
السلطات السعودية تمنح رونالدو راتب خيالي وحصة في النادي
كشفت تقارير صحفية عن تفاصيل عقد تمديد البرتغالي كريستيانو رونالدو موسما واحدا مع ناديه النصر السعودي لكرة القدم مقابل راتب ضخم. ومن المرتقب أن يظل البرتغالي لاعب كرة القدم الأعلى أجرا في العالم براتب سنوي قدره 183 مليون يورو (لا يشمل المكافآت)، عند تجديد عقده .
ومن المفترض أن يقوم رونالدو -البالغ من العمر 39 عاما- بتجديد عقده قريبا بشروط فلكية، وبذلك سيظل البرتغالي لاعب كرة القدم الأعلى أجرا في العالم.
ويُقدَّر الراتب الشهري لرونالدو البالغ من العمر 39 عاما 15.25 مليون يورو بمعدل 550 ألف يورو يوميا، لكن الأمر الجديد في العقد يكمن في تخصيص جزء من أسهم النصر لصالحه، وهي المرة الأولى في تاريخ كرة القدم السعودية، وتعكس الحال التي وصل لها النظام السعودي ومدى ارتباط عملية الترويج وغسل السمعة بالوجه الرياضي المعروف.
وبحسب صحيفة " ماركا" الإسبانية، سيحصل رونالدو على 5% من أسهم النادي، الذي انضم إليه في يناير/كانون الثاني 2023 بعد رحيله عن مانشستر يونايتد الإنجليزي.
يذكر أنه منذ توقيعه معه، بات البرتغالي سفيرا لفريقه والدوري السعودي للمحترفين الذي اعتبره مؤخرا بمستوى أفضل من الدوري الفرنسي.
وذكرت الصحيفة الإسبانية أن تمديد عقد " الدون" يعد جزءا من إستراتيجية تطوير أوسع للنادي السعودي، الذي يخطط ملاكه لتعزيز صفوف الفريق بالمدرب الإيطالي ستيفانو بيولي في الفترة المقبلة، بما في ذلك احتمال وصول البرازيلي كاسيميرو، زميل رونالدو السابق في ريال مدريد ومانشستر يونايتد.
يذكر أنه في 11 ديسمبر 2024، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن فوز " السعودية" باستضافة كأس العالم 2034 رسميا. وكانت الفيفا قد أعلنت حصول " السعودية" على أعلى تقييم فني في تاريخ ملفات استضافة البطولة. ومع أن الفيفا تتبنى معايير حقوق الإنسان كجزء من عملية اختيار الدول المضيفة، فإن اختيار السعودية يبرز تناقضاً واضحاً بين الالتزامات المعلنة والواقع الفعلي.
ولفتت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن " سياسة حقوق الإنسان التي أطلقتها الفيفا في يونيو 2017 تتضمن مبادئ دولية لضمان احترام حقوق الإنسان في جميع مراحل تنظيم البطولة. وتشمل هذه المبادئ احترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية ذات الصلة. وعلى الرغم من كشف التقارير الحقوقية عن انتهاكات مستمرة في السعودية تجعلها غير مؤهلة لاستضافة حدث عالمي بهذا الحجم، تم اختيارها لاستضافة بطولة العام".
وأضاف التقرير أنه “على الدولة المضيفة أن تلتزم، نظرياً، بمعايير حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك الاتفاقيات المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وحماية العمال. ورغم أن “السعودية” صادقت على عدد من هذه المعاهدات، مثل اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية مناهضة التعذيب، فإن تقارير الأمم المتحدة والمراجعات الدورية تؤكد انتهاكات ممنهجة لهذه الالتزامات.”
وتعد السعودية من بين الدول الأكثر تنفيذاً لعقوبة الإعدام، إذ سجلت 345 حالة حتى نهاية عام 2024، بينها أكثر من 100 لعاملين أجانب و8 سيدات. وتستمر السعودية في تنفيذ أحكام الإعدام على جرائم لا تصنف كأشد خطورة بموجب القانون الدولي، بالإضافة إلى تهديد حياة القاصرين. ”
لا ينفصل الإسراف والتبذير السعودي من أموال الشعب عن مسار طويل كان قد اتخذه النظام في هذا السياق، إذ استحوذ النظام السعودي على النادي البريطاني نيوكاسل.و قال آندرو بايج، عضو في رابط مشجعي نيوكاسل في مؤتمر للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان عام 2023 أنه “باستحواذ السعودية على نادي نيوكاسل، لم يقتصر الأمر على الاستحواذ على فريق رياضي فحسب، بل قاموا بدمج أنفسهم في نسيج المدينة التي يقع النادي في وسطها؛ بطريقة لا تستطيع أعمالهم العادية القيام بها”.
وأكد بايج على أن “ما يجعل الاستثمار السعودي في نيوكاسل يونايتد مختلفًا عن الاستثمارات الأخرى في الرياضة، هي ثلاثة أشياء على الأقل جديرة بالملاحظة حول تولي نيوكاسل يونايتد المسؤولية:
– أولاً وقبل كل شيء، الاستحواذ لم يكن فكرتهم. بل كانت فكرة الاستيلاء على النادي من خلال سيدة أعمال بريطانية تدعى أماندا ستابلي التي استحوذت على نسبة 10% من النادي. وهي في المقدمة لتتولى المسؤولية”، مشيرا إلى أنها “تقوم بكل شيء تقريبًا، بينما يمتلك صندوق الاستثمار العام السعودي 80% من أسهمه”.
– ثانيا هو مقدار الوقت المستغرق لإكمال عملية الاستحواذ التي تتغير لأول مرة. حيث اقتُرح لأول مرة في يناير 2020 ولم يتم الانتهاء منه إلا في أكتوبر 2021.
– ثالثا كانت العقبة التي واجهتها السعودية، هي أنهم كانوا يستغلون البث التلفزيوني والدوري الممتاز من قطر، وكانوا يأخذون ذلك بشكل غير قانوني ويبثونه ومن خلال محطات التلفزيون المقرصنة، وأعتقد أن هذا هو الشيء الوحيد الذي كان يمكن أن يمنع الدوري الإنجليزي الممتاز من القيام به.
ولفت “يجب ان نسأل ماذا فعل النظام السعودي ليحظى بهذا الدعم الهائل من المجتمع المحلي وبعض السياسيين. فليس عاديا أن تقوم مجموعة من المشجعين بحملة كبيرة لتشجيع هذا الاستثمار، الآن يقال أنه تمّ الضغط عليهم في هذا السبيل. ولو لم يحصل هذا لم يكن الاتفاق ليتمّ”.
ارسال التعليق