تصاعد الخلاف السعودي الإماراتي بسبب هادي وعدن
من جديد تتنامى التوترات بين السعودية والإمارات بسبب اختلاف أجندة كلا البلدين في اليمن.
وفي آخر فصول هذه التوترات تسبب رفض الإمارات للرئيس عبد ربه منصور هادي في تجدد الخلافات القديمة في عدن بين الإمارات والسعودية. ووفقا لدورية «إنتليجنس أون لاين» الفرنسية فإن هادي، يرغب في السيطرة على ميناء عدن، الذي يسيطر عليه حاليا رجال الميليشيات الموالون لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان. ولكن ولي عهد أبو ظبي لا يزال يرفض مطالبات هادي بالتخلي عن الميناء، حيث أنه يرى أن الرئيس اليمني مقرب من حزب «الاصلاح» ويملك «الإصلاح» مركزا قويا في منطقة «تعز»، ويتعرض لتضييقات متواصلة من قبل الفصائل الموالية للإمارات في جنوب اليمن.
وقال الموقع إن الرياض لا تشارك أبوظبي مخاوفها تجاه هادي و»الإصلاح»، وتواصل المملكة تقديم الدعم لـ«هادي»، في غياب مرشح أفضل، وفقا للدورية الفرنسية.
إلى ذلك تداول مغردون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مقطعاً مصوراً يظهر سجناء يمنيين غاضبين ينددون بقيام ميليشيات تابعة للقوات الإماراتية ببناء حواجز أسمنتية داخل سجن «بئر أحمد» سيئ الصيت بمدينة عدن.
وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه المعتقلون وهم يصرخون: «اخرجوا يا عبيد الإمارات». وقالت مصادر من داخل بئر أحمد في عدن إن النزلاء تظاهروا احتجاجا على إجراءات إدارة السجن تقسيم العنابر إلى زنازين، وتوزيع المعتقلين في مجموعات صغيرة داخلها.
وأضافوا أن حالة من الفوضى تسود السجن بعد اقتحام قوة أمنية عنابر السجن ومحاولتهم بناء جدران إسمنتية، بما يضمن السيطرة عليه وتوزيع المعتقلين فيه، بينما أعلن نزلاء السجن العصيان. من جهتها أعلنت وزارة الداخلية اليمنية فتح تحقيق في القضية وتشكيل لجنة لاحتواء الوضع.
وعقب نشر الفيديو ذكرت مصادر يمنية إعلامية أن قوات من المرتزقة التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً جنوب اليمن، هاجمت المعتقلين في السجن. كما ذكرت مصادر خاصة لموقع «عدن نيوز» أن الضابط الإماراتي المتهم بقضايا إرهاب وتعذيب، أبو خليفة سعيد المهيري، أرسل قوة من المرتزقة إلى سجن بير أحمد لقمع الاحتجاجات هناك.
وسجن بئر أحمد، ويُعرف أحياناً باسم «بير أحمد»، سجن «سيئ الصيت» تُديره الإمارات في مدينة عدن، ويقوم ضباط إماراتيون بإداراته من خلال ميليشيا «الحزام الأمني» اليمنية.
وسبق أن طالبَ وزير الداخلية اليمني أحمد ميسري، في يوليو 2018، السلطات الإماراتية بإغلاق أو تسليم السجن إلى القوات اليمنية، بعد خروج تقارير تفيد بانتهاكات كبرى لحقوق الإنسان تجري داخله.
وبحسب تقارير لوكالة «أسوشييتد برس» فإنّ المحتجزين في السجن قد تعرضوا للتعذيب والاعتداء الجنسي؛ بما في ذلك الاغتصاب وصعق أعضائهم التناسلية بالكهرباء، أو حتّى تعليق خصية المسجون بحجر ثقيل طوال اليوم، كما توفي العشرات نتيجة هذه الممارسات الوحشية.
وشهدت محافظة عدن على مدى ثلاثة أيام احتجاجات للمطالبة بتسليم جنود تابعين لقوات مكافحة الإرهاب المدعومة إماراتيا، وذلك بعد قتلهم الشاهد الرئيسي في قضية اغتصاب طفل بمدينة المعلا، كما دعا ناشطون إلى العصيان المدني في عدن احتجاجا على تجاوزات التشكيلات المسلحة التي ظهرت مؤخرا في المدينة ولا تخضع لأجهزة الدولة.
وكان أحمد الميسري نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني اتهم أطرافا -لم يسمها- بالتدخل في الأوضاع الأمنية، وطالب بتصحيح الخلل في العلاقة بين الحكومة اليمنية والتحالف السعودي الإماراتي.
ارسال التعليق