله ليمارس هذا التخريب والقتل في اليمن, وقد اعترف الأمريكيون والبريطانيون الداعمون لابن سلمان في حربه وعدوانه على الشعب اليمني المظلوم, بأنه ارتكب جرائم حرب بقتله آلاف المدنيين من أبناء هذا الشعب, وبتدميره البنية التحتية للبلد، وبتسببه في نشر الكوارث والأمراض والأوبئة في مناطق البلاد بسبب الحصار البحري والبري والجوي الذي يفرضه النظامه السعودي على اليمن ...
على أن تقرير منظمة العفو الدولية بخصوص جرائم النظام السعودي ودعمه للإرهاب يؤكد بدوره وللمرة المائة ما يلي:
1ـ زيف الادعاء الذي يتلطى وراءه النظام السعودي, بأنه ضحية الإرهاب وإنه يحارب الإرهاب لخداع الرأي العام ولتسويق سياساته وممارساته المضادة للأمة الإسلامية ولمقدساتها ولهويتها, ولهذا يؤكد التقرير الأممي مرة أخرى أن تعريف آل سعود للإرهاب مختلف عما هو متعارف عليه, فتعريفهم للإرهاب, بان الإرهابي هو كل من يهدد آل سعود, وكل من يطالب بالحرية والعدالة وبالمشاركة السياسية في هذه المملكة, والإرهابي عند آل سعود هو كل مقاوم يطالب بتحرير فلسطين وجلاء المحتل الصهيوني عن ارض فلسطين, أما الذي يقتل الأبرياء وينكل بهم, ويكفر المسلمين, ولا يرى إلا بعين وهابية حاقدة, فهذا ليس بإرهابي, والذي يقدم الخدمات للصهيونية وللأمريكان من الوهابيين, فهذا ليس بإرهابي وفي ضوء ذلك لا يحق للنظام السعودي اتهام الآخرين بالإرهاب ولا يحق له الإضرار بمصالح الأمة الإسلامية بحجة "مكافحة الإرهاب".
2ـ أصبح النظام السعودي غرفة عمليات لأمريكا وللكيان الصهيوني وللدول الغربية, تدير المؤامرات وتحيك المكائد ضد الأمة الإسلامية, تحت غطاء "محاربة النفوذ الإيراني" والتصدي لأذرع إيران, في المنطقة وما إلى ذلك, وقد أصاب الشيخ محمد طاهر أنعم عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي اليمني عندما وصف يوم 26/2/2018 النظام السعودي "بالوكر المناسب للمؤامرات الأمريكية على شعوبنا" وأشار هذا الشيخ إلى أن "معظم اختلالات أسعار الدولار هذه الأيام في مصر والسودان, بما فيها دعم تنظيمي القاعدة وداعش في ليبيا وسوريا, يأتي وفق خطة أمريكية ولنظام آل سعود دور فيه".
3ـ وبما أن الإدارة الأمريكية تدعم النظام السعودي وتقدم له الحماية, وتقدم له الأسلحة المتطورة, وتمده بكل ما يحتاج في عدوانه على الشعب اليمني, وفي تآمره على لبنان وسوريا والعراق وليبيا, فإنها تعتبر شريكاً مع هذا النظام في جرائمه وفي الكوارث التي يتسبب فيها, في المنطقة, سيما في الدول المستهدفة, ومنها اليمن وسوريا والعراق. ما يؤكد ذلك للمرة الألف نفاق أمريكا والحكومات الغربية وزيف شعاراتها في الدفاع عن حقوق الإنسان وبكائها بدموع التماسيح على الإنسان المقهور في اليمن أو سوريا, فهذه الشعارات توظفها من أجل الدفاع عن مصالحها والدفاع عن الباطل وهي بعيدة بُعد المشرق والمغرب عن تلك الشعارات.
ارسال التعليق