الصلاة.. وإغلاق المحلات!
«يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع».
الآية أعلاه واضحة ولا نحتاج إلى تقليب المجلدات لتفسير البشر كي نفكك معانيها؛ فالمعنى واضح وهو ترك التجارة في حال سماع أذان صلاة «الجمعة».
لم يذكر الله سبحانه في كتابه الكريم ولم نرَ في سنة مبعوثه الأمين أي إجبار لإغلاق المتاجر وتعطل الحياة وقت الصلاة، بل المطلوب منا كمسلمين هو أداء فريضة الصلاة في وقتها، ولكن ما يحدث هو خلاف ذلك تماماً بما لم يأتِ به ديننا الحنيف، فبمجرد دخول وقت الأذان وقبل الصدح به بحوالى الربع ساعة يتم إغلاق جميع المتاجر والصيدليات والبنوك ومحطات البنزين ويتوقف العمل في المؤسسات الحكومية والأهلية.. إلخ.
في المولات تحديداً تعم الفوضى وافتراش الممرات وتكدس المتسوقين بانتظار انتهاء وقت الصلاة، فالمحلات تغلق قبل الوقت بشكل مستفز بحيث يتم إخراج المتسوقين عنوة -ولا ألومهم- فالهيئة لهم بالمرصاد عندما يتأخرون في الإغلاق وليس الكل يذهب للصلاة فنلاحظ البعض يغلق المحل من الداخل والمتسوق ينتظر في الخارج حتى ينتهي الوقت المحدد.. فأين تطبيق الشعيرة هنا؟!
من ناحية أخرى فالبعض من العمالة قد استغل هذا الوضع أسوأ استغلال فأصبح يغلق محله مبكراً ويفتحه متأخراً ولا أحد يستطيع أن يقول له «ثلث الثلاثة كم» فهو بزعمه يصلي!
شيء آخر لافت في موضوع «بريك» الصلاة وهو أن أغلب المحلات في المولات على وجه الخصوص تبيع بها نساء والمتسوقات نساء فلم الإغلاق بالله عليكم؟
وهذ الشيء يندرج أيضا على البنوك بفروعها النسائية، حيث تبقى النساء خارج البنك في البرد أو الحر والشمس لحين يسلم الإمام الذي لا دخل للنساء به!
أليس هذا بالله عليكم هدراً للوقت وفوضى وتسيباً أكثر منه تطبيق للشعيرة وفريضة الصلاة التي يمكن أن نطبقها في أي مكان وفي أي وقت كصلاة العشاء مثلاً؟
أليس استغلالاً حين يهدر صاحب الحاجة من صيدلية أو محطة بنزين أو حتى بقالة ما يتجاوز الـ45 دقيقة أحياناً لينطلق بعدها يسابق الزمن لتعويض ما فاته خلال هذا الانتظار المرير؟
إليكم هذه الحالة وهي ليست بدعابة، ففي إحدى جامعات البنات يوافق خروج الطالبات فيها وقت صلاة الظهر ولكن الحارس بسلامته لا يفتح الباب إلا بعد أن يعود من المسجد والطالبات بالداخل وذووهن في الخارج ينتظرونه وهو يمشي ملكا ويا جبل ما يهزك ريح!
حسناً.. الصلاة فريضة على كل مسلم ومن أراد أن يصلي فلن ينتظر رجل هيئة ومن أراد أن يتهاون فلن يمنعه أيضا رجل هيئة فهي علاقة روحانية بين العبد وربه وقد شدني منظر المصلين على دفعات في أحد مولات الشقيقة مملكة البحرين، حيث لا رقيب يسحبك عنوة للصلاة سوى ربك وضميرك وهنا تكمن حقيقة الإيمان بلا نفاق أو مِراء!
بقلم : هيلة المشوح
ارسال التعليق