عراقيل السعودية أمام القطريين تسييس للحج
أبدى مواطنون ومقاولون قطريون استغرابهم من التصريحات التي يطلقها المسؤولون السعوديون بين الحين والآخر عن رفض السعودية تسييس الحج أو تدويله، لافتين إلى أن ما تقوم به السلطات السعودية بحق المواطنين القطريين الراغبين في أداء الفريضة وما تضعه أمامهم من عقبات وعراقيل هو تسييس واضح مع سبق الإصرار والترصّد للحج. وتفاعل مغرّدون قطريون ومسلمون من شتى بقاع الأرض مع وسم # لم _ نستطع _ إليه سبيلاً، حيث انتقد المغرّدون تسييس السعودية للحج وحرمان الحجاج القطريين من أداء الفريضة للعام الثالث على التوالي. وأكد مواطنون ومقاولون ل الراية أن الإسلام عندما فرض فريضة الحج على المسلم وضع معياراً محدداً وهو «من استطاع إليه سبيلاً» ولكن السلطات السعودية وضعت معايير جديدة على حجاج قطر دوناً عن غيرهم من بقية حجاج العالم الإسلامي؛ ما يعتبر تعطيلاً لركن من أركان الإسلام وهو الحج، لافتين إلى أن قطر ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول بما فيها السعودية ولكن يتعيّن على السلطات هناك أن تتعامل مع الشعائر الدينية وفقاً لمعايير إسلامية بحتة وليس تبعاً للخلافات والمواقف السياسيّة بينها وبين الدول الأخرى. ودعوا إلى إزالة كافة العراقيل أمام المواطنين القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج، مؤكدين أن من حق القطريين أن تكون لديهم بعثة رسمية تمثلهم وخطوط طيران مباشرة تنقلهم إلى الأراضي المقدسة أسوة بغيرهم من حجاج العالم، مستنكرين قيام السلطات السعودية بوضع شروط أو قيود على الحاج أو المعتمر القطري دون غيره من حجاج العالم. وأكدوا أن العراقيل التي تضعها السعودية أمام الحجاج القطريين ليست سوى عملية ضغط نفسي هدفها شق وحدة صف الشعب القطري وهو هدف خبيث وبعيد المنال ولن تنجح السلطات السعوديّة في تحقيقه مهما فعلت.
السعودية تتعامل بازدواجية مع الحجاج
قال حمد الشهواني صاحب حملة القدس إن ما تضعه السلطات السعودية من عراقيل أمام المواطنين القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج هدفها شق وحدة الصف بين الشعب القطري وقيادته وهو هدف خبيث وبعيد المنال ولن تنجح السلطات السعودية في تحقيقه أبداً مهما فعلت، مؤكداً أن هناك دولاً على خلافات سياسية مع السعودية لدرجة أنهم يتخذون من تعاملنا مع هذه الدول مبرراً للحصار المفروض علينا ومع ذلك فإنهم منحوا هذه الدول زيادة في الأعداد أكثر من تلك التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر العالم الإسلامي واستقبلوا حجاجهم بالترحاب الشديد ويعتزمون السماح لمذيعين من هذه الدول بالمشاركة في تغطية مناسك الحج التي يتم نقلها عبر التليفزيون السعودي. وأضاف: لماذا هذه الازدواجية التي تتعامل بها السلطات السعودية مع حجاج قطر ؟ إذ أنها في الوقت الذي تتهمنا فيه بالتعامل مع هذه الدول تستقبل هي حجاجها بكل الترحاب وتغدق عليهم بالامتيازات، ألسنا جميعاً مسلمين؟! وتابع: إتاحة الفرصة أمام المواطن القطري الراغب في أداء الفريضة بحرية أسوة بغيره من حجاج دول العالم ضرورة ووجود بعثة رسمية ترافق حجاج الدولة ضرورة ونتمنى أن ننحي الخلافات السياسيّة بين الدول جانباً لأننا نتكلم عن شعائر دينيّة بل هي ركن من أركان الإسلام الخمس.
السعودية تنظم الحج وفقاً لمعاييرها الخاصة
قال هارون الجسيمان: المعايير التي تضعها السعودية للحج مرفوضة تماماً فهم يريدون تنظيمه وفقاً للمعايير الخاصّة بهم مع أن الإسلام عندما فرضه على المسلم وضع معياراً محدداً وهو «من استطاع إليه سبيلا»، ولكن أن تأتي السلطات السعودية وتضع شروطاً وقيوداً على الحجّاج من وحي تفكير المسؤولين فيها فهذا غير مقبول ووقف لركن من أركان الإسلام.
