"بن سلمان" وشيطنة الكعبة وصمت المشايخ.. انما نحن مستهزئون
[جمال حسن]
* جمال حسن
راقصات ومغنيات وفنانات أجنبيات وعرب، كاسيات عاريات يطفن حول مجسم للكعبة المشرفة ضمن “موسم الرياض” الترفيهي لهذا العام، بعنوان "عرض أزياء" خليعة وإباحية تضمن وصلات غنائية راقصة للعواهر المشاركات في الحفل، سخرن من خلاله من قادة إسلاميين وصحابة منتجبين وأولياء صالحين سابقي،
أنه “طواف التعري حول الكعبة” الذي أقدم عليه محمد بن سلمان ولم يقدم عليها حتى كفار قريش وهو “إساءة متعمدة لقبلة المليار ونصف مليار مسلم"، في محاكاة تسيء لتهليل وتكبير الطائفين بالكعبة البيت الحرام بمكة المكرمة، تؤكد مساعي آل سعود عودة أبناء الجزيرة العربية الى عصر الجاهلية والوثنية وفق المخطط المطلوب منهم إرضاءاً للأسياد.
فقد نجح الصهاينة والغرب بأن يدخلون ثقافة جديدة على بلاد الحرمين الشريفين، للتأثير على الشعوب العربية والاسلامية بقصد ضرب المقدسات والتركيز على المعتقدات بأنها "وهم" ونزع "صفة القداسة عن الكعبة المشرفة والحجر الأسود"؛ وهو ما كان قد وعد به رئيــس وكالــة المخابــرات الأمريكيــة CIA السابــق "جيمــس وولســي" في عام 2006، بقوله "سنصنع لهــم إسلامــاً يناسبنا.. ومــن بعدهــا نحن قادمون للزحف وسوف ننتصر".
انتصروا حقاً في صنع اسلام جديد يبدأ من بلاد الوحي والتنزيل على يد نظام تسلط على البلاد ورقاب العباد عبر الغزو والحرب، ومن باب الدين وليس السياسة، فوجود ضالتهم وهم ليست لديهم أدنى صفة دينية لا من قريب ولا من بعيد كما كان يزعم من قبل، وفق اعتراف سفير آل سعود في لندن خالد بن بندر.
لقد حذرنا نبي الرحمة والمودة المصطفى الأمين صلوات الله سلامه عليه مما يجري علينا اليوم، مسبقاً بقوله "يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر مَن تحت أديم السماء، مِن عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود"- رواه ابن عدي في "الكامل" (4/227)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/317-318).
انها اشارة واضحة الى صمت ما تسمى "هيئة كبار العلماء" في المملكة لما يدور من فسق وفجور وتعري وتجري وتجاوز على القيم الاسلامية ورموزها ومعتقداتها وأركانها وأصولها، وتقاليدنا الاجتماعية؛ و كير ستارمر عضو مجلس العموم البريطاني، زعيم حزب العمال البريطاني الجديد يقولها بالحرف الواحد "إن مشكلتنا الحقيقة تكمن في (الإسلام ذاته ومع محمد نبي الإسلام نفسه) لأنه دين حضاري.. وإلا علينا أن نعترف أن الإسلام دين الله الحق ودين يسوع وكل النبيين".
لقد كان "كفار قريش يُعظمون الكعبة المشرفة، أما ابن سلمان فقد بنى مجسمًا يشبه الكعبة وجاء بالكاسيات العاريات يطُفن حوله، فأيهما أكثرُ شرفا ؟ ابن سلمان أم كُفار قريش؟.. يتسائل أحدهم، فيما يقول الآخر "ماهو الفرق بين كفار قريش واليهود الخضر في مملكة آل سعود الآن وهم ينتهكون بشراسة مقيتة حرمة الكعبة الشريفة والدين الاسلامي الحنيف وقيمه العليا؟”.
فبعد أكثر من 14 قرناً يدفع آل سعود بقيادة ولدهم المدلل الطائش محمد بن سلمان، الجزيرة العربية وشعبها نحو الكفر والوثنية والفسق والفجور الذي كانت عليه قبل بزوغ شمس الاسلام، من تحت الرماد ليكملوا ما ترك لهم أسلافهم لمّا كانو يحاربون الله ورسوله وأصحابه بأفعالهم الانحلالية وحفلاتهم الماجنة، وبالإهانة والإساءة للكعبة المشرفة في البيت الحرام، بإقامة “طواف للعراة بالكعبة” نظمته الهيئة العامة للترفيه لآل الشيخ المسخ.
لكن حقيقة ما وراء العرض اليهودي المسخ في موسم الرياض هو جس نبض الأمة عبر يدهم الأمينة "بن سلمان" لمعرفة مدى غضب الشعوب العربية والإسلامية والتي باتت مغلوب على أمرها؛ ونقاد ورواد الفن يؤكدون أن "الحفل هذا لا يمت للفن بصلة في عرض صورة للكعبة الشريفة خلفها الراقصات العاريات الماجنات، وأن الحفل أقيم بدوافع أخرى ليست فنية ولا تخدم الفن الأصيل الذي يحمل رسائل محبة وتسامح وسلام"، كما يزعم القائمون عليه.
وندد فنانون ونقاد كثر عبر "السوشل ميديا" بالاستعراض والرقص والعري الذي وصفوه بـ"المشين" والمهين للمقدسات الإسلامية، مؤكدين أن التعري بحد ذاته لا يمت للفن بصلة علاوة على إقامة ذلك على نحو سافر وأمام شاشة عملاقة تحمل صورة الكعبة الشريفة قبلة كل المسلمين؛ حيث حفلات تعري ورقص وغناء بشعار "التغيير وانفتاح السعودية وفق ما أعلنته رؤية 2030 لمحمد بن سلمان".
وأكد مراقبون أن موسم الرياض وما يحمل من تبعات غير اخلاقية وغير نبيلة وحتى انها بعيدة كل البعد عن التقاليد الاجتماعية لأبناء الجزيرة العربية، يسعى نحو انسلاخ أبناء الحجاز عن قيمهم العربية والاسلامية تحت شعار ما سمي بـ"الانفتاح الثقافي"، ضمن مساعي آل الشيخ وسيده هبل آل سعود وبإشراف ما تسمى"الهيئة العامة للترفيه المتعمد لمسخ الهوية الاسلامية والعربية لبلاد الحرمين الشريفين؛ بمختلف فعالياته الماجنة والخليعة.
وبحسب مراقبين أن القائمين على هذا التطور يسعون الى نقل هذه الفعاليات الماجنة النكرة المسخة الى مكة المكرمة، وهو ما يمثل استهداف صهيوني قادم لمكة المكرمة بعد استهداف المسجد الأقصى الشريف.. ما يستدعي علماء ومفكرون وأدباء ونخب الأمة الى التفكير في خطورة هذه الخطوة الداعرة، وتستدعي مراجعتهم الحثيثة لسياسة "إدارة السعودية لشؤون الحرمين المكي والمدني" في أسرع وقت.
مشاهد مجسم الكعبة المشرفة والطوفان العاهر من حوله بالراقصات الماجنات، وما يحمله من رسائل تشير الى صنيع يهودي خبيث، كـل ذلك مع مشاهد العري للأزياء لمجموعة “أبي صعب”، والشبيهة لعروض الأزياء بفرنسا والغرب الكافر، تسببت بصدمة على مستوى الشارع العربي الإسلامي واعتبارها مساساً بقدسية الرمز الإسلامي الأعظم، لكن حاشى من كلمة من مشايخ المملكة ودعاتها الذين أصموا أسماعنا بكل شاردة وواردة طيلة العقود الماضية.
"..وإذا نجحنا في إقناع المسلمين في العالم (والذين هم تحت العبودية كما هو ظاهر في كثير من هذه الدول) أننا الى جانبهم سوف ننجح في النهاية في إبعادهم عن دين محمد، كما فعلنا ونجحنا في الحرب العالمية الأولى والثانية و الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي.."، وهو ما نشهده اليوم حيث العروض المبتذلة وغير الأخلاقية على أرض الحرمين الشريفين، واستضافة مجموعة كبيرة من الفنانات العاهرات مثل جينيفر لوبيز، كاميلا كابيو، سيلين ديون، هاندا ارتشيل، نانسي عجرم، يسرا كندة علوش، أمينة خليل، سلافة معمار، سيرين عبد النور، ماريتا الحلاني، وهند صبري...ذوات الرايات الحمر في عهدنا الجديد.
هي ليست المرة الأولى التي يثير فيها "موسم الرياض" جدل واسع بين الأمة، ففي موسم 2023، افتتحت الليلة الأولى للموسم بـ "بناء مجسم للكعبة الشريفة" على خشبة المسرح وسط إقامة حفل غنائي راقص لفرقة أجنبية بقيادة المغنية Becky G، ايضاَ حيث خلعت كل ملابسها ثم اعتذرت من الجمهور على عدم السماح لها بإكمال عرضها المخطط له مسبقاً من قبل الصهيونية العالمية في توجيه الاهانة للكعبة الشريفة.
ويتعمد موسم الرياض الإساءة للدين الإسلامي بشكل مبالغ فيه، وظهر ذلك جلياً في الموسم السابق عندما تم تكريم الملحد الكافر وأكبر المهاجمين للاسلام والمسلمين “على أحمد سعيد إسبر”، صاحب مقولة "إن الإسلام هو مصدر العلَّة لأنه سلطة وسلطة عنيفة، مشيرًا إلى أن الإسلام انتهى كرسالة بموت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منذ 14 قرنا".
أن ما يحصل في أرض الوحي والتنزيل ومنذ صعود محمد بن سلمان للسلطة، من اعمال وأفعال ليست من بنات افكار آل سعود ذاتهم فهم أصغر وأقل حجماً وتفكيراً من مثل هكذا إيحاء غريب عليهم وعلى المنطقة؛ قيام العاريات بالرقص والغناء حول مجسم شبيه بالكعبة المشرفة والدوران حوله كما الطواف الذي يؤديه المسلمون في حج البيت عمل جريء لا يقوى على ارتكابه إلا من يحمل الحقد والكراهية للاسلام والمسلمين، وقوله تعالى "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ.." - سورة البقرة الآية 120.
ثم انها تهدف ايضاً الى اشغال الأمة وحرف أفكارها عن الهدف والقضية الأهم وما تقوم به الصهيوامريكية بمساعدة الحكومات العربية العميلة عما يحصل من إبادة في غزة ولبنان والقتل الممنهج لهذين الشعبين وإبعاد الأنظار عن الأحداث هناك للعمل بهدوء وبدون ضغوط مجتمعية إسلامية؛ وأن ما يحدث في بلاد الحرمين الشريفين هو مخططٌ خبيث لإنتاج واستنساخ إسلام جديد.
ارسال التعليق