مخطط سعودي- إسرائيلي لمنح الفلسطينيين دولة غير واضحة المعالم
مثل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ إسرائيل واعتزام نقل سفارة الولايات المتحدة إلى هناك حدثا تاريخيا مهما وإيذانا بسيطرة إسرائيل على القدس، حيث جاء استئنافا لوعد «بلفور» الذي اعترف بحقوق الشعب اليهودي في فلسطين، غير أن هذا الإعلان قد يكون جزءا من خطة أوسع لمساعدة (إسرائيل) على السيطرة على القدس والضفة الغربية معا من الفلسطينيين، وترك العرب في «دولة» غزة فقط.
وإذا كان مثل هذا الحديث قد طرح مباشرة بعد قرار «ترامب»، لربما قوبل بالسخرية والضحك.
لكن لحسن الحظ، قدم مسؤول فلسطيني رفيع المستوى — الأسبوع الماضي — أفكارا مفيدة أكثر عن العلاقة بين الإعلان وخطط «ترامب» الأوسع نطاقا للمنطقة لصحيفة «ذا أمريكان كونزرفاتيف». واطلع هذا المسؤول على تفاصيل الاجتماع المفاجئ في الرياض حيث تم استدعاء «عباس»، في 6 نوفمبر الماضي، ولم يكن «عباس» أول زعيم عربي يتم استدعاؤه. وقبل أيام من وصوله، كان رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» يتلقى مفاجأة من الرياض، واستقال وإن كان ذلك لم يستمر سوى لفترة قصيرة.
وفي إطار اللقاء، أعلنت الرياض عن عرض يجعل من مبادرة السلام العربية — عبارة عن صفقة كبرى برعاية السعودية ينتج عنها الاعتراف عربيا بالسلام مع (إسرائيل) مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة مع وجود القدس الشرقية عاصمة لها في حكم الميت.
ويبدو أن الوقت قد حان للخطة ب، حيث أعلنت الرياض مبادرة لإنشاء دولة فلسطينية في قطاع غزة، تتضمن عمليات نقل لأراض مصرية غير محددة في شبه جزيرة سيناء إلى الدولة الجديدة. وعندما سأل الزعيم الفلسطيني في فزع عن مكان الضفة الغربية والقدس الشرقية في هذا المخطط، ردت الرياض: «يمكننا الاستمرار في التفاوض حول هذا الموضوع».
وسأل «عباس» من جديد: «ماذا عن القدس والمستوطنات والمناطق باء وجيم من الضفة؟» كان الرد «ستكون هذه مسائل للتفاوض، ولكن بين دولتين، وسنساعدك في ذلك».
ووفقا للمصدر، تم عرض 10 مليارات دولار على الزعيم الفلسطيني لتحلية حبوب الدواء المريرة التي تم وصفها له للتو. وقال المصدر: «لا يستطيع عباس أن يقول لا للسعوديين، إلا أنه لم يستطع أن يقول لهم نعم أيضا».وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، التي قدمت تقريرها الخاص عن الاجتماع — الذي عقد في 3 ديسمبر — والذي أكدته مصادر فلسطينية وعربية وأوروبية اطلعت على جانب «عباس» من المحادثة، إن الرياض عرضت «دعما ماليا كبيرا للفلسطينيين، يدفع مباشرة إلى عباس»، وقالوا إنه رفض.
وفي تلك الصحيفة، قالت المصادر إن العرض «قد يسمح بإشراك الدولة الفلسطينية الجديدة في إدارة أجزاء غير متصلة من الضفة الغربية، وستكون سيادتها محدودة أيضا على أراضيها (في غزة)». وستبقى الغالبية العظمى من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي تعتبر غير قانونية من قبل معظم دول العالم. إذن، من الذي وضع فكرة «دولة غزة»؟ قد لا يكون من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لأنه لا يمكن إلا التفكير في مصدر واحد فقط للفكرة، ألا وهو (إسرائيل).ويحلم المسؤولون الإسرائيليون الرئيسيون منذ وقت طويل بدولة فلسطينية تقتصر على غزة، كوسيلة لإجبار العرب على ضم (إسرائيل) للضفة الغربية والقدس الشرقية. وقد تكرر عرض هذه الفكرة من الجناح اليميني الإسرائيلي على مدى عقدين تقريبا. ويتشارك جميعهم الرغبة في التوصل إلى اتفاق من جانب جيران (إسرائيل) العرب للتنازل عن أراض لتمكين (إسرائيل) من التمسك بالضفة الغربية والقدس الشرقية.
ولم ترد السفارة السعودية على مكالمة لطلب التعليق من قبل «ذا أمريكان كونزرفاتيف».
ارسال التعليق