الكونجرس يفتح الملفات السرية للسعودية ويحاصر ترامب
في إشارة للضغط الكبير الواقع على ترامب من قبل المؤسسات الأمريكية لتستره على ابن سلمان، قال الرئيس المقبل للجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي آدم شيف إن الكونجرس سيبحث بشكل أعمق في قضايا عديدة تتعلق بالسعودية. وأكد “شيف” في مقابلة مع قناة “سي أن أن” أنه من بين هذه القضايا اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والدور السعودي في حرب اليمن، والحصار الجائر على قطر.
وأوضح أنه يتعين الوصول إلى فهم كامل لما تقوم به السعودية، مشيراً إلى أنه سيسعى للبحث في “علاقة السعودية مع الشركاء في منطقة الخليج، ودورها في زعزعة الشرق الأوسط”. وفيما يتعلق باغتيال الصحفي جمال خاشقجي، قال شيف - النائب عن الحزب الديمقراطي - إن إيجاز وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بخصوص هذه القضية سيكون عاملاً رئيسياً في الردّ على السعودية.
وحول تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) بقضية خاشقجي، قال: “تم إطلاعي بصورة خاصة على التقرير ولا يمكنني الخوض كثيراً بما أُطلعت عليه، لكن يمكنني القول إن ما أثار غضب أعضاء الكونجرس وأنا، هو تغيّب رئيسة الـCIA عن جلسة الاستماع”. وتابع شيف قائلاً: “أعتقد أن هناك حكماً بأن البيت الأبيض لا يريد أن تظهر (جينا هاسبل، رئيسة وكالة الاستخبارات الأمريكية) أمام الكونجرس؛ لأن وظيفتها هو إطلاعنا على الحقيقة المباشرة وعدم تجميل ذلك”.
وكان شيف قد قال في تصريحات سابقة إن مجلس النواب - الذي سيهيمن عليه الديمقراطيون في دورته المقبلة - سيعمل في قضية خاشقجي وفقاً لمصلحة الولايات المتحدة، وليس مصلحة الرئيس. ورأى المشرع الديمقراطي البارز أن الرئيس دونالد ترامب لم يكن صادقاً مع الأمريكيين في قضية مقتل خاشقجي، وأنه “يبعث رسالة للمستبدين في العالم أنه بإمكانهم قتل الناس دون أن ينالوا العقاب، ومن جانبه قال السيناتور الجمهوري، جيف فلايك، إن هناك أصواتاً كافية في مجلس النواب الأمريكية لوقف فيتو محتمل للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول مشروع قرار وقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لتحالف “دعم الشرعية” الذي تقوده السعودية في اليمن.
جاء ذلك في مقابلة لفلايك على CNN حيث قال: “سيكون هناك باعتقادي (عدد الأصوات لوقف الفيتو المحتمل) إذا لم تغير الإدارة سياستها وإذا استمررنا بتجاهل ما حصل لخاشقجي، عندما سيكون لدينا أصوات كافية”. وتابع السيناتور الأمريكي قائلاً: “أعتقد أنه يتوجب عليهم (الإدارة الأمريكية) تغيير سياساتهم، فهم لا يريدون مواجهة خطوات أخرى قد تكون أكثر قسوة من وجهة نظر الإدارة مقارنة مع تغيير سياستهم فيما يتعلق بالملف اليميني”.
من جانبه أكد المحرّر “ألبرت هنت” في مقاله بموقع بلومبرغ الأمريكي، مستنداً إلى ما يقوله محلل أمريكي محنك شكك في محمد بن سلمان منذ البداية بأن المملكة ستظل مؤذية ما بقي هو في السلطة. ويرى المحرر أن ابن سلمان يخطئ في تقديره أن الفضيحة حول دوره في مقتل خاشقجي سوف تتلاشى بدءاً بحضوره اجتماع مجموعة العشرين لقادة العالم هذا الأسبوع في الأرجنتين.
وأشار إلى ما قاله بروس ريدل المحلل الأمريكي البارز بشؤون الشرق الأوسط بأنه “ستظهر صورته مع زعماء العالم ويقول انظروا لقد عادت الأمور إلى طبيعتها”. ووصف المقال تقييم ريدل بأنه أشد قسوة على ولي العهد من تقييم معظم المحللين الآخرين لكن مؤهلاته تجعل تقييمه جديراً بالاعتبار. وأضاف إنه في الوقت الذي تهافتت فيه معظم المؤسسات السياسية والتجارية والإعلامية والسياسة الخارجية الأمريكية، في الربيع الماضي، على الإشادة بولي العهد الشاب كمنقذ سعودي مجدد كان ريدل يشكك في ذلك وكان يعتقد أنه كان مندفعاً بل وحتى متهوراً.
وقد خطّأ ريدل إدارة ترامب لاعتمادها الزائد على السعودية كحليف في الشرق الأوسط، مضيفاً إنه “ليس من الواضح من الذي أفسد التستر أكثر ابن سلمان أم ترامب”. وحتى قبل قضية خاشقجي، شكك ريدل في رزانة وبصيرة الأمير، إذ تحوّلت الحرب السعودية ضدّ المتمرّدين الحوثيين الشيعة في اليمن إلى كارثة إنسانيّة وعرّضت السعودية لانتقادات من معظم أنحاء العالم. ويذكر أن الكونجرس الأمريكي وافق، الأربعاء الماضي، على رفع مشروع قرار لوقف دعم تحالف “دعم الشرعية” في اليمن حيث أيد مشروع القرار 63 عضواً مقابل رفض 37 عضواً، بعد انضمام 14 عضواً جمهورياً إلى 49 عضواً من الديمقراطيين الذين قدموا مشروع القرار.
ارسال التعليق