التغيير

فضح فيديو متداول لتصريحات محمد بن سلمان إبان الحرب المعلنة من المملكة والإمارات على اليمن. ونشرت صفحة “قبل وبعد” الشهيرة مقطع فيديو تسبب بإحراج كبير لبن سلمان، بعد أن كشف حالة الفشل التي مُني بها في حربه التي أعلنها على اليمن منذ 5 سنوات وتوعد فيها باجتثاث أنصار الله.

وأظهر مقطع الفيديو في “تويتر” حديث محمد بن سلمان خلال عام 2017، معقباً على الحرب مع أنصار الله قائلاً ما نصّه: “نستطيع أن نجتث أنصار الله وصالح في أيام قليلة، نستطيع حشد القوات البرية وفي أيام قليلة نستطيع اجتثاث مناطق و15 بالمائة الباقية تحت سيطرة أنصار الله وعبدالله صالح”.

وتابع: “الوقت من صالحنا، النفس الطويل من صالحنا، نحن لدينا الإمداد لدينا كل اللوجستيات المطلوبة ولدينا المعنوية العالية، والعدو ليس لديه الأموال ولا الإمداد ولا الأموال”.واستمر المقطع الذي وثق فشل بن سلمان، مظهراً الموقف الفعلي بعد ثلاثة سنوات من تصريحاته، وذلك عبر لسان وزير الخارجية فيصل بن فرحان، والذي ناشد المجتمع الدولي بالمساهمة الفعالة لوقف اعتداءات أنصار الله المتكررة على المملكة بالدرونز والطائرات المسيرة.

وكشف الكاتب في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية برادلي هوب، النقاب عن معلومات جديدة حول بدء نظام آل سعود حرب اليمن عام 2015، وأن محمد بن سلمان اتخاذ القرار بذلك دون علم أحد.

وأفصح الكاتب هوب في كتابه الجديد “الدم والنفط .. البحث القاسي لمحمد بن سلمان عن القوة العالمية” عن معلومات جديدة حول حرب اليمن والتعديلات الدرامية التي شهدها هيكل الحكم في المملكة ، بالتزامن مع صعود بن سلمان.

وكشفت التفاصيل أنه بعد انطلاق الحملة العسكرية في حرب اليمن والتي عرفت باسم “عاصفة الحزم”، في مارس/آذار 2015، سافر “انتوني بلنكن”، كبير مستشاري المرشح الأمريكي “جو بايدن” إلى الرياض للقاء عدد من أصدقائه ومحاولة قراءة الموقف، وكان من بينهم محمد بن نايف.

وقال إن اللقاء جمع “بلنكن” مع “محمد بن نايف” الذى وصف حرب اليمن بأنها “رهان خاسرة”، بالرغم من محاولته تفادي الحديث عنها صراحة، وكان يبدو أن “بن نايف” لم يعلم شيئا عن تلك الحملة العسكرية.

وأوضح الكتاب أن هذه الرواية أكدها أيضا وزير الحرس الوطني “متعب بن عبدالله” لأحد زواره قائلا إن “محمد بن نايف” لم يعلم مسبقا بحرب اليمن، وأن هياكل الحكم في المملكة تتغير بشكل درامي.

وروى الكتاب موقفا حدث بين السفير الأمريكي في الرياض، ومحمد بن سلمان بعد إقالة الأمير “مقرن بن عبدالعزيز” من ولاية العهد في المملكة، في أبريل/نيسان 2015، حيث سأل السفير الأمريكي “بن سلمان”، حينها، عمن يكون الملك القادم للمملكة، فقال الأخير له: “لكل ملك ولي عهد هو الذي يتولى الحكم”، في اشارة إلى “بن نايف”.

لكن الكتاب يؤكد أن ذلك خالف ما يجري على الأرض، حتى الانتهاء إلى الإطاحة بـ”بن نايف” نفسه في 2017، وتولي “بن سلمان” ولاية عهد آل سعود.

ويشهد اليمن للعام السادس، قتالا عنيفا بين القوات الحكومية التي يدعمها منذ مارس/آذار 2015، تحالف عربي بقيادة المملكة، و أنصار الله، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

ولم يحافظ التحالف على تماسكه، بل خسر محافظات عديدة أمام أنصار الله، بينما انشغلت المملكة والإمارات بنهب النفط اليمني والسيطرة على موانئ البلاد المنهكة بالحرب.

وخلّفت الحرب أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ بات أكثر من 80% من سكان اليمن يعتمدون على مساعدات للبقاء على قيد الحياة.