كيف يخدم آل سعود العدو الاسرائيلي ؟
كانت تتولى السعودية مركزية مهمة بالنسبة للعالم العربي والاسلامي وكانت تشكل ثقلاً تستطيع من خلاله التأثير على الكثير من العلاقات بين دول المنطقة، ولكنها فشلت في الحفاظ على هذه المكانة منذ وصول الملك سلمان ونجله إلى السلطة، واتضح ذلك من خلال الكم الهائل من التفرقة التي أصابت جسد الأمة العربية والاسلامية، حيث كثر العداء في المنطقة ووصلت الأمور إلى مكان لا تحمد عقباه.
آل سعود سببوا أزمات لاحصر لها في المنطقة وشنوا حروبا على دول جارة وحاصروا دول أخرى، والسؤال لصالح من كانت هذه التصرفات وما غايتهم من اتباع هذا النهج؟.
يمكن أن نقول أن آل سعود يقدمون حاليا أكبر خدمة لاسرائيل منذ تأسيس هذا الكيان وحتى اللحظة، وسنسرد لكم ما يؤكد هذا، ولكن دعونا نبدأ من أخر "شكر" تقدمه "اسرائيل" إلى السعودية والذي جاء عبر الإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، الذي وجه رسالة شكر إلى ملك آل سعود، بشأن نجاح قمم مكة من أجل التصدي للخطر الإيراني على المنطقة والذي يعد أكبر خطر يواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي أيضا.
وكتب "كوهين" عبر حسابه على "تويتر" :" شكراً لمقام خادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المُعظم حفظه الله ورعاه وأدامه ذخراً وحصناً منيعاً للأمتين العربية والإسلامية وأحد فرسان السلالة الإبراهيمية الكبار الذين برزوا في التصدي لخطر غربان ملالي إيران.. مبارك نجاح #قمم_مكه الثلاث".
حُب آل سعود لاسرائيل "صامت" في أكثر الأحيان، إلا أن الأمير الشاب الذي لم يستطع أن يخفي هذا الحُب ، وقد بدأ غزل ابن سلمان للعدو الصهيوني عندما أعلن في ربيع العام الماضي خلال مقابلة أجراها مع "ذي آتلانتيك" ان للاسرائيليين، على غرار الفلسطينيين، "الحق" في ان تكون لهم ارضهم، في موقف أعطى شرارة بداية الغرام بين ال سعود واسرائيل.
السعودية تنفي وجود أي علاقات سرية أو اتصالات على أي مستوى بين المملكة وإسرائيل، إلا أن ما ينشر من أسرار حول هذه العلاقة يؤكد عكس ذلك، حتى أن تصريحات المسؤولين الاسرائيليين كفيلة بإيضاح جزء يسير مما يجري، فعلى سبيل المثال صرح رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، الجنرال غادي إيزنكوت قائلا: "يوجد توافق بين الرياض وتل أبيب، السعودية لم تقاتل إسرائيل من قبل ولم تكن عدوا لها في يوم من الأيام. هناك مصالح مشتركة بين البلدين إسرائيل مستعدة لمشاركة المعلومات الاستخباراتية مع السعودية".
وكانت الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة "هآرتس"، تسفيا غرينفيلد، قالت في تصريح سابق لها: إن "محمد بن سلمان هو الزعيم الذي كانت تنتظره إسرائيل منذ 50 عاماً"، موضحة أن عزله من ولاية العهد "سيكون مدمراً لإسرائيل"، داعية إلى ضرورة تساهل المجتمع الدولي معه.
حتى أن الزعيم الأمريكي الأقرب إلى قلب آل سعود "دونالد ترامب" تحدث مرارا وتكرارا عن الخدمة التي تقدمها السعودية في الوقت الراهن لاسرائيل، ففي 23 أكتوبر من العام الماضي قال ترامب بأن "السعودية ساعدتنا كثيراً على الصعيد الإسرائيلي"، دون أن يُدلي بمزيدٍ من التفاصيل، وتعليقا على مقتل خاشقجي قال ترامب: "إن السعودية حليف عظيم بالنسبة للولايات المتحدة وأحد أكبر المستثمرين، وربما الأكبر، وساعدتنا كثيراً في دعم إسرائيل".
وعاد ترامب ليصرح للصحافيين، في 22 نوفمبر من العام نفسه، في نفس السياق بالقول إنه "لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة".
صحيح أن اسرائيل ليست بورطة كبيرة بسبب الدعم السعودي إلا أن الدول العربية المسلمة "فلسطين" والتي كانت تمثل قضيتها "محور العرب" ومركز قضاياهم تمر بورطة كبيرة سببها آل سعود الذين يضعون يدهم بيد واشنطن لتمرير صفقة القرن، وقد ضغط ابن سلمان على الفلسطينيين كثيرا في هذا الاتجاه، لدرجة أن ولي العهد قال أمام تجمع لليهود بنيويورك في شهر أبريل الماضي: "إن على الفلسطينيين أن يقبلوا مقترحات السلام أو يخرسوا".
في الختام؛ يبدو أن قضية "مواجهة ايران" تحولت إلى "شماعة" لآل سعود للتقرب من "اسرائيل" قدر الامكان وبناء جسور من العلاقات بينهما بشكل علني، وكل هذا يأتي لتحقيق رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي سيطبق الخناق على آل سعود في حال لم ينفذوا ما يريد، وبما ان هذه العائلة تريد أن تبقى قوة كبيرة فعليها أن تدفع لترامب وتنفذ طلباته وإلا سيهدد الزعيم الأمريكي مرة عاشرة "آل سعود" ويهدد بقائهم في السلطة.
ارسال التعليق