
ابن سلمان مستعد لتقديم بلاد الحرمين بشعبها وثرواتها لكسب ود الامريكيين
بقلم: شوقي عواضة...
يبدو أن الإعلام السعودي بات شريكا في اللعبة الانتخابية في الداخل الفلسطيني، وإلا كيف يمكن قراءة استضافة قناة (العربية) لرئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو للتصويب على إيران وحلفائها في سوريا ولبنان واليمن.
تأتي هذه الإطلالة في وقت حساس بالنسبة لرئيس الحكومة المتهم بقضايا فساد في محاكم الصهاينة، وعلى بُعد حوالي ثلاثة أشهر من موعد انتخابات الكنيست المبكرة المقررة في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم. وهو الذي يُمنّي نفسه باستعادة سلطة الماضي في الانتخابات المرتقبة والتي تجري للمرة الخامسة في الكيان خلال أقل من 4 سنوات.
يسعى نتنياهو لتقديم أوراق اعتماده لدى دول الخليج العربي من طبع منها رسميا ومن مازال يمهد للأمر. ويتم ذلك من خلال تركيزه على تبني خطاب صدامي مع الولايات المتحدة الأميركية لجهة المضي في مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران، لعلمه بما يعنيه الأمر بالنسبة للرياض وأبو ظبي من موقف مساند في رفضهم إتمام الاتفاق. كما علمه بكثرة الملفات الخلافية بين إيران بسياساتها الداعمة لحزب الله والنظام السوري وحركة أنصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق.
إلتم المتعوس على خايب الرجا:
من جهته اعرب الكاتب والمحلل السياسي شوقي عواضة عن عدم تفاجئه بإجراء " اعلام صفقة القرن لقاء مع رئيس وزراء حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو"، معتبرا أن " تلك المقابلة التي بثت على ثلاثة اجزاء تحمل العديد من المؤشرات والرسائل من حيث التوقيت وتسارع الاحداث".
وفي حديث له مع "مرآة الجزيرة" اعتبر عواضة أن"أولى تلك الرسائل هي رسالة نظام آل سلمان الذين اسقطوا عهد آل سعود وانفردوا بالسلطة وفي مقدمتهم محمد بن سلمان الذي على ما يبدو ووفقا لتتابع الاحداث منذ تعيينه وليا للعهد انه لم يكتفِ بعزل آل سعود قاطبة والتي تمثلت بتنحية ابن عمه محمد بن نايف وأمراء ومسؤولين آخرين سعيا لاعتلاء سدة الحكم، بل انه مستعد لتقديم بلاد الحرمين بشعبها وثرواتها ونفطها ونخلها أضحية وقربانا لنيل الرضا الأمريكي والإسرائيلي وهو من أجل ذلك استقبل العديد من الوفود (الإسرائيلية) مستبيحا أرض الحرمين ليقول إننا و(إسرائيل) في خندق واحد في مواجهة (الإرهاب الفلسطيني والعدو الايراني)" واستشهد عواضة بالحملة التي شنها نتنياهو في وقت سابق ضد" الشعب الفلسطيني المظلوم وضد ايران والاتفاق النووي في لحظة بان فيها الايرانيون قاب قوسين أو أدنى من توقيع الاتفاق النووي. وهي لحظة جنون افقدت بن سلمان وكبار القادة الصهاينة صوابهم"
واستشهد الكاتب والمحلل السياسي بما يمارسه الصهيوني والأمريكي على سوريا، وما يقوم به بن سلمان داخليا من تصعيد لأعمال القمع والاعتقال في المنطقة الشرقية، وإصدار أحكام قضائية بحق مواطنين سعوديين فاقت العقل والخيال، بل تساوت مع احكام المحاكم العسكرية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين"
وتابع الكاتب شوقي عواضة "اما نتنياهو الذي سيخوض معركة انتخابية فقد استثمر هذا اللقاء انتخابيا ليقول لقطعان المستوطنين انه حقق انجازا مع آل سلمان وسيحقق المزيد فور جناحه ويوجه رسالة لإيران تقول اننا أصبحنا على أعتاب طهران في ظل تصاعد التوتر بين الكيان الصهيوني ولبنان".
وختم حديثه بالقول "على ما يبدو أن بن سلمان ونتنياهو لم يأخذا العبرة من التاريخ تلك العبرة التي تقول طبع متى شئت يا بن سلمان وتأسرل وتصهين كيفما شئت وتجبر كما شئت ولكن تذكر وذكر حليفك المأزوم والمهزوم بأن وعد الله حتمي. فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فإنك لن تميت نصرنا ولن تنكس راياتنا".
