مجلة امريكية: بن سلمان حول بلاده الى قنبلة موقوتة
اكدت مجلة فورين بوليسي ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومنذ وصوله الى العرش في بلاده حولها الى قنبلة موقوتة عبر سلسلة من عمليات التطهير الواسعة النطاق وتحركات السياسة الخارجية المتهورة في الخارج.
واعتبرت المجلة ان السعودية وتحت قيادة “محمد بن سلمان”، تحولت الى قوة متهورة تضرب بقوة في الداخل، وتغامر في الخارج، فتجر واشنطن معها في حروبها الخاصة. ولهذا السبب، لدينا حالة خطيرة من الندم، ونتساءل ما إذا كانت إدارة “ترامب” تحتاج لضغط زر إعادة ضبط المصنع مع الملك “سلمان” وابنه المتهور.
وفي سلسلة من الإخفاقات المذهلة في السياسة الخارجية (اليمن وقطر ولبنان)، فقد يكون نجاح “بن سلمان” الأكبر في الخارج هو التودد وكسب الرئيس “دونالد ترامب” وصهره “جاريد كوشنر”. ولطالما كان الأمريكيون مفتونين بالملوك والمملكة. لكن يبدو أن الملك “سلمان” ونجله “محمد” قد حققا سجلا جديدا من السرعة في إقناع إدارة “ترامب” بأنهما يحملان مفاتيح الحرب والسلام والتحول في المنطقة.
ومن المؤكد أن السعوديين يتمتعون ببعض المزايا مقارنة بالشركاء المحتملين الآخرين؛ حيث يبدو أنهم يتمتعون بالاستقرار والقوة، والقبضة الاستبدادية القوية على السلطة، وأطنان من المال، والرغبة في التمدد وإرضاء الولايات المتحدة. لكن قبل كل شيء، كان “ترامب” حريصا على أن يصلح التوترات مع السعودية و(إسرائيل) خلال أعوام “أوباما”، وفي هذه الأثناء، كان السعوديون عازمين على استغلال حساسية “ترامب” لكل ما يخص “باراك أوباما”، لدفع واشنطن إلى موقف أكثر عدوانية ضد إيران.
ومن المؤكد أن الإدارات السابقة حتى “فرانكلين روزفلت” قد تبنت سياسات موالية للسعودية. فبعد كل شيء، كان السعوديون منذ فترة طويلة شريكا مهما للأمن وموردا للطاقة الحيوية للبلاد. لكن استعداد هذا الرئيس لخسارة الجميع لكسب السعوديين، ومباركة سياستهم الداخلية والخارجية، والثقة بأن هذه السياسات منطقية بالنسبة للمصالح الأمريكية، هو في الحقيقة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت.
وبدلا من استغلال نفوذ الولايات المتحدة لردع المملكة عن سياساتها الطائشة، زاد الرئيس من دعمه لحملة السعودية الدموية واللاإنسانية والمدمرة ضد اليمنيين, وقد انحاز للجانب السعودي عن عمد وبشكل علني في حملة فاشلة إلى حد كبير للضغط على قطر لمواءمة سياساتها مع الرياض، ولم يذكر أي شيء عن سجل حقوق الإنسان في السعودية، أو تصديرها لشكل متطرف من الإسلام في الخارج.
و قام “بن سلمان” بخطوات سيئة وإثارة للقلق. فالمملكة تعد بالفعل دولة بوليسية. وقد تم تقويض تقاليد بناء الإجماع في العائلة المالكة، وهو ما كان ضامنا للاستمرارية والاستقرار في الماضي. كما عطل “بن سلمان” النظام الذي وزع السلطة العسكرية بطريقة تحافظ على الانسجام، بدلا من تركيز السلطة في يد رجل واحد، كما هو الحال الآن، وهو أمر من المؤكد أنه يولد الاستياء والمعارضة ضد الخلافة الفعلية الآن أو الرسمية بعد ذلك.
وفي الخارج، ينخرط السعوديون في حرب باردة مع إيران، فضلا عن أخطائهم في اليمن وقطر، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة.
و لا تزال الاستقلال السعودي خادعا، فلا تزال الرياض تعتمد على الدعم الأمريكي خاصة في أي مواجهة محتملة مع إيران. وإذا لم تكن واشنطن حذرة، فسوف يقوم السعوديون بدفع أمريكا إلى رمال طهران، بينما يختبىء السعوديون وراءها.
وفوق كل هذا، يجلس “دونالد ترامب” على ما يبدو، غافلا عن الخيارات التي من المفترض أن يتخذها. ولقد جعل مصداقية وصورة وسياسة الولايات المتحدة تشبه طفلا صغيرا يبدو أن طموحاته وحركته قد تجاوزت حكمته وخبرته. وبعد أن جعل “محمد بن سلمان” أمريكا ومستقبل المنطقة يعتمدان عليه، دعونا نأمل ألا يكون فاقدا للرؤية وألا يسقط حتى لا يسقط معه الجميع.
ارسال التعليق