
ابن سلمان يُصّر على بيع الأوهام
[هادي الاحسائي]
منذ العام 2016 ومحمد بن سلمان يقدم للشعب أحلام وردية عن مستقبل المملكة، مشاريع على الورق من أجمل ما يكون، ناطحات سحاب، فنادق، شركات رقمية، وسائل ترفيه، فرص عمل، تنويع للاقتصاد بمليارات الدولارات، ولكن ماذا كانت النتيجة؟.
نحن اليوم على بعد اكثر من 4 سنوات من بداية وعود ابن سلمان لتنويع الاقتصاد والابتعاد عن النظام الريعي، لتكون النتيجة ارتفاع ديون المملكة 375% منذ وصوله للحكم وحتى اليوم، وعجز في الميزانية تجاوز الـ12% وبطالة وحروب فاشلة وصراعات داخلية، والأقسى من هذا أن ولي العهد اتجه لتعويض هذه الخسارات المتلاحقة من جيب المواطنين، حيث رفع الضريبة أكثر من 3 اضعاف ومارس سياسة التقشف على المواطنين، والسؤال اين هي وعود ابن سلمان وماذا نفذ منها وأين الاقتصاد اللاريعي؟.
يوم الأحد خرج ابن سلمان ليقول إن صندوق الاستثمارات العامة الذي تبلغ أصوله 1.5 تريليون ريال (400 مليار دولار)، يعتزم استثمار ثلاثة تريليونات ريال في قطاعات جديدة على مدار السنوات العشر المقبلة وضخ ما لا يقل عن 150 مليار ريال سنويا في الاقتصاد المحلي حتى عام 2025.
أرقام خيالية جديدة ولكن مالجديد، فمنذ وصوله للسلطة وهو يتحدث عن استثمارات خيالية، وضخ أموال هنا وهناك، لكن لم ير المواطن اي شيء ملموس على الارض، سوى عدة حفلات غنائية وعدة مباريات كرة قدم، والكثير الكثير من الاعتقالات.
ربما يقول البعض ان انتشار فيروس كورونا والانهيار التاريخي لأسعار النفط علاوة على الحرب في اليمن، هي السبب وراء عدم تحقيق أحلام ابن سلمان، لا نقول أن هذه الأمور لم تؤثر ولكن الامرين الثاني والثالث هو ابن سلمان من اقدم على افتعالها وبالتالي تضاف الى تصرفاته الخرقاء أما كورونا فلم تنتشر في البلاد سوى منذ أقل من عام وابن سلمان لديه السلطة الكاملة لأكثر من 5 سنوات، ففي السنوات السابقة للجائحة لم تشهد المملكة أي تحرك حقيقي نحو تنويع الاقتصاد بشكل فعلي، وبالتالي يمكن القول أن رؤية 2030 هي أوهام وخيال ومن الصعب جدا تمويلها، فمدينة "نيوم" التكنولوجية لوحدها ستكلف ما لا يقل عن 500 مليار دولار، جزء من هذه الأموال كان سيأتي من الاكتتاب الأولي لشركة أرامكو المملوكة للدولة.
التمويل، هناك مشكلة حقيقية في التمويل فولي العهد لا يملك السيولة، بعد أن بدد ثروات المواطنين على حروب وحصارات لا نتيجة منها، وهو نفسه لمس هذا الامر، ما اضطره لفتح صفحة جديدة مع قطر على أمل أن يظهر أمام ادراة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، بأنه "رجل الحرب والسلام" وأن بإمكانه احلال السلام في المنطقة متى أراد، وهذا يعني أن على بايدن وادارته أن يحسبوا له حساب، فهو لايزال رجل قوي وفاعل ومؤثر في المنطقة، وهي رسالة واضحة لبايدن بأن عليه ألا يتجاوز ابن سلمان.
ولي العهد السعودي غازل أيضا بايدن بعد أن قدم تخفيضات طوعية في إنتاج النفط الخام للمساهمة في تحقيق استقرار الأسواق، كما أعطى زخما جديدا لخطة ترمي إلى تنويع الموارد الاقتصادية، ولكن كل هذا يمكن اعتباره "شو" اعلامي لا اكثر ولا أقل، يساعد الذباب الالكتروني على نشر صورة جيدة من جديد لولي العهد بأنه رجل قوي لكن على الارض ليس هناك أي تحرك فعلي يخدم مصلحة المواطن ، ولن يتمكن ابن سلمان من كسب قلوب شباب المملكة الذين تتجاوز نسبتهم الـ 60% حتى يقدم حلول اقتصادية حقيقية وينزل عند رغبات الشباب وليس عند رغباته فقط.
ارسال التعليق