عرب التطبيع: خدمات مجانية لتصفية القضية الفلسطينية
بقلم: منصور العلي...
اتفقت الدول المشاركة في إنشاء منتدى النقب، الذي يضم الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي والإمارات ومصر والبحرين والمغرب، على إمكانية استخدام التعاون الإقليمي، لتمهيد الطريق لمحادثات سلام بين الصهاينة والفلسطينيين.
وبحسب وثيقة نُشرت الثلاثاء، في موقع Axios الأميركي، فإن هذه الدول تبنَّت الدول المشاركة ما يُعرف بـ”إطار التعاون الإقليمي لمنتدى النقب” في نوفمبر، لكن بنود الاتفاق بقيت مخفية حتى اختتام الاجتماع الأول للمنتدى في أبوظبي هذا الأسبوع، وتتضمن أهداف المنتدى الواردة في الوثيقة إنشاء وتنفيذ مبادرات من شأنها تعزيز الاقتصاد الفلسطيني، وتحسين نوعية حياة الفلسطينيين.
إضافة إلى ذلك، “يؤكد المشاركون أنه يمكن تسخير العلاقات (بين دول المنتدى) لبثِّ قوة دافعة في “العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية”؛ سعياً نحو ما سمّوه “الحل التفاوضي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتعزيزاً للجهود المطلوبة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل”.
مع ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون إن أكثر من دولة عربية رغبت في ذكر قضية “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” في البيان الختامي للاجتماع، إلا أن هذه الإشارة حُذفت من النص بعد اعتراضات إسرائيلية. ويُشار إلى أن المبادئ الواردة في الوثيقة تبنَّتها الحكومة الإسرائيلية السابقة، والتي كانت أكثر اعتدالاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، على خلاف الحكومة الإسرائيلية الجديدة، المتشددة في هذه القضية.
ونُشرت الوثيقة بعد أن اجتمع 150 دبلوماسياً ومسؤولاً من دول منتدى النقب الست في لقاءات استمرت يومين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وصرح ديريك شوليت، مستشار وزارة الخارجية الأميركية، الذي ترأس وفد الولايات المتحدة بالمنتدى، للصحفيين بأنه كان أكبر لقاء بين الكيان الصهيوني والدول العربية المطبِّعة منذ مؤتمر مدريد الذي عُقد عام 1991.
فيما شمل هذا اللقاء أول اجتماع لمجموعات العمل التي تكوَّنت خلال قمة النقب العام الماضي، لمناقشة مشروعات إقليمية ملموسة تركِّز على التعاون في قضايا الأمن الغذائي وتكنولوجيا المياه والطاقة النظيفة والسياحة والصحة والتعليم والتعايش والأمن الإقليمي.
ولم يُدعَ الفلسطينيون لحضور اجتماع العام الماضي، لكن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قالوا إن الولايات المتحدة ومصر عرضتا أكثر من مرة على الفلسطينيين المشاركة في مجموعات العمل لمعرفة ما إذا كانت هناك مشروعات يمكن القيام بها لتحسين الاقتصاد الفلسطيني، إلا أن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا المشاركة حتى الآن.
بدوره، قال ألون أوشبيز، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي ترأس الوفد الإسرائيلي، لموقع Axios إن الدول العربية بالمنتدى أرادت أن يستفيد الفلسطينيون من المشروعات الإقليمية التي سيعمل بها منتدى النقب، إلا أن “رأينا أن كان واضحاً جداً وتوجيهاتي كانت غاية في الوضوح بأن منتدى النقب يدور حول تعزيز التكامل الإقليمي وتحسين حياة الناس ولا نريد له أن يخوض في مناقشات سياسية بشأن القضية الفلسطينية”.
ومع ذلك، أضاف أوشبيز أنه لما تتحسن حياة الناس، يمكن أن تتحسن الأجواء بين الإسرائيليين والفلسطينيين، و”ربما حين يتوسع المنتدى، يمكن أن يتحول إلى بِركة مياهها أدفأ، ويُسمح لمزيد من الناس بالقفز فيها، وبدء عملية أوسع”.
وقال أوشبيز إن اجتماع هذا الأسبوع مهم لأنه أظهر أن عملية التعاون بين دول المنتدى قائمة وعلنية، و”كان أهم جزء هو الدقائق الخمس الأولى التي وقف فيها 150 شخصاً من المشاركين معاً لالتقاط صورة جماعية. وكان الاجتماع مهماً كذلك لأنه تضمن ضخ الوقود في محرك هذه الآلية الإقليمية الجديدة”.
أما عن الخطوة القادمة، فقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إنه من المتوقع عقد اجتماع وزاري لمنتدى دول النقب في المغرب بنهاية مارس، وقال شوليت للصحفيين: “يُشرف الوزراء على التحقق من وفاء المجموعة بواجباتها، وضمان التوصل إلى مشروعات ملموسة، وكذلك تحديد برنامج المستقبل”.
