
ماذا في جعبة الحوثي ليهدد بضرب العمق السعودي الاماراتي؟!
[جمال حسن]
* جمال حسن
"لدينا القدرة الكاملة والقدرات العسكرية المتطورة الضاربة في مواجهة المعتدين، واستهداف العمق الجغرافي لدول العدوان السعودية والامارات، ومنشآتها الحيوية والحساسة؛ ومن السذاجة والحماقة جداً أن يظن أحد أن شعبنا الصامد والمقاوم يخاف عودة الحرب وأصوات الانفجارات، ويعتقد ان الشعب اليمني في غاية المتعة من استمرار الهدنة الزائفة المتمسك بها تحالف العدوان لترتيب أوراقه" - الحوثي.
من جانب آخر كشف عضو المكتب السياسي في أنصار الله محمد البخيتي، إن "ما قدمته الرياض عبر الوفد العماني لايلبي مطالب صنعاء، وإذا لم يتم الاستجابة لمطالب صنعاء العادلة فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي دون الرد على الحصار، وأن قدرة القوات المسلحة اليمنية على توجيه ضربات في عمق دول التحالف بعد تطوير قدراتها العسكرية أكثر خلال الفترة الأخيرة".
في هذا الإطار كشف مصدر قطري موثق أن أنصار الله بات لديه بنك أهداف كامل الأوصاف عن المنشآت العسكرية والاقتصادية والمهمة في السعودية والامارات، حيث حصلوا عليه من أحد كبار قادة الجيش السعودي المقربين من محمد بن نايف بعد أن هرب الى الدوحة قبل اشهر قليلة.
فيما خبراء عسكريون يؤكدون أن الحوثي تمكن خلال الفترة الأخيرة من تطوير سلاح المسيرات القاذفة والانتحارية، وكذا صواريخه الباليستية وباتت قادرة على الوصول الى العمق الاستراتيجي السعودي والإماراتي وتصيب أهدافها العسكرية والحيوية بدقة متناهية، لذا نرى الرياض وأبوظبي يسعيان الى الهروب نحو الحلول السياسية، بتوسلهم مسقط وطهران.
القيادة اليمنية واضعة يدها على زناد إعلان الحرب حيث حالة اللاحرب واللاسلم لن تنفع الشعب اليمني الأبي المحاصر، ومطار صنعاء ليس بناشط كما هو متفق، ودول تحالف العدوان تواصل حصار اليمن براً وبحراً وبراً وتشرق السفن القادمة نحو ميناء الحديدة والمحملة بالوقود؛ فلا تغيير في سياسة المعتدي وتعهداته باتت حبر على ورق لا أكثر.
وهناك من يطرح السؤال عن أسباب استمرار الحالة القائمة في اليمن رغم انها لا تجدي نفعا للشعب اليمني المظلوم، خاصة وأن معظم الأخير يصعد من ضغوطه على قيادته لردع وتصعيد عسكري ضد دول تحالف العدوان واستهداف العمق الاستراتيجي لهم؛ وقيادة الثورة للحوثي تتريث حرصا على السلام ولكن هذا التريث لن يطول لانه سيتسبب بحنق كبير من الشعب تجاه قيادته، لذا لاخيار للقيادة الاّ ان تمضي خلف رغبات جمهورها وشعبها!!.
فالمعركة لم تنتهِ بعد، والقادم سيكون أشد وأكبر على دول تحالف العدوان، وأكثر ألماً مما مر عليهم خلال السنوات الثمان الماضية، حيث ستكون الضربات أشد وقعاً وأكثر عمقاً على قوى العدوان مما مضى بعد أن تلقت القوات اليمنية المشتركة الضوء الأخضر بتنفيذ عمليات عسكرية في العمق السعودي والاماراتي؛ فإذا كانت أرامكو وقفت 24 ساعة لإطفاء حرائقها، لن تكفيها أيام متتالية لإطفاء حرائقها القادمة!!.
ففي هذا الإطار شدد مجلسي النواب والشورى، اعلى سلطة تشريعية في اليمن، تأكيدهم وتأييدهم لاستئناف الهجمات القاضية العابرة للحدود، بغية إركاع دول العدوان على إنهاء الإجرام المتواصل ضد ابنا اليمن السعيد، خاصة وأن الوساطة الإيرانية قد انتهى مفعولها بانتهاء مونديال قطر والتي كانت بالتماس من الدوحة ودفع الأخيرة لبعض التعويضات المالية والاستخباراتية.
ثم أن الحوثي ابلغ الوسيط العماني قبل ايام أنه يقف جيداً على أهداف دول العدوان من المماطلة في استمرار حالة اللاحرب واللاسلم القائمة في اليمن حالياً، يعيد تموضع قواته ومرتزقته، الى جانب العمل الحثيث على تدمير ثقة الشعب بالحوثي وتحطيم معنويات أبنا اليمن، الى جانب تشجيعهم على مقاومة الحوثي وكسر حاجز الخوف لديه ودفعه للتخلص منه.
ومن هذا المنطلق أقدمت قوى العدوان على ضخ اعلامي كبير وواسع جداً لإنجاح هذا المشروع النفاق الذي وأد في مراحله الأولية رغم الزخم الكبير لوسائل اعلام دول العدوان وذبابه الإلكتروني النفاقي في الداخل اليمني، بذكاء وحنكة وحكمة الحوثي وقوى محور المقاومة الداعمة له. فما كان من صنعاء إلا أن تؤكد للوسيط العماني أن "استهداف العمقين السعودي والاماراتي وحده الكفيل بإعادة التحالف الى جادة الصواب".
وتهديدات وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي من أن الأمن البحري للمياه الإقليمية اليمنية ستكون له الأولوية في المرحلة المقبلة، وأنه اتخذنا كافة الإجراءات التي تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديداً أو المساس بالسيادة الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية، ولدينا خيارات لا يلومنا عليها أحد إن لجأنا إليها؛ لن تأتي من فراغ أو حرب اعلامية بل من ورائها قوة كبيرة لتحقيق ذلك على أرض الواقع، وهذا ما يخافه محمد بن سلمان ومعلمه بن زايد متوسلين مسقط للوساطة ثانية لدى طهران.
وتؤكد صنعاء أن مطالبها تتكئ على المطالب المشروعة للشعب اليمني، وهي صرف المرتبات وفتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن موانئ الحديدة وإنهاء الاحتلال، وانها تدرك مخاطر استمرار حالة اللا حرب واللا سلم في ظل قيام المعتدين بترتيب أوراقهم واستعدادهم لمواصلة عدوانهم وتكريس وجودهم الاحتلالي في تقسيم اليمن وسرقة ثرواته النفطية والغازية وجزره الاستراتيجية.
المصدر القطري أكد ايضاً أن بنك الأهداف السعودي الإماراتي الجديد الذي حصلت عليه انصار الله كنز ثمين وصيد كبير قدمته الدوحة كعربون شكر للحوثي على تحمله والشعب اليمني المظلوم ويلات الأشهر الأخيرة من حالة اللا حرب واللا سلم الى جانب مواصلة الحصار وإجرام دول العدوان على مختلف الصعد.
في الاطار ذاته كشف مسؤول حوثي رفيع المستوى أن الخبراء العسكريين والأمنيين عاكفين منذ فترة على الإعداد لجولة قاسية وموجعة من ضربات باليستية ومسيرات حديثة في العمق الاستراتيجي السعودي والإماراتي ما لا يفكر به قادة تحالف العدوان الغاشم، ولا يخطر ببالهم لا من قريب ولا من بعيد.
ونقلت صنعاء رسالة الى الوفد العماني مفادها أن مرتزقة تحالف العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي من قيادات حزب الاصلاح يسعيان الى فصل حضرموت عن الجسد اليمني وإعلانها “دولة مستقلة" لسرقة أكبر حقل غازي تضمها المحافظة اليمنية هذه، تنفيذاً لمخطط أمريكي بريطاني قديم متجدد في تلك المنطقة البالغة الحساسية والخطورة إقليميا وللجار العماني.
وهو ما يفسر تكثيف الزيارات الأمريكية والبريطانية الى حضرموت أكبر المحافظات اليمنية مساحة، ومن أغناها بالثروات النفطية والمعدنية، ومن أهمها في الموقع الجغرافي؛ وتعزيز الحضور العسكري الأمريكي والبريطاني فيها.. لهذا قرر الحوثي العودة دون تردد الى التصعيد العسكري في العمق الاستراتيجي السعودي والاماراتي الذي سيؤدي الى تدمير ليس اقتصاديا فحسب بل حتى المستوى العسكري والأمني,
مصدر حوثي رفيع كشف أن القوات اليمنية المشتركة توصلت الى تقنية صواريخ باليستية بعيدة المدى بات يصل مداها الى أكثر من ألف و500 كيلومتراً، وطائرات مسيرة انتحارية وقاذفة متطورة يمكنها التحليق الى أكثر من ألفي كيلومتر سيتم استخدامها في التصعيد العسكري الجديد ضد السعودية والامارات اذا لم يتعقل الكيانان المحتلان ويحققان مطالب الشعب اليمني بوقف العدوان ورفع الحصار وانهاء الاحتلال والتعويض عن الخسائر، والأيام القادمة كفيلة لتثبت ذلك.
ارسال التعليق