محمد بن سلمان يحكم باندفاع وتهور
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن التعديل الحكومي بالسعودية الذي أجراه ملك السعودية يهدف لتقوية ابنه ولي العهد محمد من خلال وضع مقاليد السلطة بيده، لا سيما أن التعديل جاء في أعقاب تداعيات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملك سلمان منح حلفاء ولي العهد المناصب، وأحاطه بمسؤولين من أصحاب الخبرة لاحتواء تداعيات الجريمة البشعة، وجاء تحرّك، الملك البالغ من العمر 83 عاماً، بسلسلة من المراسيم، حيث قام بترفيع المقربين الموثوقين من محمد بن سلمان، الذي توصلت الاستخبارات الأمريكية إلى أن احتمال أن يكون هو من أمر بقتل خاشقجي عالٍ، وهو ما تنفيه الحكومة السعوديّة.
وقالت الصحيفة إن الملك عيّن الأمير عبدالله بن بندر، المقرّب من ولي العهد، رئيساً للحرس الوطني، وفي الوقت ذاته وضع المسؤولين السعوديين الكبار بمواقع مهمّة، مثل تعيين وزير المالية السابق إبراهيم العساف، مكان عادل الجبير، الذي خفض رتبته لمجرد وزير دولة. وتفيد الصحيفة بأن الملك سلمان يؤدي دوراً ناشطاً منذ عملية الاغتيال، حيث سمّى مسعد العيبان مستشاراً للأمن القومي، وهو من التكنوقراط الذي يركز على الأمن والسياسة، وبرز منذ اغتيال خاشقجي.
واستنتجت الصحيفة بأن التغييرات دعم واضح من الملك لولي عهده، رغم النقد الواسع الذي تعرضت له المملكة بأعقاب قتل خاشقجي، بعد سلسلة من القرارات المتهوّرة التي اتخذت، بما فيها قتل خاشقجي. ونقلت الصحيفة عن المحللة المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة “راند” بيكا واسر، قولها: التغييرات مجرد عرض، وما بقي هو أن (أم بي أس) أي ابن سلمان وطد سلطته بشكل قوي، فالملك سلمان لا يحاول إضعاف سلطة ابنه لكن تقويته بإحاطته بمستشارين من الجيل القديم”. وأشارت الصحيفة إلى أن دور مستشار الأمن القومي، الذي أعيد إحياؤه، يعطي مسعد العيبان دوراً مهماً بقضايا الأمن أكثر من سابقه، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يساعد العيبان بدوره الجديد “أم بي أس”، الذي يشغل منصب وزير الدفاع، ويقود حربا تدميرية في اليمن بذريعة قمع الحوثيين. وقالت الصحيفة إن السعودية لا تزال تواجه انتقادات بسبب مقتل خاشقجي وحرب اليمن، ففي بداية الشهر الحالي أقرّ مجلس الشيوخ قرارين، حمل الأول ابن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي، فيما دعا الثاني لوقف أشكال الدعم الأمريكي للحرب في اليمن كلها، لافتة إلى أن التداعيات الدولية لجريمة القتل، أدّت لجعل مسألة الحفاظ على العلاقات السعودية مع إدارة ترامب أولوية للمملكة وولي العهد. وذكرت الصحيفة أن كلاً من العساف والعيبان اختيرا أعضاء بلجنة عينها الملك برئاسة ابنه، لإعادة تشكيل القوى الأمنية بعد مقتل خاشقجي. وتلفت الصحيفة إلى أن ابن سلمان صعد للسلطة دون منافسة؛ وذلك بسبب دعم والده له، مستدركة بأنه حكم باندفاع وتهوّر، وتجاوز مؤسسات الحكم.
وترى”وول ستريت جورنال”: أنه رغم أن السلطة المطلقة سمحت لابن سلمان اتخاذ قرارات جريئة، كرفع الحظر عن قيادة المرأة، إلا أنها وضعته بوضع خطير، مثل قرار حصار قطر، والنزاع مع كندا، واختطاف رئيس الوزراء اللبناني، كما أن بعض التعيينات تكشف عن رغبة بإدخال رقابة وتوازن على صناعة القرار، لافتة إلى أن الجبير الذي سيعمل في الخارجية كان سفيراً بواشنطن، وحاز على سمعة المدافع عن سياسات المملكة.
وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أن الجبير قدّم استقالته للملك بعد مقتل خاشقجي لكنه رفضها، وذلك بحسب شخص مطلع، فيما كان من المتوقع تولي منصب مستشار الأمن القومي الأمير خالد بن سلمان، السفير في واشنطن، الذي أنكر في البداية مقتل خاشقجي، وزعم أنه خرج من القنصلية بعد فترة من دخولها.
ارسال التعليق