الإمارات تساعد نتنياهو ضد الفلسطينيين في السياق، قال الكاتب الأميركي جيمس دورسي، في مقال له على موقع “أوراسيا ريفيو”، إن “الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو، لا تضيع أي وقت في تنفيذ سياسات متشددة تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على التخلي عن فكرة الدولة المستقلة وقبول الحكم الإسرائيلي، وهو ما تساعدها فيه الإمارات”.
وأضاف أنه “بدلا من اتخاذ الإمارات خطوات ضد إسرائيل عبر إخبارها على الأقل أنه ستكون هناك عواقب وخيمة لما قام به وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من اقتحام باحات المسجد الأقصى، رحبت أبوظبي بوفد إسرائيلي هذا الأسبوع لمناقشة الأمن والطاقة والسياحة والتعليم والتسامح والأمن المائي”.
ولفت الكاتب إلى أن المحادثات الإسرائيلية مع الوفود العربية المطبعة مع تل أبيب التي أقيمت في أبوظبي، بدأت في نفس اليوم الذي فرضت فيه “إسرائيل” حظراً على سفر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، ما يشير إلى أن الإمارات ودول أخرى تمضي في دعم إجراءات “إسرائيل” بدلا من إخبارها بأنه ستكون هناك عواقب وخيمة لتصرفاتها.
وكان الحظر المفروض على المالكي جزءًا من حزمة العقوبات التي تضمنت أيضا مصادرة عائدات الضرائب التي يجمعها الكيان الصهيوني نيابة عن السلطة الفلسطينية، وخصم من الإيرادات ما يعادل المبالغ المدفوعة للفلسطينيين المتهمين بارتكاب جرائم العنف وأسرهم، وتجميد البناء الفلسطيني في معظم أنحاء الضفة الغربية. بالإضافة إلى ذلك، حظر بن غفير، الذي يشرف على الشرطة الإسرائيلية، رفع الأعلام الفلسطينية في الأماكن العامة.
وفرض كيان الاحتلال هذه العقوبات ردا على دعم الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب فلسطيني لمحكمة العدل الدولية لإبداء رأيها حول شرعية السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
وأصر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية على أن للفلسطينيين الحق في معارضة الاحتلال، وحذر من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، قائلاً إن “إسرائيل تريد منع حتى أكثر الطرق اللاعنفية في محاربة الاحتلال”.
وقال الكاتب الأميركي في مقاله: “لعل ما يجري في الإمارات يعزز رؤية رئيس الإمارات محمد بن زايد وغيره من القادة العرب المستعدين للمضي قدماً في تعزيز العلاقات مع “إسرائيل”، على الرغم من سياسات حكومة نتنياهو والرأي العام الإماراتي والعربي”.
ووفق دورسي، فإن بن زايد يرى في العلاقات مع كيان الاحتلال«وسيلة للتحوط ضد إيران»، لا سيما عندما يكون هو والقادة العرب الآخرون غير متأكدين من موثوقية الولايات المتحدة كضامن للأمن الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، يأمل بن زايد في الاستفادة من البراعة التكنولوجية الإسرائيلية لترسيخ مكانة الإمارات كأحدث اقتصاد معرفي للقرن الحادي والعشرين تهنئة وعلاقات وكان الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، قد سارع إلى تهنئة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، بمناسبة توليه رئاسة الحكومة الجديدة في كيان الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يوجه له دعوة لزيارة أبوظبي.
وخلال اتصال هاتفي بين الطرفين، في 31 ديسمبر المنصرم، أعرب بن زايد عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات الإماراتية الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة، خاصة في المجالات التنموية، ودفع مسار الشراكة والسلام بين البلدين إلى الأمام لمصلحة شعبيهما والمنطقة عامة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وأشار الحساب الرسمي لرئيس الوزراء الصهيوني على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إلى أن بن زايد، كرر دعوته لنتنياهو وقرينته للقيام بزيارة رسمية إلى الإمارات، واتفق الاثنان على أنه سيتم القيام بذلك قريباً.
وكانت الحكومة الصهيونية الجديدة برئاسة نتنياهو، أدت اليمين أمام الكنيست قي 29 ديسمبر، معلنة عن مساعيها لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة واتباع سياسات أخرى أثارت انتقادات في الداخل والخارج.
وقال نتنياهو في تصريحات سابقة له، إنه يسعى من خلال ترؤسه للحكومة الجديدة، إلى تحقيق انفراجة في إقامة علاقات دبلوماسية مع النظام السعودي كما فعل في عام 2020 مع دول الخليج الأخرى.
ارسال التعليق