هل ستبقى حرب السعودية على اليمن 20 سنةً كما حصل في أفغانستان؟
قالت مجلة “نيو ريبابليك” الأمريكية إن دعم واشنطن لكلٍ من السعودية والإمارات يُطيل أمد حربهما على اليمن التي أودت بحياة نحو 370 ألف يمني.
وتطرقت المجلة إلى مصادرة سفينة أواخر العام الماضي، زعمت الولايات المتحدة أنها كانت تنقل أسلحة للحوثيين، وكُشف لاحقًا أنها تضم 1400 بندقية و266 ألف طلقة نارية، متسائلةً عن قيمة تلك الأسلحة الخفيفة أمام صفقة أسلحة من واشنطن إلى الرياض قبل حدث السفينة بقيمة 650 مليون دولار، فيما تهكمت المجلة بالتساؤل: “هل هذه الصفقة ستقود إلى إنهاء الحرب”؟
وتقول المجلة إنه بالنظر إلى مخاوف الإدارة الأمريكية من أن سقوط مأرب في أيدي الحوثيين من شأنه أن يتسبب في معاناة إنسانية هائلة؛ يتوقع المرء أن يدين البيت الأبيض بشدة مذبحة محمد بن سلمان في قصفٍ شنته طائرات التحالف مع نهاية العام الماضي؛ وبدلاً من ذلك، أدانت وزارة الخارجية بشدة “الهجوم المروع” الذي شنه الحوثيون عبر الحدود على محافظة جيزان السعودية، لكنها لم تقل شيئًا عن قصف السعوديين لصنعاء وهجمات التحالف المستمرة.
وقالت المجلة إن الأمر بدا واضحًا؛ فعلى الرغم من وعد بايدن بإنهاء الحرب في اليمن وتعهده بجعل النظام السعودي “يدفع الثمن، وجعله منبوذًا”، فقد عاد مرة أخرى إلى دور أمريكا المهيمن في الشرق الأوسط وهو الانحياز إلى جانب، وجعل أمريكا طرف في الصراعات لتبيع المزيد من الأسلحة وتقوض حقوق الإنسان.
وأشارت إلى أنه بدلاً من السعي وراء المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال عدم التورط في خصومات شركاء واشنطن، وتقليل بصمتها العسكرية، وإنهاء حروبها التي لا نهاية لها هناك؛ فإن بايدن يتبع مرة أخرى مصالح السعودية والإمارات.
وتنقل المجلة عن موظفي مجلس الشيوخ الديمقراطيين أن استراتيجية البيت الأبيض هي تزويد المملكة بدعم واسع النطاق الآن، على أمل أن يمنح السعودية زخمًا في الحرب في الأشهر القليلة المقبلة، وعند هذه النقطة سيوافق محمد بن سلمان على إنهاء الحرب بدون فقدان ماء وجهه.
لكن لا يوجد سبب للثقة في مثل هذه المقامرة لصالح “الديكتاتور السعودي”- تقول المجلة؛ فحتى لو كان محمد بن سلمان زعيمًا حذرًا وحكيمًا، فسيكون من التهور توقع أن الحرب ستهدأ إذا تجاوزنا منعطفًا آخر.
ويَعِدُ الجيش الأمريكي القادة السياسيين في واشنطن أن الحرب على وشك الانتهاء وأنهم سيحتاجون فقط إلى مزيد من الوقت، وقليل من الموارد الإضافية، وأن الولايات المتحدة – أو شركائها – إما ستنتصر أو تكون في وضع يسمح لها بالتفاوض على السلام، “لكن بدلاً من إنهاء الحرب، فإن التفكير بإعطاء الحرب “أشهر قليلة أخرى” جعل الحروب لا نهاية لها، وهذا ما قاله القادة العسكريون للقادة في واشنطن بشأن أفغانستان ، فبعد فترة وجيزة من بدء الحرب على أفغانستان استغرقت “شهرين إضافيين” ثم استمرت 20 سنة أخرى.
يُذكر أن ترامب وإدارة بايدن أقرّا أخيرًا أن الحرب في أفغانستان كانت بلا جدوى ، كما صرح بايدن في أبريل 2021: “لا أحد يريد أن يقول إننا يجب أن نكون في أفغانستان إلى الأبد، لكنهم يصرون على أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للمغادرة، إذن متى ستكون اللحظة المناسبة للمغادرة؟ سنة أخرى؟ عامين آخرين؟ 10 سنوات أخرى؟- تتساءل المجلة.
ومع ذلك، في اليمن يبدو أن بايدن يحافظ على نفس المنطق الخاطئ الذي أبقى الولايات المتحدة غارقة في أفغانستان لمدة 20 سنة، فالوضع على الأرض في اليمن سيتغير إلى الأسوأ؛ فالمزيد من المدنيين يلقون حتفهم سواء بسبب القصف أو المرض أو الجوع.
ارسال التعليق