WP: قرار أمريكي ضد أنصار الله وتحذير من كارثة إنسانية باليمن
التغيير
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بصدد تصنيف أنصار الله باليمن منظمة "إرهابية"، محذرة من تداعيات القرار الخطيرة على الوضع الإنساني في اليمن، الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بسبب الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "التغيير" إن الأمم المتحدة حذرت من المخاطر الإنسانية، فيما يحضر المسؤولون الأمريكيون لوقف عملياتهم في اليمن.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة قدمت التماسا لإدارة دونالد ترامب هذا الأسبوع حول الكارثة الإنسانية المحتملة في اليمن، وذلك قبل القرار المتوقع بشأن تسمية أنصار الله بالحركة الإرهابية.
وقالت إن المسؤولين الأمريكيين سيقومون، بناء على القرار المرتقب، بوقف برنامج المساعدة للبلد بـ 700 مليون دولار.
وفي لقاء الثلاثاء الماضي بين بومبيو ومدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي، عبر فيه بيزلي عن قلقه العميق من آثار التصنيف، الذي يقول مطلعون إن وزير الخارجية مايك بومبيو يمكن أن ينتهي منه هذا الأسبوع.
وفي مقابلة مع الصحيفة، قال بيزلي: "يجب أن أحصل على غطاء ومرونة حيث سأعمل في هذا الجو الذي تتحكم فيه أنصار الله بالمنافذ على كل منطقة تقريبا".
وأصدر المسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة في الأسابيع القليلة الماضية سلسلة من التحذيرات حول إمكانية وضع أنصار الله على "قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية"، قائلين إنه سيؤدي إلى تدهور الأوضاع السيئة أصلا في اليمن، وتقليل كميات الدعم التي تنقذ حياة السكان وتخفض من مستوى التبادل التجاري والواردات إلى البلد.
وبعد خمسة أعوام من سيطرة أنصار الله على أجزاء واسعة من البلاد مع العاصمة ساعد التحالف الذي تقوده المملكة على مفاقمة المرض والجوع والمعاناة مما أسهم بتحويل الأزمة اليمنية لأسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وتضيف الصحيفة أن معاناة ملايين اليمنيين تتصادم الآن على ما يبدو مع رغبة إدارة ترامب بتوسيع سياساتها الصقورية ضد إيران. فبالإضافة لعقوبات جديدة ضد طهران يتوقع أن يعلن بومبيو عن قراره بالتصنيف "الإرهابي" لأنصار الله ، وقد تكون خطوة أقل من التصنيف الكامل للحركة بالإرهاب، حسب مسؤولين مطلعين.
وفي حالة استكمال القرار فسيعاقب التحرك الأمريكي أفرادا أو جماعات تتعامل مع أنصار الله بالعقوبات المالية، إلى جانب إمكانية توجيه عقوبات جنائية ضدهم، إلا إذا أمنوا استثناء من الحكومة الأمريكية.
وقال المسؤولون إنه ليس من الواضح إن كانت الإدارة الأمريكية ستصدر مع القرار إعفاءات تسمح لموظفي الحكومة الأمريكية وجماعات الإغاثة التي تمولها بمواصلة عملها.
ولو لم تكن هذه الإعفاءات جاهزة فسيتم وقف أو تعليق كل العمليات الأمريكية وتلك التي تمولها الولايات المتحدة.
وجهز المسؤولون رسالة طلبوا فيها من الموظفين التوقف والكف عن العمل. ورفض متحدث باسم الخارجية الأمريكية التعليق.
وتوقف النشاطات الإنسانية الأمريكية في اليمن بعد عام من تخفيض المساعدات يعني زيادة في مستويات الجوع، وذلك حسب بيانات حصلت عليها الصحيفة من الأمم المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أن مناطق في اليمن تعاني من حالة مجاعة لم تمر على السكان منذ سنين. وسيزيد عدد من يعانون من المجاعة إلى 47,000 شخص خلال الأشهر الستة المقبلة.
وقال بيزلي وهو حاكم سابق لساوث كارولينا إن بومبيو عبر عن قلقه على اليمنيين العاديين ونشاطات أنصار الله أيضا.
وقال المسؤول الأممي إنه أكد لبومبيو على أهمية توفير الإعفاءات للجماعات الإغاثية لمواصلة عملها في توفير المساعدات الإنسانية، وأضاف: "قلت له إنه وضع غير جيد ويزداد سوءا".
وتقول جماعات الإغاثة إن تصنيف أنصار الله كإرهابيين سيترك أثره على عملهم وتدفق المواد الطبية والإنسانية إلى البلاد. لأن أنصار الله وعلى خلاف الجماعات الأخرى يسيطرون على مناطق يعيش فيها نسبة 70 بالمئة من مجمل سكان اليمن، بما فيها العاصمة وموانئ بحرية مهمة.
وحذر مسؤولون سابقون وحاليون من ترك التحرك الأمريكي آثارا غير محسوبة بمنع شركات الشحن التجاري والتأمين من العمل في اليمن، خشية معاقبتها بناء على القانون الأمريكي. ولن تشمل الإعفاءات الأولى الجماعات غير الأمريكية مما يجعل بقية الجماعات الإنسانية في حالة غامضة.
ورغم محاولات تقديم الإعفاءات إلا أن تصنيفات سابقة تركت آثارا درامية وخفضت من معدلات المواد الغذائية والدوائية كما في الصومال قبل عقد تقريبا.
ولكن بيزلي يرى أن الوضع في اليمن أكثر تعقيدا منه في الصومال، لأن اليمن يعتمد بشكل كامل على الموارد الخارجية، ولأن أنصار الله يسيطرون على معظم البنى التحتية في اليمن وهي نقطة أشار إليها بومبيو.
وخفضت الولايات المتحدة مساعداتها هذا العام والتي وصلت عام 2019 إلى 700 مليون دولار وذلك بسبب القيود التي تمارسها أنصار الله على مناطقها.
وعبر مسؤولون بارزون من صندوق الطفولة العالمي (يونيسيف) عن نفس القلق في حواراتهم مع الخارجية الأمريكية وأن هناك أكثر من 12 مليون طفل في حاجة للمساعدات الإنسانية.
وقال كريستوفر تيدي، المتحدث باسم "اليونيسيف": "اليونيسيف سيكون قلقا حيال القرار الذي قد يعرض حياة فرقنا وجهودهم لمساعدة الأطفال المحتاجين وعائلاتهم للخطر".
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن حركة "أنصار الله" تحصل على دعم إيراني بما في ذلك أسلحة وصواريخ استخدمت لضرب الجارة الشمالية وحليفة أمريكا " المملكة ". وفي الوقت نفسه حمل التحالف الذي تقوده المملكة مسؤولية وفاة آلاف المدنيين في اليمن جراء الغارات التي شنت ضد أنصار الله. وخفضت الولايات المتحدة، التي كانت توفر الوقود للمقاتلات التابعة للتحالف وهي في الجو، من دعمها للتحالف تدريجيا.
ارسال التعليق