تكريسا لسياسة احتكار المناصب وجمعها كلها بيد ابنه محمد بن سلمان اصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز امرا ملكيا بانشاء المحميات المليكة وعهد الى ابنه المدلل الذي يشغل عشرات المناصب الكبرى في البلاد (سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا) رئاستها وكأن البلاد لم يعد فيها كفاءات غير كفاءة محمد بن سلمان المميزة والخارقة.

وبحسب الأمر الملكي، فان لكل محمية ملكية سيكون لها مجلس إدارة، وجهاز يتولى الإشراف على تطويرها، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، ولكن كل هذه المجالس لا بد ان يرأس مجلسها واحد من أل سعود لتتبع بنهاية المطاف  محمد بن سلمان الذي تنص الاوامر الملكية على توليه رئاسة مجلس المحميات الملكية.

ويتولى محمد بن سلمان حاليا بالإضافة إلى ولاية العهد، رئاسة الديوان الملكي، وزارة الدفاع ورئاسة مجلسي الشؤون الاقتصادية والتنموية، والشؤون السياسية والأمنية، اللذين استحدثا بعد تولى  سلمان بن عبد العزيز العرش في المملكة عام 2015، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب، نائب رئيس جمعية الملك سلمان للإسكان الخيري رئيس لجنتها التنفيذية، عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض، عضو المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية في الرياض ، بالإضافة الى عشرات المناصب في الجمعيات الاقتصادية و"الخيرية" المختلفة.

كذلك يتولى محمد بن سلمان رئاسة مجلس هيئة المدن الاقتصادية, ترتبط هيئة المدن الاقتصادية بالملك السعودي، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وتتولى الإشراف الكامل على المدن الاقتصادية، إداريا وماليا، كما يترأس محمد بن سلمان مجلس إدارة شركة "أرامكو" النفطية العملاقة.

ولم يكتف الملك السعودي بتكليف ابنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإدارة مجلس المحميات الملكية وإعطاء امر الاشراف عليها الى بعض الامراء من ابناء سعود بن نايف ومحمد بن فهد، بل انه أيضا غير أسماء هذه المناطق الى أسماء أفراد من ال سعود وكأنه لا يكفي تسمية البلاد والمواطنين على اسم هذه الاسرة، في استمرار لمحاولات "السعودة" على غرار محاولات "التتريك" أيام الاحتلال العثماني، حيث تم تحديد المحميات الملكية وتسميتها على النحو التالي"  محمية روضة خريم والمناطق المجاورة لها، وتسمى "محمية الإمام عبد العزيز بن محمد"، "محمية محازة الصيد، وتسمى "محمية الإمام سعود بن عبد العزيز"،"محمية التيسية والمناطق المجاورة لها، وتسمى "محمية الإمام تركي بن عبد الله"، "محميتا التنهات، والخفس والمناطق المجاورة لهما، وتسمى "محمية الملك عبد العزيز"، "محميات الخنفة، والطبيق، وحرة الحرة والمناطق الواقعة بينها والمجاورة لها، وتسمى "محمية الملك سلمان بن عبد العزيز"، "محمية تقع  بين مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر والعلا، وتسمى "محمية الأمير محمد بن سلمان".

من جانبه كشف المغرد السعودي الشهير "مجتهد"، ان صدور أمر ملكي بترؤس ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، لهيئة المحميات الملكية، هو بداية لسيطرة واستيلاء ولي العهد على المحميات، وفي تغريدة له عبر حسابه بتويتر، قال “مجتهد”: “هذه المناطق الشاسعة ليست إلا المرحلة الأولى من تشبيك محمد بن سلمان”، وأضاف: “المراحل القادمة ستشهد مساحات أكبر وكلها ستكون ملك بن سلمان، على غرار صندوق الاستثمارات العامة الذي ظاهره ملك الدولة وباطنه ملك بن سلمان”.

من الجدير ذكره ان هذه المحميات التي شملها القرار الملكي تفوق مساحتها مساحة المملكة الاردنية والتي تبلغ 92300 كم2 وستساهم بتعزيز سيطرة محمد بن سلمان على كل مفاصل البلاد، حيث يبدو  أن الأخير عازم على  الحصول على جميع المناصب القيصرية والملكية وأي شيء يكون أمامه حتى لو كانت رئاسة بلدية المهم وجود كلمة رئيس أو ملك أو أمير وحصرها به دون سواه.