نتنياهو يعترف ويفضح... للعرب >الصهاينة< دور كبير في تحقيق مشروع >إسرائيل الكبرى<!
[عبد العزيز المكي]
في مقابلة له قبل أيام مع القناة (14) العبرية, أشاد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بدور عدد من الأنظمة العربية, الداعم والمساند للكيان الصهيوني في عدوانه وفي حرب الإبادة التي يواصلها ضد أهالي غزة والضفة الغربية, وضد لبنان, الجنوب وبيروت منه خاصة!! معتبراً أن هذا الدعم أساسي ومحوري >في قلب المعادلة العسكرية والسياسية لصالح العدو< بحسب رأيه ـ أي نتنياهو ـ بعد الانتكاسة التي تعرض لها هذا العدو بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر عام 2023. حيث وصف نتنياهو هذا الدعم العربي, بأنه عنصر أساسي في نجاح إسرائيل, وعبّر عن امتنانه لما أسماه >تنازلات هؤلاء العرب< التي ساهمت بحسب تأكيده في تحقيق مشروع >إسرائيل الكبرى
نتنياهو أفصح عن بعض أنواع وأشكال هذا الدعم والمساندة من جانب هؤلاء العرب للعدو, مفتخراً بها!! ومثنياً على أصحابها! إذ أشار إلى أدوار هؤلاء العرب >المتصهينين< في محاصرة غزة, ومنع المساعدات الإنسانية عنها, وكذلك إسقاطهم الصواريخ التي يطلقها المقاومون من اليمن أو العراق أو حتى إيران عندما تمر في أجواء بلدانهم نحو الكيان الصهيوني!! أيضاً نتنياهو أشار إلى تعاون هؤلاء العرب الاستخباري من خلال تسليم خرائط أنفاق المقاومين والمعلومات الحساسة, وصولاً إلى تسليم قيادات بارزة من قيادات المقاومة!!
وفي سياق تفاخره بهذا الدعم >العربي< أكد نتنياهو, أن الشرق الأوسط الجديد بحسب زعمه ـ يتشكل حالياً بفضل هذه المساهمات والدعم, وخص في حديثه الإشارة إلى تعاون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان, حيث أكد نتنياهو أن ابن سلمان أبدى حسن نية للتعاون مع >إسرائيل
وإذ تعتبر اعترافات نتنياهو بدعم بعض الأنظمة العربية للعدو إضافات تأكيدية جديدة لأدوار هذه الأنظمة التي يقف على رأسها النظام السعودي, ومنها النظام الأردني والإماراتي وحتى المصري.. نقول إذ تعتبر هذه الاعترافات تأكيد للمؤكد حول دعم هذه الأنظمة للعدو, فإنها تؤشر إلى جملة معطيات مهمة نشير إلى بعضها بما يلي:
1ـ إن وجود الكيان الصهيوني, واستمرار هذا الوجود جاثماً على صدور أبناء الشعب الفلسطيني, وبقية شعوب الأمة, إنما هو استمرار لوجود بعض الأنظمة العربية, فهي تشكل رافعة لهذا الكيان ودرعاً له, فمثلاً النظام السعودي يعتبر الأخ التوأم لهذا الكيان, فهما كيانان أنشأهما الاستعمار البريطاني ليكون أحدهما سنداً وحامياً للآخر, وإذا استعرضنا المواقف السعودية أو بعضها, لمجرد التذكير, نجد أنها كلها تصب في مصلحة العدو, وهي مواقف باتت معروفة وموثقة, فمنذ نشوء هذا الكيان السعودي في عقد الثلاثينات من القرن الماضي, وحركات وسكنات هذا الكيان تجري وفق الإيقاعات الأمريكية والصهيونية فمنذ مساندة السعودية للعدو الصهيوني ضد مصر جمال عبد الناصر, ومروراً بكل المشاريع والطروحات التصفوية للقضية الفلسطينية وتعهد بن سعود المؤسس للدولة السعودية للأنجليز >بإعطاء فلسطين للمساكين اليهود<. وكل سياسات النظام السعودي كانت وما تزال منحازة للعدو, ودور بندر بن سلطان سفير السعودية سابقا في واشنطن, في حياكة المؤامرات مع الأمريكان ضد الأمة, ومنها إطلاق مشروع طالبان من المدارس الوهابية في باكستان والسعودية, وحتى في بعض العواصم الغربية ومن ثم تناسل هذا المشروع إلى مشاريع لاحقة, مثل جماعات القاعدة وداعش وغيرها التي عاثت في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي أفغانستان وباكستان وغيرها من الدول العربية والإسلامية فساداً وقتلاً مدعوماً ومشرعاً بفتاوى علماء الوهابية في السعودية, ذلك فضلاً عن دور هذه الجماعات الضخم في تشويه الإسلام! وفي إبعاد المجتمعات الغربية منه!! وهناك محطات كثيرة يمكن التوقف عندها كان لها الأثر البالغ في خدمة المشاريع الأمريكية والصهيونية, من مثل غزو وتدمير العراق بتحريض سعودي ودعم فهد, ومشروع عبد الله الذي عرّب وأصبح يعرف >بالمبادرة العربية< ووقوف السعودية إلى جانب العدو في عدوانه على جنوب لبنان في عام 2006 باعتراف ايهود أولمرت رئيس وزراء العدو الصهيوني آنذاك.. وأخيراً وليس آخراً, تزويد العدو بمعلومات استخبارية مفصلة عن أنصار الله, كما أشار إلى ذلك بنيامين نتنياهو!! وفي هذا السياق نقلت صحيفة التلغراف البريطانية عن مصدر مسؤول استخباراتي >إسرائيلي< تأكيده وكشفه عن حصول تعاون بين حكومة التحالف السعودي الإماراتي ومجلس القيادة الرئاسي الذي أنشأته السعودية وبين الاحتلال الصهيوني بشأن المعلومات الاستخبارية التي تجمعها >إسرائيل< بخصوص اليمن وحركة أنصار الله والقوات اليمنية.. وأضاف المصدر الاستخباري الصهيوني قائلاً >إن إسرائيل< كانت تكافح لجمع المعلومات عن الحوثيين, إذ لم تكن تعتبر الجماعة تهديداً حتى وقوع هجمات >السابع من أكتوبر<.. واستطرد المسؤول الاستخباري >الإسرائيلي< بحسب ما نقلته صحيفة التلغراف البريطانية قائلاً: >.. هناك الكثير من القبائل, بالإضافة إلى الحكومة اليمنية >الشرعية< التي نتعاون معها ويمكنها أن تزودنا بمصادر ومعلومات مفيدة للغاية, لذا فهي تتقاسم الكثير مع إسرائيل
ذلك فضلاً عن أن أكثر من مسؤول صهيوني, ومنهم وزيرة المواصلات اعترفت وأثنت على الدور الذي تقوم به كل من الإمارات والسعودية في كسر الحصار البحري والتجاري الذي فرضه أنصار الله على العدو, بتفريغ البضائع والمواد المراد إيصالها إلى الكيان الصهيوني, في الموانئ الإماراتية ومن ثم يتم نقلها بواسطة حافلات إلى الأرض المحتلة عبر طرق برية إماراتية وسعودية, وعبر الأردن الذي يقوم بدوره بإعادة تعليب البضائع والفواكه الإسرائيلية وتصديرها للسوق العربية على أنها بضائع أردنية!!
