هل يأتي يوم يشكر فيه السعوديون والعالم ابن سلمان؟
[هادي الاحسائي]
ما يفعله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان داخل أسوار المملكة السعودية يعتبر ضربا من الخيال على جميع الأصعدة، اذ لم يتوقع آل سعود يوما ان يأتي شاب منهم يخلط أوراق المملكة وحساباتها ومواثيقها وطريقتها الكلاسيكية في ادارة البلاد وكيفية تعاطيها مع دول الجوار وحالة الهدوء التي كانت تحافظ عليها بالنسبة لعلاقتها مع الشعب، وهذا الأسلوب ظل ساري المفعول إلى أن جاء محمد بن سلمان ليعيد استراتيجية المملكة إلى النقطة "صفر" ويفرض استراتيجية جديدة كسابقتها لا تنم عن اي عمق بالتفكير والتجربة وانما مجرد استراتيجية "طائشة" ستكلف آل سعود الكثير وستضعفهم لا محالة ولا نستبعد أن تحصل فتنة قريبة داخل العائلة الحاكمة تقوض عرش آل سعود وتذهب بهم نحو المجهول كما حصل في مرات سابقة.
استراتيجية ابن سلمان
لم يقدم ابن سلمان حتى اللحظة على اي خطوة وجدت طريقها للنجاح، وانما كانت خطوات "طائشة" "اندفاعية" غير مبنية على رؤى استراتيجية واضحة وهذا ما يفسر سبب فشله في جميع المشاريع والقرارات التي اتخذها خلال السنوات الماضية.
الاعتقالات
تداول حساب معتقلي الرأي والمتخصص في نقل أخبار المعتقلين السعوديين، أخبارا تفيد بأن هناك معلومات عن أن السلطات السعودية شنت حملة اعتقالات جديدة خلال الـايام الماضية، وأوضح الحساب أن سلطات المملكة استغلت انشغال الرأي العام المحلي والعالمي بأزمة "كورونا"، وشنت حملة الاعتقالات.
وقال الحساب فى تغريدة له على تويتر: "تأكد لنا أن السلطات شنت حملة اعتقالات جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، مستغلة انشغال الرأي العام المحلي والعالمي بأزمة كورونا"، مؤكدا أن الحملة "طالت عدداً كبيرا من الناشطين في المجال الإعلامي وآخرين".
أكثر خطوة لامعة قام بها ابن سلمان خلال فترة توليه السلطة بضوء أخضر من والده هي "الاعتقالات"، حيث ابرز ابن سلمان "موهبة" منقطعة النظير في اعتقال كل من يقف في وجهه، وحتى من يشك بأنه قد يسبب له مشكلة معينة في المستقبل يعتقله، وهذه الاعتقالات ليست حكرا فقط على النشطاء ورجال الدين وانما شملت أمراءا من العائلة الحاكمة ايضا، وهنا يجب ان نشير الى ان اعتقال النشطاء وأصحاب الفكر والدعاة ورجال الدين قد لايقوض حكم آل سعود لأنهم اعتادوا على اسكات صوت الحق اينما كان، ولكن الاعتقالات التي يقوم بها ابن سلمان بحق أمراء كبار من العائلة الحاكمة أمثال عمه الأصغر أحمد بن عبد العزيز، وابن عمه محمد بن نايف وأمراء آخرين، سيكون لها آثار سلبية سنشهد نتائجها في الفترة المقبلة.
هذه النوع من الاعتقالات الذي ينفذ بحق هؤلاء الامراء لن يمر مرور الكرام، واذا ظن ابن سلمان انه بهذه الطريقة يمكنه اسكات أفراد العائلة الحاكمة ومنعهم من ايقافه عما يقوم به يكون قد وقع في الفخ، لأن أمراء آل سعود أصبحوا مجتمعين على كره ابن سلمان، والجميع اصبح يعلم ان ابن سلمان لم يعد يملك اي شعبية داخل الاسرة الحاكمة، والجميع ينتظر اللحظة المناسبة للانقلاب عليه، ربما موضوع الانقلاب كان غير مطروح في السابق بين افراد الاسرة الحاكمة لكن نعتقد اليوم انه مطروح وبقوة، لأن تعقيدات المرحلة الحالية خاصة بعد الاعتقالات الاخيرة وانخفاض اسعار النفط والفشل الذريع في كل من اليمن وقطر وتوقف الحج والعمرة، سيكون لها آثار قاتلة داخل العائلة الحاكمة وسنشهد تصدعات وشرخ كبير بين الامراء وسيكون هناك خلافات ستظهر على السطح خلال الاشهر المقبلة، ولانستبعد ان يكون هناك عنف ولانعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية ستتدخل لانقاذ ابن سلمان هذه المرة لأن صديقه الرئيس دونالد ترامب واقع في مجموعة ورط ليس اقلها تفشي كورونا في البلاد وهذا الامر قد يهدد ولايته الثانية، لذلك لن تخاطر امريكا لصالح طرف ضد طرف اخر في العائلة الحاكمة، وقد تكون نهاية ديكتاتورية ابن سلمان المفرطة وربما آل سعود قريبة جدا، لأن جميع الظروف تؤكد ان المملكة اصبحت ضعيفة اكثر من اي وقت مضى بعد انخفاض اسعار النفط وتوقف الحياة الاقتصادية فيها وفشل رؤية ابن سلمان والغرق في وحل اليمن والاعتقالات التي تجري داخل الاسرة، كل هذه الامور وغيرها قد تفجر الاوضاع في القصور الملكية، وحينها ربما قد نشهد نهاية حقبة آل سعود؛ طبعا هذا الامر لن يحصل بشكل سريع لكن الامور تذهب بهذا الاتجاه وحينها قد يشكر التاريخ والشعب ابن سلمان على مساعدته من حيث لايدري في نهاية هذه الحقبة المظلمة من تاريخ المنطقة.
ارسال التعليق