هذا وتفاعل عدد من رواد التواصل الاجتماعي مع ظهور نتنياهو على القناة السعودية، واعتبر حارث المليكي وكيل محافظة إب اليمنية أن " العربية تميط اللثام اكثر عن وجه آل سعود الحقيقي وتستضيف نتنياهو كما لو أنه واحد من البيت. الجيد في المقابلة صراخ نتنياهو من إيران وخوفه من اليمن وحزب الله ورغم ذلك لا زال البعض مش عارف أبن الحق وأين الباطل هل في صنعاء أو الرياض أو طهران أو ابو ظبي أو الضاحية او تل أبيب زمن كشف الحقائق".
وتساءل مازن هبة " عزيزي المرتزق: ما شعورك وأنت تشاهد نتنياهو في مقابلة خاصة على قناة أسيادك آل سعود ؟! من أجل تستوعب الموضوع تخيل نتنياهو فعل المقابلة مع قناة العالم."
وغرّد محمد القاضي قائلا " نتنياهو أجرى مقابلة على قناة العربية وإحنا ننشر عن أخبار إيران مثل بقية القنوات و يتهمونا باننا مد رافضي نخدم إسرائيل ".
أما غيداء هاشم فقد قالت "مقابلة في قناة العربية يصرخ فيها نتنياهو من إيران وخوفه من اليمن وحزب الله ولايزال البعض لا يرى شمس الحقيقة".
إن خطوة القناة المسعودة تأتي بعد سلسلة طويلة من التقارب العلني والمفضوح بين دولة الاحتلال والنظام السعودي. فلم يغب عن التداول بعد حجم التخوين والكراهية التي رشحت عن أقلام محمد ابن سلمان ومستشاريه كما ذبابه الإلكتروني على خلفية العدوان الصهيوني الأخير على غزة، وما كشفته الحرب من حقائق تبيّن الوجه الحقيقي لرؤية النظام حول القضية الفلسطينية.
فقد حمّل كتاب البلاط مسؤولية الدماء والأرواح التي تذرف إلى حركة الجهاد الإسلامي، واعتبار قوى المقاومة أداة بيد إيران وخادمة لمشروعها. بالإضافة إلى تخوين قضية الفصائل في كونها قوى مقاومة للاحتلال واعتبارها شماعة تعلق الفصائل عليها أفعالها.
حتى وصل الحد بالبعض إلى التأكيد على وجود اتفاق بين الصهاينة والقوى الفلسطينية لـ" عدم التوصل إلى سلام طمعا بالدعم الأميركي والعربي".
وفي سياق متصل، تأتي كافة الاجراءات والقرارات المتخذة من قبل سلطات آل سعود، سواء لناحية فتحها المجال الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية بزعم استكمالها " للجهود الرامية لترسيخ مكانة المملكة كمنصة عالمية تربط القارات الثلاث، وتعزيزا للربط الجوي الدولي"، حيث عبرت في 22 أغسطس/آب أول طائرة إسرائيلية لشركة طيران "أركيا" الصهيونية الأجواء السعودية في طريقها إلى جزيرة سيشل.
كما كشف معلّق الشؤون العسكرية في قناة "كان" الإسرائيلية، إيتاي بلومنتال، عن وصول طائرة إدارية إسرائيلية إلى الرياض. وكتب المعلق الإسرائيلي، عبر حسابه في تويتر: "لمحبي التطبيع: طائرة إدارية إسرائيلية (T7-WZZ)، في خدمة "شينو للطيران" حطت قبل قليل في الرياض، عاصمة السعودية".
إلى جانب هذا التطور، سجلت مروحة من الزيارات للصهاينة إلى "المملكة"، فكان أكثرها استفزازا وصول عناصر صهيونية إلى الأماكن المقدسة المحظورة شرعاً على “اليهود” وغير المسلمين في مكة والمدينة، ضمن زيارات متزايدة لوفود وشخصيات صهيونية متطرفة إلى "المملكة"، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة حقيقة المخطّطات الصهيونية للسيطرة على المقدسات الإسلامية و”تهويدها” في إطار المشروع الاستعماري الشامل الذي يتحَرّك وفقه العدوّ في المنطقة منذ عقود.
مراسل القناة 13 العبرية، جيل تماري، لم يكن أول صهيوني يزور الأراضي السعودية، لكنه أول من وصل إلى مكة المقدسة، أَو بالأحرى أول من تم الإعلان عن وصوله إليها، فعلى الرغم من لجوء النظام إلى الإعلان عن “معاقبة مواطن سهَّلَ دخوله إلى مكة”، لم يَبْدُ أن الصهيوني كان “متسلِّلًا” خلال تجوُّلِه في الأماكن المقدسة التي تفرض السلطات قيوداً صارمة حتى على المسلمين للوصول إليها.
ارسال التعليق