ابن سلمان يتصرف كـشاه إيران.. فهل يعلم ماذا حل بهذا الشاه
عقبت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على إمكانية عقد لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن مع ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان.
وقالت الصحيفة إنه إذا عقد اللقاء فإنه سيتبع خطى كارتر عندما اضطر للقاء شاه إيران في 1977 لخفض أسعار النفط أيضًا.وأشارت إلى أنه “يبدو أن الشاه كان مثل ابن سلمان؛ ملكًا غير منتخب، وله انتهاكات في حقوق الإنسان”.
وأضافت: “هل يعلم ولي عهد السعودية ماذا حل بالشاه؟”.
كما قالت صحيفة “Economic Times” الهندية إن ابن سلمان قلب الأعراف والتوقعات الثقافية في البلد الخليجي.
وذكرت أنه بات يعيد كتابة الرواية الوطنية، ويهمّش دور الإسلام ويروّج للقومية السعودية وتاريخ والعائلة المالكة فقط.
وبينت أن التحولات الدراماتيكية الجارية في السعودية تتشابه مع التحولات التي فرضها شاه إيران على المجتمع الإيراني.
القومية السعودية:
وأوضحت الصحيفة أنه لذلك تُطلق التحولات ثورات لن يكون ابن سلمان قادرًا على احتوائها، حتى مع سلطته المركزية وقمعه الوحشي للمعارضين”.
وأكدت أنه يقامر في سياسته الجديدة بتغيير المملكة بشكل جذري ثقافياً واقتصادياً.
وأشارت إلى أنه يسعى لتركيز القوة والسلطة بين يديه، وتعتبر واحدة من أكثر المخاطر السياسية التي تمر بها السعودية.
تغييرات السعودية:
كما اتهم موقع “ميدل ايست آي” ابن سلمان بالمخاطرة في إعادة كتابة التاريخ السعودي وتحويلها لتمجيد قاعدة آل سعود الضيقة للشرعية.
وقال الموقع الشهير إن هذا التمجيد سيواجه ردود فعل من مختلف المناطق التي تشكل السعودية.
وأشار إلى أن “السعودية تبدو بحالة تقلب مستمر، فهي تعيد اختراع ماضيها باستمرار”.
اليوم الوطني في السعودية:
وذكر الموقع أن ابن سلمان أعلن مؤخرا فجأة عن يوم التأسيس الجديد، وحدد التاريخ “التعسفي” 22/2/2022 للاحتفال به لأول مرة.
وأوضح أن “ولي العهد يريدنا أن ننسى التاريخ القديم ونتذكر فقط مجد أسلافه بالدرعية”.
وقال إنهم يتذرعون وراء الإضافة للتقويم هو الادعاء بأن السعودية تأسست عام 1727.
وهو ذات العام الذي أصبح فيه جد بن سلمان، محمد بن سعود، أمير الدرعية.
والدرعية هي بلدة عربية مركزية صغيرة وغير مهمة في ذلك الوقت.
واليوم الوطني القديم في 23 سبتمبر، بمناسبة إنشاء المملكة في عام 1932.
وبات ذا أهمية ثانوية لأنه يشير فقط إلى الدولة الحديثة (90عامًا).
ويهدف يوم التأسيس الجديد إلى الاحتفال بطول عمر سلالة آل سعود.
بن سلمان يحرف التاريخ:
وحتى 22 فبراير من هذا العام، تبدأ الرواية التاريخية الرسمية للسعودية عادةً في عام 1744.
وهو التاريخ الذي أجرى فيه أمير الدرعية، محمد بن سعود، تحالفًا مع محمد بن عبد الوهاب، الداعية الوهابي الشهير، لتطهير الجزيرة العربية من “الكفر”!.
وتعهد الأمير والخطيب بدعم بعضهما البعض، حيث قدم الأول جيشًا من “المهتدين” لنشر الدعوة.
ووعد الثاني بالثروة والوفرة من فرض الزكاة (الضريبة الإسلامية) على الأراضي المحتلة، بعد الحروب التي شنها كلاهما.
وتهيمن على شبه الجزيرة العربية، وكان بداية لما يسمى بالدولة السعودية الأولى.
وتم تدمير هذه الدولة الأولى في عام 1818 تحت ضغط حاكم مصر آنذاك محمد علي وابنه إبراهيم باشا، اللذين غزا الجزيرة العربية لتخليصها من خطر القوات السعودية الوهابية.
ومع اقتراب هذه القوات من مكة، عطلت موسم الحج، وهاجمت القوافل، وقوضت السلطة العثمانية في المنطقة الحيوية من الحجاز.
