ابن سلمان غير ناضج ووحشي ومندفع
هل غفر المجتمع الدولي بالفعل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان دوره المحتمل في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، أم أن ما حصل عليه ابن سلمان من دعم حتى الآن لا يرقى لذلك الحد؟ هذا ما ناقشه كاتب بارز بصحيفة لوموند الفرنسية.
ففي بداية مقاله، طرح آلان افراشون السؤال التالي: هل ستُلف “قضية خاشقجي” بالنسيان وتبتلعها بسرعة مياه مضيق البوسفور التركي المظلمة، وذلك رغم اتهام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري بوب كوركر لولي العهد بأنه هو من أمر باغتيال مواطنه الصحفي؟
وللرد على ذلك لفت افراشون إلى أن الواقعية السياسية وما تستند إليه من اعتبارات عملية ومادية قد تفرض -باسم استقرار الشرق الأوسط - وأد هذا الحادث المؤسف وإدراجه ضمن التجاوزات التي لا مناص من حدوثها على الساحة الدولية.
فمحمد بن سلمان رتب الأوراق الداخلية للعائلة الحاكمة بحيث أصبح يتحكم في السلطة السياسية والاقتصادية، حسب ما نقله الكاتب عن كتاب كريستيان أوكرنت حول الموضوع “أمير السعودية الغامض”.
واستعرض الكاتب بعض مظاهر التأييد التي أظهرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر لولي العهد السعودي، إذ يريد أن يجعل من المملكة محور العالم العربي السني في مواجهة إيران والجهة التي تتولى الضغط على الفلسطينيين لقبول “خطة سلام كوشنر” ناهيك عن الاعتماد عليها في الضغط على سعر برميل النفط.
وباستثناء ألمانيا والدنمارك، يقول افراشون إن أياً من الدول الأوروبية الأخرى لم تتحمس لمعاقبة السلطة السعودية إلا بإجراءات رمزية، رغم ما يعرف عن ابن سلمان من كونه “غير ناضج ووحشي ومندفع” كما وصفه أقاربه لأوكرنت.
غير أن الكاتب شكك في أن يحصل ولي العهد السعودي المتنفذ على عفو، مشيراً إلى أن المصاعب ربما تأتيه من واشنطن نفسها فالرجل حسب قوله لم يجلب حتى الآن، وبغض النظر عن استحواذه على السلطة الداخلية إلا الكوارث.
وعدد الكاتب من بين تلك الكوارث “اختطافه لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ومحاصرته لدولة قطر التي شتتت المعسكر العربي السني، فضلاً عن المأساة التي أحدثها في اليمن.
واستنتج من ذلك أن ابن سلمان في سياساته الخارجية كان دوماً هو الخاسر الذي يفقد كل شيء، مشيراً إلى أنه لم يعد من السهل أن يدعى لزيارات رسمية خارجية، إذ سيظل لمدة ساماً وضاراً بصورة بلاده في الخارج.
ارسال التعليق