أعضاء في الكونغرس لبايدن: الجلوس مع القاتل بن سلمان خطأ كبير
عبّر أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي عن غضبهم بعد الإعلان الرسمي عن زيارة يجريها رئيس الولايات المتحدة جو بايدن "للسعودية" في يوليو/حزيران المقبل.
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيزور الشرق الأوسط في جولة خارجية من 13 إلى 16 يوليو، تبدأ بزيارة الكيان الصهيوني وفلسطين ثم "السعودية" في 15 و16 يوليو/ حزيران القادم.
وكانت قد شكلت الزيارة مثار جدل كبير منذ فترة طويلة، كونها تتعارض مع المبدأ الذي أقره بايدن خلال حملته الانتخابية بجعل "السعودية منبوذة" وذلك على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي وهي الجريمة المتورط فيها "ولي العهد" محمد بن سلمان.
ومع إعلان البيت الأبيض عن إجراء الزيارة، توالى التعبير عن الغضب من جرّاء تلك الخطوة، إذ قال عضو مجلس الشيوخ مانيو راجو: “لدي مخاوف حقيقية بشأن إصلاح العلاقات مع ابن سلمان، في ظل غياب بعض الالتزامات الحقيقية لتحقيق العدالة للمعارضين السياسيين في السعودية، والعائلات التي كانت بالفعل أهدافاً لحملة القمع المروعة”.
وعقّب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ديك ديوربين: “لدي مخاوف بشأن زيارة بايدن للسعودية. أعتقد أن الحكومة السعودية لا تشاركنا قيمنا، حادثة خاشقجي هي حادثة دولية ذات أبعاد تاريخية، لا يمكنني الالتفاف حولها”.
وأضاف: “إنها دعوة صعبة.. الحفاظ على خدمات الطاقة لحلفائنا وحلف شمال الأطلسي والقيام بشيء ما لزيادة إمدادات النفط في العالم وربما يؤدي ذلك إلى خفض أسعار البنزين. كل هذه الأشياء تأتي في الوقت المناسب وهي مهمة. لكنني آسف عليه أن يفعل ذلك مع السعوديين”.
وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا تيم كين، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لشبك “CNN“، إن الرحلة فكرة سيئة حقًا.
وتابع: “بقعة دمه لم تُطهر.. أنا أفهم أن الظروف تغيرت. ولكن ما هي القضية الأساسية في العالم الآن؟ إنها السلطوية … لا أعتقد أنك تذهب وتقول حسنًا، تغيرت الظروف، نجلس مع القاتل (بن سلمان) الذي قتل صحفيا يعيش في فرجينيا.. أعتقد أنه خطأ كبير”.
وصرّح الدبلوماسي الأمريكي الأسبق ألبيرتو ميغيل فيرنانديز: “هذا تنازل واضح من قبل بايدن بعد الأشياء الغبية التي قالها عن السعودية خلال الانتخابات وبداية إدارته لكن كلماته الناعمة هي بسبب التركيز الأمريكي على روسيا أكثر من الاحترام الفعلي”.
وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيكتيكت كريس مورفي، وهو عضو آخر في العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن لديه بعض المخاوف الحقيقية.
وعقب عن الزيارة: “أعتقد أنني بحاجة إلى سماع المزيد من الإدارة لفهم نوع الالتزامات التي حصلوا عليها من المملكة يغيرون طرقهم".
ونشرت شبكة “CNN” تقريرا حول الزيارة المفترضة تحت عنوان “ولي العهد السعودي يتغلب على الغضب الأخلاقي للولايات المتحدة بقليل من المساعدة من ارتفاع أسعار الغاز”.
الشبكة قالت إنه ليس هناك شك في أن بايدن يجري رحلته من أجل إقناع السعوديين بضخ المزيد من النفط الخام للمساعدة في تخفيف التأثير السياسي لأسعار البنزين الأميركية القياسية، وتأتي زيارته أيضًا في الوقت الذي تلوح فيه أزمة جديدة في الأفق مع خصم "السعودية" اللدود “إيران”، والتي قد تتجاوز قريبًا عتبة بناء قنبلة نووية.
وأضافت: لتهدئة الجدل، يصمم البيت الأبيض على زيارة بايدن إلى دولة وصفها بالمنبوذة بسبب مقتل خاشقجي الوحشي، والتي حددت المخابرات الأمريكية أن ولي العهد مسؤول عنها، كجزء من مبادرة سلام إقليمية، وسيشارك الرئيس في قمة مع دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق في جدة بعد زيارة إسرائيل لإبداء دعم العلاقات الدافئة للدولة اليهودية مع جيرانها العرب المناهضين لإيران”.
لكن سكرتيرة البيت الأبيض كارين جان بيير، قالت – بخصوص مقتل خاشقجي: “نحن لا نتغاضى عن أي سلوك حدث قبل تولي الرئيس منصبه”، مشيرة إلى أن بايدن أصدر تقريرا مستفيضا من مجتمع المخابرات بشأن مقتل الصحفي.
وأضافت: “لذلك، من المهم أيضًا التأكيد على أنه مع إعادة ضبط العلاقات، فإننا لا نتطلع إلى تمزيق العلاقات لكن قضايا حقوق الإنسان ومحادثات حقوق الإنسان، أمر يطرحه الرئيس مع العديد من القادة ويخطط للقيام بذلك”.
وهذا الأسبوع، أدلى بايدن بتصريح حول زيارته "للمملكة"، وقال إن التزامات "السعوديين" لا تتعلق بالطاقة بل تتعلق باجتماع كبير تستضيفه "السعودية" وهذا سبب الذهاب وتتعلق بالأمن القومي لـ"إسرائيل".
وكانت وسائل إعلام أمريكية و"إسرائيلية"، قد تحدّثت قبل أيام، عن أن تل أبيب تدرس طلبا "سعوديا" يتعلق بتغيير في وضع القوة متعددة الجنسيات في جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر. كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، بأن زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى تل ابيب منتصف يوليو، من المرتقب أن يتم الإعلان خلالها عن "تعاون أمني غير مسبوق بين إسرائيل والسعودي."
وأشارت الهيئة إلى أن هناك اتصالات متقدمة لإقامة منتدى رسمي وأمني بين "إسرائيل" والسعودية وعدد من الدول العربية.
ونقلت الهيئة عن مسؤولين في الكيان قولهم إن "البيان حول إقامة المنتدى سيصدر خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى الشرق الأوسط إما في "إسرائيل" أو في السعودية التي سيتوجه إليها من مطار بن غوريون في رحلة مباشرة".
وأضافوا أن هذه العملية تعتبر فرصة جديدة لمواجهة إيران، وإقامة المنتدى الأمني "نضج" على مدار فترة طويلة من النقاشات والاجتماعات لمسؤولين "إسرائيليين" مع نظرائهم في دول الخليج العربية ومسؤولين أمريكيين.
وتابعوا أن خلال زيارة بيني غانتس إلى واشنطن الشهر الماضي، تم مناقشة الموضوع خلال الاجتماعات في البنتاغون، لكن بدون أدنى شك، فإن هذا مثل هذا التقدم، الاجتماعات المشتركة أو المنتدى المشترك "لإسرائيل" و"السعودية" سيكون بمثابة شرق أوسط جديد.
ارسال التعليق