التاريخ الأيديولوجي مكتوب في الوقت الحاضر وبالتالي فهو يعكس السياقات السياسية الحالية والقلق والتحديات.
وبحسب الموقع، فإنه الآن يريد ولي العهد السعودي من السعوديين أن ينسوا التاريخ القديم وأن يتذكروا فقط مجد أسلافه في الدرعية.
كم عدد أفراد العائلة الحاكمة:
ينتزع التاريخ الجديد من الوهابيين مساهمتهم السابقة في توطيد سلطة آل سعود. لكن من العدل أن نقول إنه لولا الوهابيين لكان آل سعود قد غرقوا في النسيان التاريخي.
وقال الموقع إن صعود وسقوط السلطة المركزية في شبه الجزيرة العربية متوطناً، وبدون قوة “الدين” وحماسة الوهابيين.
وأضاف: “لما كان آل سعود لينجحوا في السيطرة على الجزيرة العربية أسفرت المحاولة الأخيرة بأوائل القرن العشرين عن إنشاء الدولة الحديثة بعاصمة جديدة وهي الرياض”.
وبين أن إعادة اختراع التاريخ الحالية تعكس أزمة شرعية في السعودية.
ويريد ابن سلمان الخروج من أغلال الماضي التي أصابت سمعة البلاد وساهمت في صورتها السلبية كدولة متطرفة. إنه يريد أن يطالب أسلافه بالفضل والمجد لإنشاء الدولة.
ويكمل الموقع: “الوهابيون في رؤيته مجرد مصدر إزعاج، من بقايا الماضي، وتذكير بفترة مظلمة يريدنا جميعًا أن ننساها”.
ويتابع: “السعوديون مدعوون الآن للانخراط في فقدان الذاكرة التاريخي وتذكر فقط آل سعود. ولاؤهم للسلالة وليس لواعظها الأوائل وأتباعه الحاليين”.
ويشير إلى أن “إعادة كتابة التاريخ تأتي مصحوبة بالتوتر والتحديات”.
يوم التأسيس السعودي:
بينما يحول ابن سلمان الرواية التاريخية نحو تمجيد قاعدة آل سعود الضيقة للشرعية، فإنه سيواجه ردود فعل من مختلف المناطق التي تشكل السعودية.
وقال إن القومية المركزية من أعلى إلى أسفل لا بد أن تخلق شعورًا بالإقصاء، ليس فقط من الوهابيين، ولكن أيضًا من المساهمين الآخرين في مشروع الدولة السعودية.
ومع دور آل سعود فقط في قصة التأسيس، يمكن أن تندلع القومية الإقليمية للمطالبة بجزء من المجد حيث يريد الناس إعادة إثبات أنفسهم في تاريخ الدولة.
وذات يوم قد يحتاج بن سلمان إلى الوهابيين كما فعل أسلافه. قد يكافح من أجل الاعتماد على دعمهم بعد إذلالهم، واحتجاز الكثيرين منهم بشكل انتقائي، وإخراجهم الآن من التاريخ.
وقد تتردد المجموعات الإقليمية الأخرى في الاندفاع لإنقاذه لأنها لا تملك أي مصلحة في عالم لا يعترف بها حتى على أنها ركائز وطنية في تأسيس الدولة.
سيتم عزل آل سعود في نهاية المطاف في مواجهة الرؤى البديلة للماضي التي قد تندلع في وجوههم.
ولا شك أن المناطق المهمشة، والدعاة المنبوذين، والقوى الأخرى التي ساهمت في إنشاء الدولة ستكتب روايتها الخاصة التي يمكن على أساسها ظهور حركات انفصالية جديدة بسهولة للبحث عن تمثيل أو حتى فك الارتباط من مركز لا يعترف حتى هم.
وفي سعيه للاحتفال بطول عمر سلالة آل سعود – التي تم تحديدها الآن على أنها بدأت في عام 1727 – كشف محمد بن سلمان عن قلقه الراسخ.
وربما يعتقد أن الحكم الطويل يعني إلى الأبد.
لكننا نتعلم من التاريخ أن الشرعية وليس الاستمرارية هي ما يهم حقًا. استمرت الإمبراطورية الرومانية لنحو 500 عام، والعثمانية 600 عام، والبريطانية 400 عام. ما أدى إلى زوالهم هو فقدان الشرعية تحت ضغط الوعي التاريخي الجديد.
وأكد أنه “ربما يكون محمد بن سلمان قد سارع بهذه الخسارة لأنه اختار موعدًا عشوائيًا للاحتفال بصعود آل سعود إلى السلطة كقوة جبارة وحيدة مع استبعاد الآخرين”.
ارسال التعليق