السعودية بقرة أمريكا المفضلة
رغم ان الرئيس الامريكي جو بايدن، قال مرارا انه سيجعل السعودية منبوذة وسيعاقب محمد بن سلمان لقتله الصحفي جمال خاشقجي. ورغم انه مازال يكرر انه لن يلتقي بولي لعهد السعودي على انفراد، الا في اطار مؤتمر دولي يضم "أسرائيل" الى جانب الدول العربية المطبعة وتلك التي في طريقها الى التطبيع، الا ان ابن سلمان على أحر من الجمر لرؤية بايدن في الرياض.
الرضوخ بهذا الشكل الغريب امام امريكا، يبدو انه تقليد اعتاد عليه جميع ملوك السعودية، ولا يبدو انه مُحرج لهم، وليس سلمان وابنه بإستثناء، ولكن تصريحات بايدن بالامس والتي قال فيها: "أنا لست ذاهبا للاجتماع بمحمد بن سلمان، بل سأذهب لحضور اجتماع دولي وهو سيكون جزءا منه"، اعاد للاذهان كلام الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، القاسي والجارح وغير المألوف عن السعودية وملكها ، ولم يصدر عن زعماء السعودية اي ردة فعل ازاء الاهانات التي كان يوجهها ترامب بمناسبة و بدونها.
بايدن اعلن وبشكل علني انه يرفض عقد اي لقاء ثنائي مع ابن سلمان، رغم ان امريكا تمر بازمة ارتفاع اسعار البنزين التي سببتها المقاطعة الغربية للنفط والغاز الروسيين على خلفية ازمة اوكرانيا، ورغم ان امريكا بأمس الحاجة للسعودية، من اجل زيادة انتاجها النفطي، لخفض أسعار الطاقة. وكذلك لتكون حجر الاساس لـ"الناتو العربي الاسرائيلي" ضد ايران. كما يتوقع البعض ان تنتقل العلاقات السعودية "الاسرائيلية" من مرحلة الخفاء الى العلن، او بإعلان التطبيع بشكل رسمي.
رغم كل هذه الحاجات التي تتوقعها امريكا من السعودية، الا ان امريكا مازالت تبخل على ابن سلمان بلقاء ثنائي مع بايدن، او التقاط صورة تجمعهما لوحدهما دون شخص ثالث، لتثبيت شرعية ابن سلمان!!.
من الصعب جدا فهم العلاقة بين ال سعود وامريكا، فهي علاقة غير متوازنة بالمرة، ولا تتسق مع عناصر القوة التي لدى السعودية، مثل الثروات النفطية والغازية الضخمة، ولا مع المكانة التي تتبوأها السعودية في العالم الاسلامي، لإحتضان ارض جزيرة العرب لاقدس مقدسات المسلمين، الكعبة المشرفة ومثوى النبي الاكرم (ص) الا انها إرتأت ان تكون تابعا في فلك امريكا، تدور حولها دون ان تمتلك ارادة الخروج عن المدار الامريكي.
في المقابل هناك الكثر من الدول العالم الحرة، مثل كوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا وايران وفيتنام التي ترفض الهيمنة الامريكية، وتقارع عدوانيتها بكل صلابة، وعملت وتعمل على افشال مخططات الثنائي الامريكي الاسرائيلي ضد شعوب المنطقة ومصالحها، على مدى عقود من الزمن، عبر بث روح المقاومة لدى هذه الشعوب، ضد هذا الثنائي الارهابي.
رغم هذه مواقف هذه الدول الواضحة والصريحة، المؤيدة لحق الشعوب ، خاصة الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من الحصار والعقوبات المفروضة عليها، نراها اليوم تتفاوض مع دول تعتبر نفسها اقوى دول العالم، بندية، بهدف رفع الحظر المفروض عليها، الا انها ترفض ان تتفاوض بشكل مباشر مع امريكا، لانها تعتبر امريكا لا تستحق ان تتفاوض معها بشكل مباشر، لانها ناكثة للعهود والوعود والمواثيق، وحتى كتابة هذه السطور مازالت امريكا تتوسل هذه الدول للتفاوض معها مباشرة، ولكن دون جدوى.
اما السعودي، فهو يعد الايام حتى موعد مجيء بايدن، ليلتقط معه صورة، واللافت ان ثمن هذه الصورة سيكون تخليه عن مصالح الشعب السعودي، من خلال بيع نفطه بأرخص الاثمان، والتنازل عن القضية الفلسطينية، والتحالف مع "اسرائيل"، وتجنيد كل امكانيات السعودية والعرب من اجل "أمن اسرائيل"، وهو الهدف الذي اعلنه بايدن لزيارته.
الكارثة، هو ان يظهر بعض اشباه الرجال واشباه المحللين والخبراء، ودون ادنى حياء، على شاشات الفضائيات، وهم يشيدون بالسعودية، وسياستها الحكيمة، ومواقفها العروبية والاسلامية، ويجتهدون وبشكل مستميت من اجل تبرير ذيليتها لامريكا، وتشجيعها للتطبيع ووقوفها مع المطبعين، بل وحتى تمويلها للتحالف "السني الاسرائيلي". وفي المقابل تنتقد هذه الابواق الرخيصة دون خجل، حماس والجهاد الاسلامي ، لانها تعكر صفو "اسرائيل، كما تعكر صفو سطو امريكا على خيرات وثروات الامة.
ارسال التعليق