ماذا لو فجّر 5000 سعودي أنفسهم في أمريكا
مشروع القانون الذي يعكف على اعداده البرلمان العراقي لتجريم نظام ال سعود على تفجير 5000 انتحاري سعودي انفسهم في العراق، يعتبر خطوة على الطريق الصحيح، لردع نظام ال سعود عن الايغال بدماء العراقيين، والقصاص من المجرمين الذين استباحوا العراق واسترخصوا دماء ابنائه، ولتحقيق العدالة للضحايا وتعويض ذويهم.
لا يحتاج البرلمان العراقي لاقرار مشروع قانون تجريم سلطات ال سعود على جرائمها في العراق منذ عام 2003 والى اليوم، ان يبذل جهدا كبيرا من اجل جمع الوثائق والادلة التي تؤكد التورط المباشر لنظام ال سعود في الفظائع التي ارتكبتها القاعدة و "داعش" في العراق، فهناك الالاف من التسجيلات بالصوت والصورة لكبار مشايخ الوهابية المقريبين من نظام ال سعود، يكفرون جهارا نهارا العراقيين ويفتون بضرورة الجهاد في العراق للقضاء على "الروافض" و"المشركين" الشيعة.
رئيس وزراء العراق السابق حيدر العبادي اعلن في تاريخ 18 تشرين الاول اكتوبر عام 2016 رسميا، وفي معرض رده على تصريحات وزير الخارجية السعودي حينها عادل الجبير، إن "السعودية أقرت سابقا بأن خمسة آلاف إرهابي سعودي فجروا أنفسهم في العراق"، مستغربا تمسك نظام ال سعود بنهجه الطائفي ازاء العراق.
ردة فعل العبادي تلك جاءت بالتحديد ازاء تصريح ادلي به الجبير في 13 تشرين الاول اكتوبر 2016 ، تفوح منه رائحة طائفية مقززة، عندما إنتصر لعصابات "داعش" وحرض في المقابل وبشكل فج على الحشد الشعبي العراقي عندما "حذر" من حدوث "كارثة" في حال مشاركة الحشد الشعبي بمعركة تحرير الموصل، متهما الحشد بأنه "ميليشيا طائفية مدعومة من إيران"!!.
في اليوم التالي اي 14 تشرين الاول اكتوبر، ردت وزارة الخارجية العراقية على تصريحات الجبير الطائفية بالقول ان "لا قيمة لها"، وشددت على ان العراق لا يهمه "أصوات المتباكين على داعش".
عندما نقول ان قانون تجريم السعودية، في حال اقراره من قبل البرلمان العراقي، سيحصن العراق مستقبلا امام حقد ال سعود والوهابية، لاننا نعلم ان هذا الحقد لا يقتصر على تفجير 5000 سعودي وهابي اجسادهم في العراق وازهاقهم ارواح مئات الالاف من العراقيين الابرياء، فهو حقد كان وما زال يأخذ اشكالا مختلفة، فجميعنا يتذكر صور العجلات العسكرية السعودية التي عثر عليها في محافظة صلاح الدين خلال معارك تحرير المناطق التي سيطرة عليها "داعش" في العراق، وكذلك صور العتاد والدواء والغذاء ذات المصدر السعودي والذي كان يصل بانتظام لعصابات "داعش" في العراق، ناهيك عن الدعم الاعلامي السعودي المكثف لـ"داعش"، عبر التهجم على الشيعة العراقيين الذي كان له الدور الابرز في هزيمة صنيعة السعودية وامريكا في العراق.
لا حاجة لجمع ادلة تثبت تورط ال سعود بصناعة وتمويل "داعش"، فهذا الاعلامي المعروف والمقرب من ال سعود داود الشريان، اتهم وفي بث مباشر من على شاشة التلفزيون السعودي الرسمي، مشايخ الوهابية بخداع الشباب السعودي للذهاب الى العراق وسوريا وتفجير انفسهم هناك تحت شعار "الجهاد".
اذا كانت امريكا تقر قوانين تلو القوانين لتجريم السعودية ومعاقبتها على دعمها للارهاب، وحلبت خزينة السعودي بسبب تفجير 15 سعوديا انفسهم في أمريكا، ترى لماذا يجب ان يسكت العراقيون على تفجير 5000 سعودي انفسهم في العراق؟، وكم يجب ان يدفع السعوديون من تعويضات للعراقيين؟ هذا متروك لنواب الشعب العراقي الذين اختارهم ذوي الضحايا الذين سقطوا في تفجيرات الانتحاريين السعوديين.
ارسال التعليق