
بعد أيام على المصالحة الخليجية...الامارات تهاجم قطر فما السبب؟
[فيصل التويجري]
أربع سنوات وأكثر مرت على ظهورالأزمة الخليجية، قبل أن تعقد المصالحة الأسبوع الماضي بين قطر والدول الأربعة السعودية الامارات البحرين ومصر. ثلاث سنوات حاولت الكويت وعمان أن تحل الأزمة بين الأطراف الخليجية وهي كانت قريبة أكثر من مرة أن تحدث الا أن ايادي إماراتية كانت تقف عقبة أمام حدوث ذلك. شواهد كثيرة تؤكد أن دولة الإمارات كانت تقف حجر عثرة أمام إنهاء الأزمة الخليجية وهي اليوم تؤكد ذلك بعد يوم من المصالحة الخليجية والدليل على ذلك ما قاله وزير الدولة الإماراتيّ للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قبل يومين، حول أنّ عملية إعادة العلاقات الدبلوماسيّة الكاملة بين أبوظبي والدوحة، ستستغرق وقتاً وستعتمد على تعاملات قطر المستقبليّة مع إيران وتركيا والجماعات الإسلاميّة، بحسب شبكة "CBS" الأمريكيّة، فيما أثارت التصريحات الإماراتيّة غضب الدوحة لتبدأ من جديد حرب التصريحات بين البلدين.
قرقاش أكد في مؤتمر صحفي عقده بعد "قمة العُلا" بأيام قليلة، على أن الخطوة التي أُنجزت مهمة جداً لكن تبقى التحفظات لدى أبوظبي حول مسألة "إعادة بناء الثقة" مع الدوحة. وأكد قرقاش على أن إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع قطر تتطلب وقتاً وتعتمد على طريقة تعامل الدوحة مع كل من تركيا وإيران والجماعات الإسلامية المتطرفة.
تصريحات قرقاش رد عليها مدير المكتب الإعلامي في حكومة قطر أحمد بن سعيد الرميحي، الجمعة، حيث انتقد تصريحات قرقاش، حول مسألة "إعادة بناء الثقة" مع الدوحة. ورأى أنّ تصريحات قرقاش هي محاولة لـ"تعكير صفو" المصالحة الخليجية. وقال الرميحي عبر "تويتر"، تعقيباً على تصريحات قرقاش: "المحاولات الهامشية لتعكير صفو الأجواء الإيجابية للمصالحة الخليجية متوقعة، وللأسف أننا نرى مسؤول مثل وزير الدولة قرقاش يصرح بشكل لا يليق بمستوى الجهود التي بذلت لتحقيق المصالحة".
تصريحات قرقاش لم تكن الدليل الوحيد على أن المصالحة كانت أشبه بمسرحية، فهناك دلالات أخرى تؤكد أن الدول المحاصرة لقطر لا تريد هذه المصالحة من بينها الحضور الرسمي في القمة فقد غاب عن القمة ، رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان ومثله نائبه محمد بن راشد آل مكتوم، كما شارك ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بدل والده، وهو ما جعل الأمير تميم وولي العهد السعودي "نجمي" القمة، بغياب الملك سلمان، الذي أراد لها أن تكون الخطوة الأولى على طريق "تسمية وتسويق" ولده محمد ملكاً على البلاد بمباركة من واشنطن، بعد مصالحته الشريك الاستراتيجي الآخر الأمير القطري تميم.
وان عدنا بالتاريخ الى الوراء يتجلى دور الامارات في منع عقد المصالحة بين قطر والسعودية، فبحسب شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية فان الامارات أفشلت، مطلع شهر يوليو، اتفاقاً خليجياً لحل الأزمة مع قطر بوساطة أمريكية، كاد يمثل انتصاراً سياسياً للرئيس ترامب قبل انتخابات نوفمبر المقبل". وأضافت: "قبل شهرين، مع قيام واشنطن بدور الوسيط، اتخذت المناقشات منعطفاً إيجابياً عندما أبدت السعودية استعداداً لقبول عناصر من الحل الذي تقوده الولايات المتحدة، ثم كلف الرئيس ترامب كبار المسؤولين في الإدارة بصياغة صفقة مقبولة لجميع الأطراف".
وفي ديسمبر 2019، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصدر دبلوماسي، قوله إن هناك من "يعارض" في أبوظبي إعادة العلاقات إلى سابق عهدها. وفي نوفمبر الماضي، قال موقع "ذي ميدل إيس آي" البريطاني، إن النظام الحاكم في دولة الإمارات "يواصل مؤامراته لتخريب أي محاولات لحل الأزمة الخليجية عقب الحديث عن قرب التوصل لاتفاق بين السعودية وقطر". وذكر الموقع أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد "يستميت لإفشال اتفاق الرياض والدوحة وأي جهود لحل الأزمة الخليجية".
وفي 5 يونيو الماضي، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن الخليج تغير و"لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه" قبل قطع العلاقات مع قطر. وأضاف في تغريدة له على "تويتر": "لا أرى أن أزمة قطر في ذكراها الثالثة تستحق التعليق، افترقت المسارات وتغيّر الخليج ولا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه". وبحسب قرقاش، فإن "أسباب الأزمة معروفة، والحل كذلك معروف وسيأتي في أوانه".
من هنا يتبين لنا ان المصالحة ليست الا شكلية فما حصل بين تلك الدول هو تخفيف لحدة التوتر ليس أكثر، ولا يعدو عن كونه "مصالحة إقليميّة" واسعة النطاق، فيما تشكك تحليلات سياسيّة في أن تشهد المنطقة تكثيفاً مفاجئاً للتعاون بين الدول الخليجيّة التي فشلت حتى في جعل قدراتها العسكريّة متوافقة منذ 40 عاماً، والتي لها مصالح وسياسات متباينة تجاه القوى الخارجيّة.
ارسال التعليق