وفي الحقيقة هذا غيض قليل جداً من فيض الدعم العربي العلني والخفي للكيان الصهيوني..
2ـ ما أشار إليه نتنياهو حول دور هذه الأنظمة ومساهمتها في محاولة تمكين العدو من إقامة أو تحقيق ما أسماه مشروع إسرائيل الكبرى كان قد أكده رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم آل ثاني ولأكثر من مرة, حيث كان قد قال إن الدوحة أمسكت بملف الأزمة السورية بتفويض من السعودية, موضحاً أن الدعم العسكري الذي قدمته بلاده للجماعات المسلحة في سوريا كان يذهب إلى تركيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة, وكل شيء يرسل يتم توزيعه عن طريق القوات الأمريكية والأتراك والسعوديين, وبالطبع كان ذلك في بداية الأزمة في سوريا قبل عقد من الزمان, واستمر الحال حتى يومنا هذا وإن أتخذ أشكالاً أخرى..
وكان حمد بن جاسم قد صرح لقناة البي بي سي البريطانية بأن قطر دفعت للضابط السوري المنشق 30 ألف دولار, والعسكري العادي 15 ألف دولار, ولرئيس مجلس الوزراء رياض حجاب دفعت السعودية 50 مليون دولار!! كما عدد بن جاسم أسماء شخصيات سياسية على أنها تلقت أموالاً مقابل دور كبير في الحرب السورية مثل رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري, ورئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني وذكر بن جاسم قائلاً: >لقد لعبنا دوراً كبيراً في تدمير مصر وليبيا وسوريا واليمن وجميعها كانت بأوامر أمريكية!! كان كل ذلك خلال الأزمة السورية أما حالياً فماذا يتوقع المراقب وفي ضوء اعترافات نتنياهو, حجم الدور الذي قامت به السعودية وقطر بالتعاون مع تركيا وبإشراف وتوجيه الولايات المتحدة, والذي أدى إلى كسر الحلقة السورية في محور المقاومة!؟ لا شك أنه كبير جداً.
3ـ كشف نتنياهو باعترافه بأن هذه الأنظمة العربية الداعمة للكيان الصهيوني تساهم في محاولات العدو تحقيق مشروع >إسرائيل الكبرى<.. كشف أن هذه الأنظمة ما هي إلا أدوات يملى عليها من قبل الأمريكي والصهيوني لتنفيذ ما يطلب منها, حتى لو كانت هذه المطالب تتعارض مع مصالح بلدان هذه الأنظمة. أو مع مصالحها نفسها!! لأن إقامة أو إنجاز ما يسمونه >إسرائيل الكبرى< سوف يهدد الوحدة الوطنية والجغرافية لهذه البلدان, بل يهدد هذه الأنظمة واستقرارها؛ لأن المشروع الصهيوني يقضي بتقسيم سوريا والعراق والسعودية ومصر وضم أجزاء من هذه الدول, كما أوضح وزير المالية الصهيوني ذات مرة, بتسئليل سموريتش! ولعل الدليل على أن الأنظمة العربية الداعمة للعدو مجرد أدوات بيد الأمريكان والصهاينة, هو تعامل نتنياهو معها وهو تعامل قائم على إذلال هذه الأنظمة, وعلى إصدار الأوامر و ما على هذه الأنظمة إلا الطاعة والتنفيذ!! مثال ذلك الرسالة التي وجهها جزار غزة نتنياهو إلى الزعماء العرب بعد ساعات من انتهاء القمة العربية الطارئة التي عقدت في السعودية في الفترة الأخيرة, وجاء في الرسالة: >بأنهم سيندمون ـ الزعماء العرب ـ في حال عدم الالتزام بالصمت حيال الحرب الإسرائيلية على غزة<.. وقال نتنياهو في اليوم التالي مؤكداً رسالته المشار إليها: >فيما يتعلق بزعماء الدول العربية القلقين على مستقبلهم ومستقبل المنطقة والشرق الأوسط عليهم التزام الصمت وإدانة حماس
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق