نيوم .. مدينة على الأراضي السعودية بلا سعوديين!!
التغيير
أعلنت المملكة عبر وسائل إعلامها مؤشرات توقعية بأن تصل الاستثمارات في مدينة نيوم الجديدة التي يضعها محمد ابن سلمان على رأس مشروعات رؤية 2030، إلى 500 مليار دولار، هذا قبل أن يعلن مستثمرون كبار عن انسحابهم من المشروع للسمعة السيئة لبن سلمان خارجيا.
عبر مسارين يسلكهما بن سلمان لتحقيق رؤيته، بادر بالبدء في مشروع نيوم دونما أن يأبه باقتصاد مملكته الذي يسير نحو الهاوية نتيجة لعدة أزمات متتالية منها ما اشتركت مع العالم فيه مثل خفض أسعار البترول، وأزمات الاقتصاد المترتبة على انتشار فيروس كورونا، ومنع الحج والعمرة، فضلا عن ممارسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ففضح خلالها ابتزازه للملكة بالحصول على مئات المليارات من الدولارات.
نيوم وتهور ابن سلمان
لم يتوقف تهور ابن سلمان فى مشروع نيوم على أزمة بلاده الاقتصادية فحسب، وإنما تجاوز بانتهاكه حق مواطني المملكة الذين يقطنون منطقة نيوم من مئات السنين، حيث قام بتهجير بعضهم، واعتقال كل من رفض الامتثال لأمره، من أجل إجبارهم على ترك بيوتهم وأرضهم لصالح مشروعه الحالم كما يطلق عليه، الأمر الذي واجه انتقادات دولية واسعة، لأنه لم يسع في تعويضهم بما يناسب قيمة الأرض والتاريخ، في الوقت الذي يبدد ملايين الدولارات للترويج لمشروعه خارج المملكة ، هذا فضلا عن مئات الملايين الأخرى التي أنفقها محمد بن سلمان لتبيض سمعته، وتحسين صورته أمام الرأي العام العالمي، من خلال شركات علاقات عامة في العديد من الدول الغربية.
كما كشف موقع Foreign Lobby الأمريكي أن بن سلمان قد تعاقد مع شركة Ruder Finn والتي لها مقر مزدوج بين نيويورك وبكين، وتعد هذه الشركة من أكبر شركات الاتصالات الخاصة في العالم، بما قيمته مليون وسبعمائة ألف دولار أمركي لتعزيز الجهود الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للمدينة، وتأتي جهود الشركة في وفقا للعقد المبرم دعم فرق العمل الإلكتروني في نيوم لتطوير موقع الشركة على شبكة الانترنت، ووضع ومتابعة إستراتيجية تسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي للترويج لمدينة نيوم على أنها مدينة المستقبل الآمن في أحضان الصحراء، كذلك ستقوم الشركة بالعمل على التأثير على الرأي العام الأمريكي، والمسؤولين الحكوميين في أمريكا بدعم مشروع بن سلمان.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، لماذا يستبدل ابن سلمان ساكني مدينة نيوم وأهلها الأصليين بسكان أجانب؟ ولماذا لا يعوض بن سلمان من يريد إخراجهم من المنطقة بما يغنيهم عن حقهم في الأرض وتاريخهم فى المنطقة بدلا من تبديد مئات الملايين من أجل الترويج للمدينة الواهمة في الخارج؟
صدمة أبناء الحويطات
لم تكن أزمة التهجير والاستبدال التي يمارسها بن سلمان تجاه قبيلة الحويطات سهلة يسيرة عليهم، بل شكلت لهم صدمة لم يكونوا يتوقعونها من حكومة بلادهم، إذ هم يسكنون تلك المنطقة من قرون عديدة، وهو ما عبرت عنه مديرة منظمة هيومن رايتس السابقة سارة ليا ويتسون قائلة، بدلا من أن تقوم حكومة المملكة بالتفاهم مع الحويطات والمجتمع المحلى في منطقة نيوم، تعاملت معهم كما تتعامل مع الأشياء التي يجب التخلص منها من أجل الغد، فتخلصت من أهالي المنطقة لكي يحل محلها مستوطنون جدد، إن الحكومة وللأسف تريد الأرض لا تريد الشعب، المهم أن تقيم مدينة عالمية على أراضي المملكة لكن بلا مواطنين أصلين.
في ذات السياق قال الباحث القانوني عبد الله العودة: إن ما يحدث مع أهالي نيوم ليس له هدف سوى التأكيد على أن بن سلمان قادر على قهر كل من يرفض أوامره حتى ولو بالقتل أو السجن أو التهجير.
ارسال التعليق