
اليمن والصراع السعودي الاماراتي...ما الذي يجري في أبين؟
[فيصل التويجري]
مع أنباء عن سيطرت جماعة عبدربه منصور هادي، على مواقع في محيط مدينة زنجبار مركز محافظة أبين اثر اشتباكات مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً. تتفجر في اليمن جبهة جديدة للقتال بين قوات عبدربه والمجلس في ظرف انساني وصحي بالغ الصعوبة ورغم وجود اتفاق على الورق كان الظن أنه أتى إلى تنظيم العلاقة داخل معسكر الشرعية بما من شأنه توحيد الجهود للمعركة الأساسية ضد الحوثيين. إلا أن المجلس الانتقالي الذي تدعمه الامارات اتهم الحكومة بخرق اتفاق الرياض في الوقت الذي تتواصل فيه خطوات تكريسه هو للأمر الواقع عدن، حيث أعلن الإدارة الذاتية وسحب الاعتراف بشرعية "الحكومة" هناك.
جبهة أبين تشتعل أكثر بنيران القصف وبخطابات الجنوبيين المتمردين على "عبدربه". من المبكر أن تخمد ومن غير المستبعد أن تتسع رقعتها إلى ما بعد أبين وعدن. ولليوم السادس على التوالي تستمر الاشتباكات بين قوات عبدربه وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تبادل الطرفان ولساعات القصف بالمدفعية والصواريخ في محيط منطقة الشيخ سالم والرملة ووادي السلة شرقي زنجبار المركز الإداري للمحافظة.
واستنادا لمصادر عسكرية فقد سيطرت قوات عبدربه على مواقع الحواجز والطرية. وبحسب مصادر ميدانية فان المعركة مرشحة للتصعيد أكثر بعد وصول تعزيزات عسكرية لقوات الشرعية من شبوة ولقوات المجلس الانتقالي من عدن، وبعد تهديدات رئيس المجلس الموجود حاليا في ضيافة داعميه الأول من أبو ظبي. حيث توجه عيد روس الزبيدي بكلمة أشبه بإعلان حرب خاطب فيها الجنوبيين ودعاهم للدفاع عما سماها مكتسباتهم الوطنية.
وخلال كلمته تحدث عن محاربة كل من يقف في وجه مشروعه القائم تحت شعار الاستقلال المعركة المصيرية كما سماها لا تعني الجنوبيين وحدهم كما يقول وإنما تعني دول الإقليم والعالم أجمع أيضا والسبب في ذلك على حد زعمه المصالح الإستراتيجية التي تتعلق بحماية الملاحة البحرية والأمن والسلم الدوليين في خليج عدن وباب المندب.
وهنا نتساءل عن السلم في عدن البؤرة الموبوءة بفيروس كورونا الآن، هذه المحافظة المصابة بحمى انقلاب أول في أغسطس الماضي وأخيرا بتمرد اسمه الإدارة الذاتية وحالات الطوارئ في الخامس والعشرين من أبريل الماضي. والذي يعد تمرد وللمفارقة دانته رسميا أبو ظبي أحد قطبي التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وراعية المجلس الانتقالي الجنوبي.
إذاً في السر والعلن المعركة المصيرية لتحديد مصير من بالذات مشروعا لتفكيك اليمن أم مخطط للاستيلاء على موانئ البلد من قبل دولة إقليمية طامعة في منافذ بحرية في المنطقة، أم هذا مقابل ذاك تزداد بؤر الصراع والأوبئة في ظل تحالف يتخذ من دعم "الشرعية" مرجعا واتفاق رعته الرياض لتقاسم السلطة بين "قوات شرعية" وأخرى خارجة على القانون. وبالتالي ان مصير الاتفاق الحي الميت عدن إلى أبين اليمن تحت رحمة حسابات لا تأخذ في الحسبان سلامة أرواح اليمنيين وابن بلد موحد عاصفة كلها دمار.
في الختام أن ما يجري جنوبي اليمن هو "حرب داخل الحرب" وأطراف التحالف بدأت "تأكل بعضها" بعد انهزامها أمام الحوثيين في الشمال، وأن السعودية تريد الخروج من مأزق اليمن الذي كبدها خسائر كبيرة "كما هي حال الإمارات التي سحبت أغلب قواتها".
ارسال التعليق