وأضاف: أتمنى أن ترتقي السعودية إلى مستوى أعلى من ذلك وأن تضع إجراءات تنظيميّة تساعد على دخول الحجاج من جميع باقي الدول ووصولهم إلى الأماكن المقدسة بكل يسر وسهولة وليس أن تضع عليهم قيوداً تمنع دخول الحجاج من أي دولة من دول العالم وليس قطر فحسب ولا أرى أن هناك أي سبب يدعو السعودية لأن تفعل ذلك.
وتابع: مع الأسف الإعلام السعودي يخرج علينا بين الحين والآخر ويزعم أن قطر تريد تدويل الحج وهذا لم ولن يحدث على الإطلاق لأن قطر لا تقبل المساس بالسعودية بأي شكل من الأشكال كما أنها ترفض التدخل في شؤونها أو الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى ولكن في نفس الوقت يتعيّن على الجهات المعنيّة في السعودية التعامل مع موضوع الحج وفقاً لمعايير إسلامية متفق عليها بين جميع الدول الإسلامية وليس تبعاً لمواقف سياسية معينة، وعلى ذلك فإنه يتوجب أن يتم السماح للقطريين الراغبين في أداء الفريضة بسهولة ويسر أسوة بإخوانهم المسلمين من مختلف دول العالم ولا يجوز تحت أي بند أن يتم وضع شروط أو قيود على الحاج أو المعتمر القطري.
وأكد أنه لا يجوز لأي دولة تحتضن الأماكن المقدسة أن تضع شروطاً لأداء الشعائر وفقاً لمعاييرها الخاصّة ولكن المعايير ينبغي أن تكون نابعة من الشريعة، ولفت إلى أن المواطن القطري لديه الرغبة والإمكانية في أداء الحج ولكن الاستطاعة لم تعد في يده بل باتت في يد المسؤولين في السعودية، الأمر الذي قد يجعل فرصة أداء الفريضة تضيع عليه، فمن الذي يتحمل وزر ذلك؟، مؤكداً أن العراقيل التي تمّ وضعها على الحجاج القطريين حوّلت الحج من قضية دينية إلى مشروع سياسي وهذا غير جائز مهما ساق المسؤولون السعوديون من مبرّرات.
عدم ربط الخلافات السياسية بالشعائر الدينية أكد هتمي مبارك الهتمي أنه عندما يتم منع القطريين من أداء فريضة الحج بحرية ووضع العراقيل أمامهم على وجه التحديد دون غيرهم من بقية حجاج العالم فهذا تسييس واضح مع سبق الإصرار والترصد، على الرغم من أنه ينبغي علينا أن ننحي الخلافات السياسية جانباً عندما يتعلق الأمر بقضية أو شعيرة دينية، وأوضح أنه ليس معنى أنه حدث خلاف سياسي بين الدول أن يتم التضييق على المواطنين والحيلولة دون تمكينهم من أداء شعائرهم الدينية بحرية مثل بقية المسلمين من شتى بقاع العالم لأن هذا بيت الله الحرام وليس بيت السعودية. وأضاف: لقد قامت السعودية منذ أيام باستقبال حجاج إحدى الدول بالورود على الرغم من أن بينها وبين دولتهم خلافات سياسية عميقة، كما قامت بمنح تلك الدولة أعداداً إضافية تفوق الحصص المقررة لها، وتفانى المسؤولون بها في تقديم مختلف التيسيرات لحجاج هذه الدولة ولم تقم السعودية بمنع طيران بلادهم من التحليق في أجوائها أو تحظر عليهم وجود بعثة رسمية، فلماذا تفعل السلطات السعودية ذلك مع قطر وحجاجها؟ وأكد أن الشعب القطري شعب واعٍ وهو يدرك تماماً الأهداف التي ترمي إليها السلطات السعودية من وراء القيود التي تضعها أمامهم، كما أنهم يدركون حقيقة ومغزى التصريحات التي يطلقها المسؤولون السعوديون كل عام خلال موسم الحج والتبريرات التي تُساق عبر وسائل الإعلام. وأوضح الهتمي أن هذه التصريحات هدفها الرد على الضغوط الدوليّة التي تمارسها المنظمات الحقوقية العالميّة عليهم، كما أنها تستهدف الرأي العام في السعودية وإيهامه بأن قطر هي التي تمنع الحجاج، ولفت إلى أن الشعب القطري لا ينطلي عليه ذلك وهو يدرك أنه غير مسموح لطيران بلاده بالتحليق في الأجواء السعودية، كما أنه يعلم أن المنافذ الحدودية لبلاده مغلقة بأمر السلطات السعودية وأن عملته لا تصلح للاستخدام في السعودية وكذلك البطاقات البنكيّة وفضلاً عن ذلك فإنه غير مسموح لهم بوجود بعثة رسميّة معهم، وقال إن السعودية سمحت للعرب الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية بالدخول بحريّة لأداء فريضة الحج ومع ذلك تواصل وضع العراقيل أمام الحجاج القطريين.
ارسال التعليق