نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريراً تطرقت من خلاله لانجذاب إسرائيل للحرب اليمنية، على الرغم من أنها لا تشارك فيها بصفة مباشرة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع بداية أغسطس، أعلنت تل أبيب استعدادها للمشاركة في "عملية عسكرية دولية لتحرير مضيقي هرمز وباب المندب". وحسب ما ذكرته بعض وسائل الإعلام، تقوم إسرائيل بإعداد مرتزقة يمنيين بهدف محاربة الحوثيين.

وتحدثت الصحيفة باستنادها إلى مصادر قريبة من الكونجرس الأمريكي، عن تمويل الإمارات العربية المتحدة لمعسكرات تدريب واقعة في صحراء النقب، حيث يخضع المرتزقة هناك لتدريبات مكثفة. وأضافت إنه من المفترض أن تدور المعركة القادمة في اليمن من أجل السيطرة على ميناء الحديدة، علماً أنه يصل عبر هذه المدينة الساحلية ما نسبته 80 بالمائة من المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السلع والمواد الضرورية.

كما يعتقد السعوديون وحلفاؤهم أنه انطلاقاً من هذه المدينة، سيتلقى الحوثيون كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. وأشارت الصحيفة إلى أن دوافع اختيار موقع التدريب تقوم أساساً على التشابه في الظروف الطبيعية والمناخية بين صحراء النقب والصحراء اليمنية. وعلى الرغم من عدم اعتراف إسرائيل بالمشاركة في التدريبات، إلا أنها في الحقيقة تقوم بتدريب مرتزقة من مختلف بلدان آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وفي الغالب من نيبال وكولومبيا.

في سياق متصل، قالت الصحيفة إنّ العضو السابق في حركة فتح الفلسطينية، محمد دحلان، هو الممثل الرسمي للإمارات العربية المتحدة في هذا المشروع العسكري. كما عمل دحلان مستشاراً أمنياً لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان. وذكرت أنه بناء على ذلك، يبدو أنه قد تم تقسيم العمل بين الإمارات والسعودية وإسرائيل، فيما يتعلق بتوفير مرتزقة للمشاركة في حرب اليمن، إذ جندتهم الرياض، وموّلت أبو ظبي عملية التدريب، بينما ستتولى تل أبيب مهمة التدريب العسكري. وتندرج مشاركة الإسرائيليين في تدريب المرتزقة ضمن إطار التعاون العسكري والسياسي بين الرياض وتل أبيب، الذي طالما تم التكتم عليه.

ونوّهت الصحيفة بأن الرياض ترفض الاعتراف علناً بهذا التعاون الثنائي بين البلدين، خوفاً من موجة الغضب التي قد تطال السعودية من قبل الدول العربية والإسلامية. أما بالنسبة لإسرائيل، فهي جاهزة منذ فترة طويلة، لأغراض دعائية بحتة، للإعلان بصوت عالٍ أمام العالم عن علاقات التقارب التي تجمعها مع السعودية وغيرها من الدول العربية. وذكرت الصحيفة أنه في البداية، استخدمت السعودية وحلفاؤها خدمات شركة بلاك ووتر العسكرية الخاصة التي أسسها إريك برينس. ويفضل الجنود الأفارقة القيام بمهام دفاعية وتعزيز أنظمة الأمن، فضلاً عن جمع المعلومات الاستخبارية، والقيام بأعمال تخريبية في أقصى الحالات. في المقابل، يعتبر الهجوم المباشر على مواقع الخصم خطيراً بالنسبة لها، وهو ما دفع السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى الاتفاق حول تدريب مرتزقة بإمكانهم تنفيذ مهام أكثر أهميةً وتأثيراً.