
ابن سلمان يغادر دور المتفرج.. ما وراء مغازلة إيران؟
في تحرك دبلوماسي هو الأعلى مستوى منذ أكثر من عقد، حلّ وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان في العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية قد تشكّل منعطفًا حاسمًا في العلاقة المتأرجحة بين السعودية وإيران.
وتأتي هذه الزيارة الثانية من نوعها منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية في مارس 2023، بوساطة صينية، وسط لحظة إقليمية مشحونة بالتوترات.
الوزير السعودي أجرى مباحثات مهمة مع كبار المسؤولين الإيرانيين، على رأسهم رئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري، حيث تناولت الملفات الإقليمية الشائكة مثل غزة وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى اليمن والعراق، في ظل استمرار حالة الغليان السياسي والعسكري في أكثر من جبهة.
الزيارة تحمل دلالات ثقيلة، خصوصًا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، الذي يشهد جمودًا واضحًا في المحادثات مع الغرب. ويطرح البعض سيناريو احتمال لعب الرياض دور الوسيط بين طهران وواشنطن في هذا السياق، وسط تصاعد الضغوط الأمريكية والأوروبية على إيران.
في المقابل، تسعى السعودية لتعزيز موقعها كقوة إقليمية متوازنة، لا تكتفي بمراقبة التطورات، بل تشارك بفاعلية في رسم معالم المستقبل الإقليمي. ويبدو أن ولي العهد محمد بن سلمان يطمح للخروج من عباءة “المتفرج”، نحو دور الوسيط وصانع التفاهمات، خاصة في ظل تراجع النفوذ الأمريكي المباشر بالمنطقة.
المراقبون يعتبرون أن هذه الزيارة ليست فقط اختبارًا لنوايا إيران تجاه الجوار العربي، بل أيضًا اختبارًا لموقع السعودية الجديد في المعادلة الإقليمية. هل تفتح هذه الزيارة باب التعاون الاستراتيجي؟ أم أنها مجرد هدنة سياسية في انتظار تصعيد جديد؟
في ضوء هذه التطورات، تبقى الأسئلة مفتوحة:
هل نرى تهدئة في الملفات الساخنة مثل اليمن وغزة؟
هل تنجح الرياض في تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان؟
وهل تحمل هذه الزيارة نواة اتفاقات أكبر تُعاد صياغتها بعيدًا عن واشنطن وتل أبيب؟
المنطقة على مفترق طرق، ومخرجات زيارة خالد بن سلمان إلى طهران قد تُحدث هزة استراتيجية في مستقبل التوازنات الإقليمية.
ارسال التعليق