هذا ما جناه آل سعود على الشعب.. تجهيل وإفقار وجريمة.. والتغيير قاب قوسين أو أدنى
بقلم: فيصل التويجري
في الوقت الذي تعيش فيه الطغمة الحاكمة في قصر اليمامة وباقي قصور آل سعود المنتشرة من شمال المملكة إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها حياة البذخ والترف، يحل رمضان هذا العام على السعوديين مختلفًا عن باقي الأعوام، فالسعوديين الذين اعتادوا قضاء هذا الشهر في بحبوحة وراحة؛ بات ضيف هذا العام ثقيلًا عليهم، فأوضاعهم المعيشية ونتيجة تسلط آل سعود على مُقدراتهم باتت في أسوء حالٍ لها، وبات عدد كبير من السعوديين يطرقون أبواب المُحسنين علّهم يجدون عندهم ما يسدون به رمق أبنائهم، خصوصًا في جنوب الرياض التي تُعتبر المنطقة الأسوء ليس في السعودية وحسب، بل ربما في الشرق الأوسط.
وفي أسباب الحالة التي وصل إليها السعوديون اليوم؛ تبرز عدّة أسباب لعلّ أبرزها (داخلياً) هي الضرائب التي فرضها محمد بن سلمان على السعوديين بعد أن أفرغ خزائن المملكة في جيوب الضامن الأمريكي للعرش السعودي، ومن نتائج هذه الضريبة أنّ عددًا كبيرًا من السعوديين بات يخشون شراء حتى المواد الأساسية التي تلزمهم، وأكثر من ذلك أن اكتفى عددٌ كبير منهم بما تقدمه الجمعيات الخيرية أو المُحسنين الذين يتصدقون عليهم.
ويرى خبراء فضّلوا عدم ذكر اسمهم أنّ الضريبة التي فرضها ابن سلمان زادت من ضعف القوة الشرائية للمواطن السعودي وضاعفت من معاناته نتيجة تبديد الأموال السعودية على المغامرات غير المحسوبة للأمير المتهور، الامر الذي انعكس سلبا على الأسواق التي باتت تعاني من ركود لم تشهده من قبل، وفي الوقت نفسه فإنّ عدد من التجار كانوا بانتظار زيادة دخل المواطنين السعوديين الأمر الذي يؤدي إلى زيادة القوة الشرائية لهم وبالتالي إنعاش الأسواق، غير أنّ إصرار آل سعود على إفقار الشعب وحرمانه من أبسط حقوقه ضاعفت من معاناة السعوديين التي تُعتبر بلادهم الأغنى في العالم، وليتحول عدد كبير منهم إلى متسولين على أبواب مؤسسة الضمان الاجتماعي علّها تستطيع نشلهم من الحالة السيّئة التي يعيشونها.
أما خارجيًا فإنّ المغامرات السعودية المنتشرة بكافة بقاع الأرض أرخت بظلالها على الحالة المعيشية للمواطن السعودي، فالحرب على اليمن مثلًا تُكلف الخزينة السعودية يوميًا عشرات الملايين من الدولارات والتي تُدفع من جيب المواطن السعودي، أما شمالًا فالحال ليس بأفضل، حيث يُغدق آل سعود الملايين على أزلامهم مما يُعرف بالمعارضة السورية، وفي مصر فالجميع بات يُدرك أنّ ما قدمته السعودية للجنرال المصري هو سبب بقائه حتى اليوم في الحكم بعد الإنقلاب العسكري الذي قام به، ناهيك عن تراجع أسعار النفط عالميًا الأمر الذي حدا بآل سعود إلى اللجوء إلى جيوب المواطنين السعوديين لتعويض هذا النقص في الأموال.
ونتيجة كلّ ما سبق؛ بات السعوديون يرون وبأمِّ أعينهم ارتفاع معدل البطالة بين الشباب السعودي على الرغم من كافة الشعارات التي تُطالب "بسعودة الوظائف" بالإضافة إلى ارتفاع معدل الجريمة في جميع أنحاء المملكة، الأمر الذي نتج عنه وجود قضايا ومظالم كثيرة، غير أنّ حل هذه القضايا أصبح من شبه المستحيل، فأيّ سعودي يعرف أنّه يستطيع رفع مظلمته مباشرة إلى الأمراء، غير أنّهم باتوا متيقنين من أنّ هذا الإجراء ما هو إلا من باب الدعاية التي يعتمدها آل سعود، فقلّة هم الذين تمكّنوا من الوصول إلى حقوقهم بعد مضي عقود على رفعها أمام ما يُعرف بالـ "أمارة" وهي المنتشرة في كافة محافظات المملكة، غير أنّ هذا الأمر وباعتراف الجميع تحول إلى أمر غير عملي، وذلك بسبب انتشار الفقر والبطالة والجريمة.
وبالعودة إلى لبّ الموضوع الأصلي فإنّ الحالة التي يعيشها السعوديون اليوم وهم على أبواب شهر رمضان المبارك ليس الفقر وحسب فالمملكة من أغنى دول العالم، غير أنّ سياسة الإفقار والتجهيل الممنهج التي اتخذها آل سعود هي السبب في ذلك، وذلك لإشغال "الرعيّة" عن المطالبة بحقوقهم في الديموقراطية والمساواة، إذ يأمل آل سعود من هذه السياسة أن ينشغل الشعب بالبحث عن لقمة عيشهم ولا يجدون وقتًا للحديث أو البحث بأيِّ أمورٍ أخرى.
وفي النهاية لا بدّ من التأكيد على أنّ إجراءات آل سعود لن تنجح، إذ بتنا نسمع اليوم العديد من المطالبات من قبل السعوديون العاديون بتوزيع أكثر عدلًا للثروة وبمشاركة أكبر في الحكم، وفي ظل تسلط آل سعود على الإثنين "الثروة والحكم" فإن فرصة التغيير باتت قاب قوسين أو أدنى في المملكة التي تنتظر من ينتشلها من حكم هذه العائلة.
ارسال التعليق