
الانسحاب الأمريكي من السعودية...ما الذي يجري؟
[فيصل التويجري]
هل خفت تهديد إيران وغيرت طهران من سلوكها، أم أن شيئا ما يحدث في العلاقات الأمريكية السعودية دفع بالولايات المتحدة إلى البدء بسحب العشرات من الجنود وتفكيك منصات الباتريوت التي نشرتها في الرياض عقب الهجمات على منشآتها النفطية. فصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن عملية سحب الباتريوت لا تزال جارية وأن الولايات المتحدة تبحث أيضا في خفض انتشارها البحري في مياه الخليج بعد تقديرات المسؤولين بأن طهران لم تعد تشكل تهديدا للمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة الأمريكية أن السلطات الأمريكية ستقوم بسحب أنظمة "باتريوت" الدفاعية من السعودية، وتدرس تقليص قدراتها العسكرية في البلاد. كما نقلت الصحيفة نفسها عن المسؤولين الأمريكيين تأكيدهم أن الولايات المتحدة قررت سحب 4 بطاريات لصواريخ "باتريوت" من السعودية، إلى جانب عشرات العسكريين الذين تمّ إرسالهم "بعد سلسلة من الهجمات على منشآت النفط السعودية العام الماضي".
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو صباح اليوم أن سحب أنظمة الدفاع الجوي "بطاريات باتريوت" من السعودية "ليس وسيلة للضغط على المملكة العربية السعودية بشأن قضايا النفط"، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع قد تكشف عن مزيد من التفاصيل بهذا الخصوص في وقت لاحق. وقال بومبيو: "أود أن أوضح أن بطاريات باتريوت كانت منتشرة منذ فترة والقوات يجب أن تعود، وهي بحاجة إلى إعادة انتشارها"، مضيفاً أن "هذا لا يعني الاعتراف بتراجع الخطر". وفي حين أمل أن "تغير إيران سلوكها"، شدد قائلاً: "لكن الخطر ما يزال قائماً". بومبيو أوضح كذلك أن خطوة سحب "بطاريات باتريوت" من السعودية ليست تخفيضاً لدعم المملكة العربية السعودية، مشدداً "نحن نقوم بكل ما في وسعنا من أجل ضمان أمنها وتزويدها بأنظمة الدفاع الجوي حتى لا يستطيع الإيرانيون تهديدها".
وأمام هذا التطور المهم والخطير الذي تشهده العلاقات السعودية الأمريكية في الآونة الأخيرة خاصة بعد اعلان الرياض حرب النفط في العالم، يأتي سحب المعدات العسكرية الأمريكية من السعودية تحت عدة أسباب:أولها: ـ كما تحدثت صحف أمريكية- يتعلق بنقص في الدفاعات الجوية الأمريكية في بعض المناطق، والسبب الآخر متعلق بالنفط كرسالة للسعودية وبعض الدول الأخرى، وقد يندرج هذا التصرف الأمريكي تحت الابتزاز.
وفي هذا السياق يقول محللون في الشأن السعودي ان الإعلان الأمريكي يجب النظر إليه من عدة جوانب، حيث إن المصالح الأمريكية لم تنته في المنطقة وإنما باقية، والأمر الآخر أنه يجب النظر إلى المغامرات التي قامت بها السعودية من خلال حرب اليمن والتدخل في سوريا وتهديد إيران. ويضيف هؤلاء أن التصريحات الأمريكية لا تعني إيران، لأن طهران لم تقم بأي مغامرة ضد أي دولة، بل إنها للسعودية، وقد أهان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز مراراً، وقد أعلن عن ذلك، والإعلان الأمريكي هدفه سرقة الأموال السعودية بسبب حاجتها للأموال نتيجة جائحة كورونا. كما أن ترامب يقول للسعودية بصراحة: أعطوني كل أموالكم، وهو الأمر الذي يقوله منذ بداية حكمه، ومن محاسن ترامب أنه يتحدث بصراحة، ويهدد دائما دول الخليج بإيران، وبالرجوع إلى التاريخ منذ الإمبراطورية الفارسية لم تقم إيران بمهاجمة السعودية، لكن أمريكا تخلق فزاعة من أجل إخافة الحلفاء لابتزازهم.
إذاً في الختام ان خفض الوجود الأمريكي العسكري في السعودية يقرب أيضا وجهات النظر الروسية والأمريكية حول السياسات النفطية، ويعيد رسم أولويات السياسة الخارجية الأمريكية بعيدا عن الشرق الأوسط وباتجاه آسيا وكبح الصين التي تشكل تهديدا أكبر بكثير من إيران على قوة ونفوذ واشنطن. وبالتالي فان على دول الخليج وخاصة السعودية البحث عن طريقة مناسبة للتخلص من الهيمنة الأمريكية.
ارسال التعليق