بلومبيرغ: البرغر التركي يتحول إلى يوناني في السعودية
التغيير
نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، تقريرا تحدثت فيه عن الحملة في المملكة لمقاطعة المنتجات التركية.
وقالت الوكالة في التقرير الذي ترجمته "التغيير": "ساندويش البرجر التركي بالمملكة ، وقع في عاصفة جيوسياسية، رغم أنه لم يكن فيه شيء تركي إلا علامته التجارية (طربوش عثماني تحت شارب عريض أسود)".
وأشارت إلى أنه "خلال الأسبوع الجاري تصاعدت التوترات بين تركيا والمملكة ، وأعلنت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة في المملكة ، أنها بصدد استبدال شريحة اللحم البقرية بأخرى يونانية مماثلة لها، ما أدى إلى خفض سعر الوجبة".
وطمأن محمود بسيوني وهو موظف لدى "هرفي" بأن "الطعم نفسه، وما تغير هو الاسم فقط".
وتوضح الوكالة أن هذا التغيير المفاجئ لقائمة الطعام، علامة تدل على مدى سرعة تدهور الخلاف السياسي بين قوتين إقليميتين، وتحول الأمر إلى معركة على التجارة، وتضرب علامات تجارية عالمية مثل مانجو، لافتة إلى أن العلاقات متوترة بين البلدين منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، إلى جانب عوامل أخرى.
وقال رجال أعمال أتراك؛ إن المملكة تعيق عملية دخول بضائعهم، وهو ما تنفيه الحكومة في المملكة، وفق ما أوردته "بلومبيرغ".
وذكرت أنه "بعد فترة وجيزة، دعا رئيس الغرف التجارية في المملكة عجلان العجلان إلى مقاطعة كل ما هو تركي قائلا: مسؤولية كل مواطن التوقف عن استيراد المنتجات التركية أو الاستثمار في تركيا أو السفر إليها، بسبب العداء المستمر من الحكومة التركية لقادتنا وبلادنا".
وأثار المؤثرون المؤيدون للحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين لديهم ملايين المتابعين دعوات المقاطعة، وفجأة لم يصبح لدعوات المقاطعة هاشتاج فحسب، بل أصبح شعار.
وكتب سلمان الدوسري وهو كاتب مقرب من قيادة السلطات بموقع "تويتر": "المواطن الحقيقي لا ينتظر قرارا من الحكومة".
وتحتل المملكة المركز الخامس عشر من بين أكبر الأسواق التي يتم التصدير لها من تركيا، حيث بلغت المبيعات التركية من السجاد والمنسوجات والمواد الكيميائية والأثاث والحبوب، والحديد 1.91 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام.
وقال رئيس مجلس المصدرين الأتراك (TIM) إسماعيل غل؛ إن "المقاطعة شبه الرسمية" للمنتجات التركية في المملكة ، هي استخدام للتجارة كأداة لأغراض سياسية.
وأوضح غل قائلا: "مشاكلنا معروفة و المملكة سوق مهم لصادراتنا في قطاع الأحجار الطبيعية، ونعتبر مقاطعة المنتجات التركية في المملكة من بين أهم العوامل المؤثرة في عملنا هذا العام".
وخلال الأسبوعين الماضيين أعلنت سلسلة من الشركات في المملكة ، بما في ذلك أسواق عبدالله العثيم أنها ستتوقف عن استيراد المنتجات من تركيا.
وكان مخزون منتجات الألبان التركية لا يزال متاحا في آخر زيارة لدى أسواق التميمي في الرياض، إلا أن هذه السلسة أيضا انضمت للمقاطعة.
كما أعلنت شركة أزياء صغيرة عبر الإنترنت تبيع معظم المنتجات التركية أنها ستغلق تماما، بعد أقل من شهر على انطلاقها.
وصور المسؤولون ورجال الأعمال المقاطعة على أنها قرار عفوي من جانب المواطنيين في المملكة المحبطين منذ سنوات، مما يقولون بأنها مشاعر معادية للمملكة من تركيا.
ومع ذلك، فإنه في بلد لا يسمح بحرية التعبير ويتم التحكم بالعمل السياسي بشكل صارم، فمن غير المرجح أن تنتشر حملة على نطاق واسع دون موافقة رسمية أو دعم.
ويرى مراقبون أن المملكة تمتنع عن اتخاذ إجراء رسمي تجنبا للعقوبات التي يمكن أن تفرضها منظمة التجارة العالمية، في حال اتخاذ أي إجراء رسمي بهذا الشأن، لذا فهي تلجأ للضغط على مواطنيها في الداخل لوقف التعامل مع تركيا بشتى الطرق.
كما أن مدى تأثير المقاطعة خارج وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن واضحا، وقال عبدالله النعامي وهو يغادر فرع "هرفي" في العاصمة الرياض: " لم لا، قاطعنا الدنمارك في الماضي"، في إشارة إلى الجدل الذي دار عام 2006 حول الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من النبي محمد.
وكان نشطاء في المملكة ودول عربية أخرى ردوا على حملات مقاطعة البضائع التركية، بحملات ووسوم مضادة من قبيل الحملة الشعبية لدعم تركيا، وندد أصحاب هذا التوجه بما سموها "الحرب الاقتصادية" التي تشنها دول عربية ضد بلد مسلم، دَعَمَ قضايا الأمة.
ارسال التعليق